بياناتبيانات ومواقف

قناة الشرق من اسطنبول في سنتها العاشرة

عشر سنوات من العطاء ومن مراكمة الخبرة والتشبيك والتشريك والتثقيف

وما يجب التنويه إليه أن قناة الشرق التي تحتفل هذه الأيام بالذكرى العاشرة لتأسيسها هي قناة مستقلة عن الأنظمة وعن التكتلات المالية الكبرى. وهي قناة عرفت في البداية بتخصصها في الشأن المصري، ولكن من يتابع برامجها يجد فيها ما يحتاجه أي متابع عربي من محتوى يحترم المشاهد ويقدم له مادة ثرية بعيدة عن الابتذال والتشنج والتهريج. وشخصيا أتابع البرامج التي تتناول الشأن الاقتصادي والاجتماعي لفهم ما يجري في مصر. وخلال السنوات القليلة الماضية أصبح للقناة فقرات شبه قارة لتناول وتحليل ما يجري في أغلب الأقطار العربية ومنها السودان وتونس وليبيا وطبعا مع إيلاء أهمية خاصة للقضية الفلسطينية بالتثقيف والتوعية والتصدي للأراجيف والاكاذيب التي تروجها منظومة الدعاية الإسرائيلية وأذرعها في المنطقة.


ومن خلال متابعاتي، فانه يمكنني التأكيد بأن قناة الشرق وموقع أخبار الغد والمنصات التابعة لها منحازة فعلا، وليس عبر الشعارات، لخيارات الشعوب العربية في المشاركة في التنمية وفي الحصول على الحرية والكرامة الإنسانية والسعي للوصول لمجتمع تحترم فيه الحقوق وتكون فيه العدالة سقفا يحمي الجميع.


وإلى حدود سنة 2020 كنت أتابع بعض البرامج للاطلاع على الشأن المصري وللتأكد من بعض المعطيات المتداولة لاني كنت ولا زلت أجد في المحتوى المقدم المعلومة والتحليل الراقي البعيد عن المزايدات وبث الاشاعات والتهريج. وخلال تلك السنة، ومع بداية أزمة الكورونا، أرسل لي د. أيمن نور مؤسس القناة ملفا تعريفيا وأدركت عند الاطلاع عليه بان لدينا في وطننا العربي قناة خاصة لديها إمكانيات بشرية ومبدعين في مجال الاعلام يستعملون المتاح من المعلومات ويقدمون التحاليل المبسطة لتسهيل فهم ما يجري في عديد البلدان العربية والمحيط الإقليمي والدولي.


وفي تلك السنة أقدمت مجموعة خليجية برأس مال سعودي ضخم وبالتعاون مع واحدة من أكبر المؤسسات الامريكية على فتح قناة في دبي وفرت لها حوالي 3000 صحفي ومراسل ومتعاون وأطلقوا اسم الشرق على قناتهم وهو ما اعتبر انتهاكا لحقوق الملكية والمنافسة ولكن كان واضحا أن نجاح قناة الشرق في اسطنبول وانتشارها خاصة في مصر وتأثيرها على شرائح مجتمعية واسعة، أضحى يهدد مشروع الثورات المضادة وأجندتها في المنطقة.


وكانت تلك الخطوة بمثابة إشارة ودليل واضح على أهمية العمل المقدم من طرف قناة الشرق =الاصلية= أما من استولوا على الاسم فهم والى اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات لازالوا يقدمون أنفسهم على أنهم الشرق دبي وشركاء بلومبارغ بما يعني بلا هوية خاصة.
ومنذ ذلك الحين صرت من المتابعين القارين للقناة ومن المستفيدين جدا مما يقدم فيها. واكتشفت من خلال المتابعة شبه اليومية لأحد البرامج الاقتصادية والاجتماعية مهنية عالية في التناول وحرصا كبيرا على تمرير المعلومة الصحيحة بعيدا عن استحمار المشاهدين واستبلاههم.


ومن الواضح بأن القناة أصبحت تعبر عن التنوع إذ تمكن الحركات والمجموعات السياسية المختلفة في مصر خصوصا من التعبير ومن مخاطبة الناس بما لديها من برامج وأفكار وبدائل. كما زادت المساحة المخصصة للملفات العربية الأخرى والتي يتم تناولها بعيدا عن الاستبلاه وشيطنة الآخر. وأهنئ د. أيمن نور وكل العاملين في القناة والموقع وأشكرهم كمواطن عربي على ما يبذلونه من جهود جبارة لتثقيف الناس وايصال المعلومة والتحليل العقلاني المبسط.
فلهم مني ومن كل انسان حر وشريف كل التحية والقدير والامتنان.
أنور الغربي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى