مقالات ورأى

(رأيك يهمني .. أنتهى البلاغ بتقديم الشكر للمتهم!!) حكاية غريبة حقيقية

المستشار “حسن الشربيني” شغل مناصب عدة ، فقد كان رئيساً لمحكمة الجنايات وأمن الدولة العليا بالقاهرة ، كما كان رئيساً لمحكمة الإستئناف العليا بالقاهرة ،

حيث فوجئ بأغرب بلاغ من امرأة تطالب بإستعادة ابنتها التي تبلغ من العمر عشر سنوات تعيش مع أسرة ثرية استولت عليها بالخديعة بعد ولادتها مباشرة.

وقالت الأم في بلاغها: كنت أعمل شغالة في بيت امرأة صاحبة مال ونفوذ ، ساعدتني في الولادة التي كانت صعبة !
وأخبروني وقتها أن مولودتي ماتت بعد ساعات من ولادتها !
وذهبت بي تلك السيدة إلى مقابر أسرتها ، وزعمت أنها قد “تفضلت” وسمحت بدفن أبنتي هناك !!
وقرأت على روحها الفاتحة !!

وكانت المفاجأة المذهلة أنني إكتشفت بعد ذلك أنها لم تمت !
بل أخذتها تلك المرأة وأعطتها لأبنتها العاقر التي لا تنجب !

وتضيف: واستمر عملي في بيت تلك السيدة !
وكنت أشاهد الفتاة الصغيرة من حين لآخر ، ورأيت فيها شبها عجيباً مني !
وجمعني مع تلك الطفلة حبا فريداً من نوعه ، وبحاسة الأم شعرت أنها ابنتي ، وعندما واجهت صاحبة المنزل الذي أعمل به أنكرت ، كما كان متوقعاً ، وطردتني من خدمتها !
والآن أريد إستعادة ابنتي بالقانون والبوليس !!

وبدأت الشرطة تحرياتها ، وكان الوضع صعباً للغاية نظراً لأن وقائعها تعود إلى ماضي بعيد !
وأسفر البحث الدقيق عن مفاجأة كبرى !
فهذه السيدة الثرية وابنتها قامت في مكتب الصحة بالتزوير في سجلات رسمية ، ونسبت المولودة التي أنجبتها الشغالة إليهم ، وتمت كتابتها في سجلات الصحة ونسبتها إليهم !!
وأن أمها تلك الأبنة العاقر لا تنجب !!

وبناء على هذه المعلومات صدر قرار النيابة بالقبض على الأم وابنتها وزوج الأبنة ، وكانت الإتهامات الموجهة إليهم تشمل الخطف والتزوير !

وفي التحقيقات تكشفت مفاجأة لم تخطر أبدا ببال المستشار “حسن الشربيني” الذي يحقق في تلك القضية الفريدة من نوعها !

قالت السيدة الثرية إن هذه الشغالة تنازلت عن مولودتها بمحض إرادتها لحاجتها إلى النقود حيث أن أسرتها كبيرة تضم العديد من الأبناء الذين أنجبتهم ، فقبلت التنازل عن المولودة الجديدة مقابل مبلغاً كبيراً من المال يساعدها في تربية بقية أولادها !!
وقدمت في تأكيد أقوالها الورقة التي تؤكد على هذا التنازل ، وهي مكتوبة بخط الأم وتوقيعها !
وتم التأكد من ذلك عند مقارنة الخطوط !
وإنهارت السيدة التي قدمت البلاغ بعد مواجهتها بتلك الحقائق !
وقالت إنها نادمة على ما فعلته ، وتريد إستعادة ابنتها !
كما أصيبت الأبنة التي عاشت تلك الطفلة في كنفها بحالة من الهستيريا والإنهيار الكامل عندما علمت بقرار النيابة بتسليم المولودة التي كبرت ، وأصبح عمرها عشر سنوات إلى أمها الحقيقية ،

وتصحيح التزوير الموجود في سجلات الصحة !
وكان قلب المستشار “حسن الشربيني” يتمزق وهو يسمع صرخات تلك المرأة التي تبنت الطفلة وهي تصرخ وتقول:

لقد أصبحت أمها بعدما قمت بتربيتها طيلة تلك السنوات أفضل تربية !
لكن النيابة لم تملك سوى توجيه الشكر لها !!

وأسألك عن رأيك في قرار النيابة !!
أنا شخصياً أقول أنه كان من الأفضل للنيابة إصدار قرار بإستمرار الوضع على ما هو عليه عقاباً لأمها الحقيقية وهي أم “فالصو” بلا قلب تنازلت عن ابنتها بمحض إرادتها .. فهل توافقني على ذلك ؟؟

محمد عبدالقدوس

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى