سياسة

مناظرة نارية بين ترامب وهاريس تشعل السباق الرئاسي الأمريكي

شهدت الولايات المتحدة واحدة من أكثر المناظرات الرئاسية المثيرة في تاريخها، حيث واجه الرئيس السابق دونالد ترامب نائب الرئيس الحالي كامالا هاريس في نقاش محتدم، ركز على قضايا مصيرية كالاقتصاد، السياسة الخارجية، الهجرة، والديمقراطية.

والمناظرة التي جرت في أجواء ساخنة، لم تخلُ من الاتهامات الحادة، الانتقادات اللاذعة، والمواقف الاستفزازية التي عكست الانقسام العميق بين المرشحين ومؤيديهما.

ترامب: “أمريكا تنهار”

بدأ ترامب المناظرة بهجوم قوي على إدارة بايدن وهاريس، مصرحًا: “أميركا لم تعد تقود العالم وتقف عاجزة أمام الحروب”.

واتهم هاريس بأنها فشلت في حل أزمة الحدود، التي قضت 3 سنوات ونصف في التعامل معها. وأشار إلى أن البلاد تعاني “انهيارًا فظيعًا” بسبب سياسات الديمقراطيين.

ترامب انتقد بشدة الطريقة التي تم بها الانسحاب من أفغانستان، قائلاً: “إدارة بايدن تركت معدات عسكرية بقيمة 85 مليار دولار لطالبان”.

وأضاف أن الاتفاق الذي وصل له وزير خارجيته السابق مايك بومبيو في أفغانستان كان “جيدًا للغاية”، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن هي التي أفسدته.

على الصعيد الاقتصادي، تعهد ترامب بإعادة بناء الجيش وفرض تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية،

مشددًا على أنه لم يغلق مصانع السيارات الأمريكية كما تدعي هاريس، بل استهدف الشركات الصينية. وأضاف: “سأقوم باستبدال برنامج أوباما كير بشيء جديد يخدم الأمريكيين بصورة أفضل”.

هاريس: “رؤيتي للمستقبل”

من جهتها، دافعت كامالا هاريس بشدة عن نفسها وعن إدارة بايدن. وصرحت بأنها تسعى لأن تكون “رئيسة لكل الأمريكيين”،

مؤكدةً أن رؤيتها تركز على المستقبل، بينما سياسات ترامب “ستعيد أمريكا إلى الوراء”. كما وعدت بحماية الحريات الأساسية وتوفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة.

هاريس انتقدت ترامب بشدة على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل حول أصولها وعرقها، مؤكدةً: “ترامب يحاول تقسيم المجتمع الأمريكي على أساس العرق”.

واتهمته بزرع الكراهية والدعوة لإعدام شباب من أصول لاتينية وأفريقية. وأضافت أن “التغير المناخي ليس كذبة كما يدعي ترامب”، وتعهّدت بالعمل على توفير الوظائف وحماية البيئة.

السياسة الخارجية: صراع رؤى

السياسة الخارجية كانت من أبرز محاور المناظرة. هاريس اتهمت ترامب بالانصياع للقادة الديكتاتوريين، مشيرة إلى إشادته بزعيم كوريا الشمالية وعلاقاته مع بوتين.

كما شددت على أن “أوكرانيا لا تزال دولة مستقلة بفضل الدعم الأمريكي”، مؤكدةً أن لو كان ترامب في الرئاسة لكان بوتين الآن في كييف.

ترامب رد قائلاً: “إدارة بايدن فشلت في منع الحرب في أوكرانيا”، وتوقع أن الحرب قد تؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”. وأضاف أنه كان سيجعل بوتين وزيلينسكي يصغيان إليه لإنهاء الحرب، مؤكدًا أنه سيضع حداً للنزاع إذا عاد إلى البيت الأبيض.

منظور الشرق الأوسط

على مستوى الشرق الأوسط، تبادل الطرفان اتهامات قوية. ترامب أكد أنه خلال ولايته كانت إيران في وضع اقتصادي منهار ولم تدعم المنظمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله.

واتهم إدارة بايدن وهاريس بمنح إيران الأموال التي تستخدمها لدعم الإرهاب. بينما أشارت هاريس إلى أن ترامب لم يكن يدافع عن الديمقراطية في المنطقة، بل خضع للأقوياء على حساب المبادئ الأمريكية.

قضية الكابيتول والانقسام الداخلي

فيما يخص أحداث اقتحام الكابيتول، هاجمت هاريس ترامب بحدة، متهمة إياه بالتسبب في تلك الأحداث وتجنب تحمل المسؤولية.

وذكرت أن ترامب هو من حرض المتطرفين على اقتحام المبنى. بينما دافع ترامب عن نفسه قائلاً: “الاحتجاجات في 6 يناير خرجت بشكل عفوي”، وحمّل نانسي بيلوسي المسؤولية عن الفشل في احتوائها.

ردود الفعل والاستطلاعات

المناظرة أثارت انقسامات حادة في ردود الأفعال. وفقًا لاستطلاع لـ ABC، تفوقت هاريس على ترامب في قضايا حماية الديمقراطية والرعاية الصحية وضبط السلاح،

بينما تفوق ترامب في ملفات الاقتصاد وكبح التضخم والهجرة. فريق ترامب حذره من الاستهانة بهاريس، بينما نصح فريق هاريس بتوجيه حديثها للجمهور وتجنب استفزازات ترامب.

ومع تزايد الاحتجاجات حول مكان المناظرة وانتشار الشرطة لتأمين المكان، تبقى هذه المناظرة إحدى اللحظات الفارقة في السباق الرئاسي،

حيث يعكس النقاش العميق بين المرشحين حجم التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

السباق يشتعل، والمستقبل على المحك.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى