الدكتور مصطفى الفقي يشيد بجهود السيسي في ترميم التراث الإسلامي المصري

أشاد مصطفى الفقي سكرتير الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك السابق بما تم إنجازه من جهود ضخمة في سبيل إعادة إحياء المعالم الإسلامية والتاريخية في مصر والتي تتم ضمن خطة شاملة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي وتستهدف ترميم وإصلاح المباني الأثرية والدينية التي تعود إلى القرن الأول الهجري وما تلاه من عصور مزدهرة في التاريخ الإسلامي لمصر
أوضح مصطفى الفقي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتبنى نهجا متميزا في إعادة الاعتبار للتراث الإسلامي ويهتم اهتماما واضحا بإحياء الأضرحة والآثار المرتبطة بالعلماء الكبار ورموز الفكر والدين الذين صنعوا التاريخ الإسلامي لمصر وكان لهم إسهام بارز في تشكيل هوية الأمة الإسلامية وتاريخها الحضاري العريق
لفت الفقي إلى أن هذه الجهود الواسعة في ترميم المناطق الدينية التاريخية لا تأتي فقط في إطار مشاريع تطوير عمرانية أو تخطيط حضري بل تنبع من اهتمام عميق وارتباط خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتاريخ مصر الإسلامي القديم وانطلاقا من خصوصية جغرافية ونفسية لها علاقة بنشأته في منطقة الجمالية التي تقع في قلب القاهرة التاريخية وبالقرب من مسجد سيدنا الحسين
استكمل مصطفى الفقي حديثه موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكس من خلال هذه المبادرات وعيا صوفيا روحيا يظهر في سلوكه وخطاباته حيث يعتمد دائما على الإشارة إلى القيم الدينية العليا واللجوء إلى الله والتوكل عليه في جميع مراحل قيادته للشأن العام وهو ما يعكس ارتباطا روحيا يتجاوز الجانب الإداري والتنفيذي المعتاد في العمل السياسي
أكد مصطفى الفقي أن ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي في ملف التراث الإسلامي يعكس فهما عميقا لقيمة هذا المكون الثقافي والديني لمصر ويرى أن الحفاظ على هذه الرموز الدينية والتاريخية يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية ويعزز مكانة مصر في العالم الإسلامي كما يعيد لها دورها القيادي الذي طالما تميزت به عبر العصور
نوه الفقي إلى أن منطقة الجمالية التي نشأ فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل رمزا روحيا وتاريخيا كبيرا في مصر لما تحويه من مساجد وأضرحة وأماكن ذات طابع ديني عريق وقد شكلت هذه البيئة الثقافية والروحية وجدان الرئيس منذ صغره وانعكس ذلك في اهتمامه البالغ بكل ما يخص التراث الإسلامي المصري
لفت الفقي إلى أن عمليات الترميم الجارية في العديد من المناطق التاريخية بالقاهرة الفاطمية تشهد دعما مباشرا من الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث شملت مشروعات التطوير عدة مساجد كبرى وأضرحة أولياء الله الصالحين مثل الإمام الشافعي والسيدة نفيسة والإمام الليث بن سعد وغيرهم من الرموز الإسلامية التي تحتفظ بخصوصية روحية لدى المصريين والمسلمين عامة
أشار الفقي إلى أن هذا النوع من المشروعات لا ينفصل عن رؤية الدولة المصرية الشاملة في تعزيز القوة الناعمة والاعتماد على الثقافة والدين كجزء من أدوات الدبلوماسية الحضارية التي تروج لصورة مصر الحقيقية وتؤكد على رسالتها الدينية المعتدلة ودورها في نشر الإسلام الوسطي والبعيد عن الغلو والتطرف
أعلن الفقي أن هذه المشروعات تشكل استثمارا حضاريا طويل الأمد يؤكد حرص القيادة المصرية على ربط الأجيال الجديدة بجذورها الحضارية والدينية كما تعزز من قيمة الانتماء الوطني وتشجع على الاعتزاز بالتاريخ وتقدير دور الشخصيات التي ساهمت في إثراء الحياة الفكرية والدينية عبر العصور الإسلامية المختلفة
استرسل الفقي في توصيف هذا التوجه موضحا أن العناية الخاصة بالأضرحة التاريخية تعكس روحا متصالحة مع الماضي ومقدرة حقيقية للمعاني الروحية التي يتضمنها التراث الإسلامي وهي معانٍ ما زالت حية في ضمير الشعب المصري وتشكل جزءا أساسيا من وجدانه الجمعي ومنظومته القيمية
تابع الفقي أن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تسعى إلى جعل القاهرة القديمة مركزا مشعا من جديد يعكس إشعاعها الروحي والفكري وذلك من خلال إعادة إحياء المناطق التاريخية بمزيج يجمع بين العراقة والحداثة ويعيد لها دورها في احتضان الثقافة والدين والعلم
أفاد الفقي بأن ملف ترميم الآثار الإسلامية لم يعد مجرد مبادرة ثقافية أو جهد تراثي بل أصبح عنصرا جوهريا ضمن سياسات الدولة وتوجهاتها في حفظ الهوية الدينية لمصر وهو ما يتجلى في المشاريع الكبرى التي تنفذ حاليا بإشراف مباشر من القيادة السياسية
اختتم الفقي بالإشارة إلى أن ما يشهده قطاع الآثار الإسلامية حاليا من اهتمام غير مسبوق يمثل نقلة نوعية ويعيد الاعتبار للتراث الديني الذي أهمل لعقود طويلة مؤكدا أن هذه المرحلة تمثل نقطة فارقة في تاريخ مصر الحديث وأن التاريخ سيذكر أن هذا الجهد انطلق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعزيمة واضحة وإرادة وطنية مخلصة
بلغ عدد المشاريع التي تم تنفيذها أو التي ما زالت قيد التنفيذ لترميم المعالم الإسلامية التاريخية أكثر من 37 مشروعا في مختلف محافظات مصر وشملت هذه المشروعات أكثر من 15 مسجدا تاريخيا وما يزيد عن 12 ضريحا من أضرحة أولياء الله الصالحين إلى جانب مواقع أثرية عديدة يعود تاريخها إلى القرون الهجرية الأولى وقد خصصت الدولة لهذه المشروعات ميزانية تجاوزت 2 مليار جنيه مصري ضمن خطة طموحة تمتد حتى عام 2030 وتهدف إلى استعادة بريق القاهرة التاريخية ودمجها في الخريطة السياحية والثقافية العالمية
هكذا يتجلى أن مشروع إحياء التراث الإسلامي في مصر أصبح واقعا ملموسا تدعمه إرادة سياسية وشعبية ومؤسسات تعمل بتنسيق كامل لإعادة الاعتبار لتاريخ طويل من الحضارة الإسلامية التي شكلت قلب مصر النابض عبر قرون طويلة من العطاء الديني والثقافي والفكري