أصدر الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد الحالي، قرارًا بفصل الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، ما أثار ضجة كبرى في الأوساط السياسية.
يأتي هذا القرار على خلفية تصريحات نارية أدلى بها “البدوي”، حيث وجه انتقادات حادة للوضع السياسي الراهن في البلاد، متهمًا الأحزاب بغياب التأثير الحقيقي في المشهد العام.
البدوي لم يكتفِ بإطلاق تصريحات عابرة، بل هاجم بشكل مباشر الحياة السياسية، مؤكدًا أن البلاد تفتقد إلى نشاط حزبي حقيقي وقوي.
اتهم البدوي المعارضة القائمة بأنها شكلية وغير فعالة، مشيرًا إلى أنها لا تمثل نبض الشارع، ولا تسعى لتحقيق أي إصلاحات جوهرية.
وذهب البدوي إلى حد القول إن ما نراه اليوم ليس معارضة حقيقة بل مجرد احتجاجات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي دون تأثير ملموس في أرض الواقع. هذه التصريحات النارية جاءت لتثير حالة من الجدل، حيث تساءل كثيرون عما إذا كانت المعارضة في مصر قد فقدت بالفعل دورها الحقيقي في التأثير على الأحداث وتوجيه السياسة العامة.
أبرز البدوي في تصريحاته أن غياب الحياة السياسية النشطة يؤثر سلباً على الديمقراطية ويضعف مناخ الاستقرار والتنمية في البلاد. وحذر من أن غياب معارضة حزبية قوية هو أحد الأسباب الأساسية التي تعوق بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية. هذه الكلمات جاءت كجرس إنذار للمشهد السياسي، إذ أشار البدوي إلى أن المشهد الحزبي المتدهور يعوق تطور المجتمع ويضعف ركائز الديمقراطية في مصر.
لم يكتف البدوي بانتقاد الأوضاع العامة، بل انتقل إلى انتقاد حزب الوفد ذاته، قائلاً إن الحزب فقد دوره الحيوي الذي كان يلعبه في الماضي، حيث كان يمثل الأغلبية ويقود المعارضة. البدوي انتقد بحدة غياب تأثير الوفد في المشهد السياسي الحالي، مشيرًا إلى أن غيابه ساهم في إضعاف المعارضة وجعلها بلا صوت قوي. هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان الدور التاريخي الذي كان يلعبه الوفد كحزب معارض بارز، ما أثار استياء البعض من الحزب وقيادته الحالية.
قرار فصل البدوي جاء كخطوة دراماتيكية تعكس عمق الأزمة داخل حزب الوفد، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الأحزاب السياسية في مصر.