
ياسين أقطاي .. يكتب
“هروب أردوغان”.. حين تختلط السياسة بالأوهام!
06 يونيو, 2022 11:51 صباحاً


ياسين أقطاي
أكاديمي وسياسي وكاتب تركي
أخبار الغد
أطلق زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو تصريحات جريئة في أيام تتصاعد فيها حسابات الانتخابات الرئاسية. لقد كانت حقًّا تصريحات غريبة أفقدته احترامه لنفسه، وأظهرت كل ما بداخله، وأثارت ردود فعل غاضبة ومحقة لا سيما من قِبل حزب العدالة والتنمية. هي تصريحات لا عقل فيها ولا منطق، فكيف قوبلت؟
يزعم كليجدار أوغلو أن “الرئيس أردوغان يستعد للهروب”! حتى أنصاره اندهشوا من هذه التصريحات، لا سيما أن الرئيس أردوغان أثبت مرات عديدة أنه واجه الصعوبات والمخاطر ولم يهرب منها.
في ليلة انقلاب 15 يوليو/تموز عام 2016، كانت الطائرات الحربية تلاحق الرئيس أردوغان، وكان حينها تحت أخطر تهديد قد يجبره أو يقنعه بالفرار، إلا أنه واجه الموت ولم يهرب وتُعد تلك الحادثة أكبر رد على اتهامه بذلك. كلمة “الهروب” التي أطلقها كليجدار أوغلو هي كلمة مسيئة تثير الغضب وتذهل العقل.
وضع خصمك في موقف دفاعي
في الحقيقة، ربما يجب على حزب العدالة والتنمية أن يشكر كليجدار أوغلو على إظهار مثل هذا المستوى من التصريحات، لأن الشخص الذي لديه قلة فهم في طرح انتقاداته ونزوله إلى هذا المستوى لا يمكن تصديقه أو الوثوق به. كما أن حزب العدالة والتنمية لا يحتاج إلى الرد على أي ادعاءات أو انتقادات يقولها كليجدار أوغلو، ولا يمكن تفسير كلام شخص يُعد تفكيره عبثيًّا.
وعندما تحاول تفسير كلماته تجد نفسك فجأة في موقف دفاعي، وغالبًا هذه أكبر فائدة يرجو كليجدار أوغلو تحقيقها. فهو يطلق تصريحاته بثقة تامة، ومن خلال اتهامات سخيفة ووضع الطرف الآخر في موقف دفاعي.
وربما يكون من المستحيل عليه أن يؤمن بمحتوى ادعاءاته، لكن بعد تحدّثه بكل ثقة وبكلمات استفزازية ستعرف بطريقة ما أنه يضع الطرف الآخر في موقف دفاعي.
أهداف منظمة غولن الإرهابية المعتادة
كان وقفا “أنصار” و”توركيف” أهدافًا معتادة لمنظمة غولن الإرهابية منذ مدة بعيدة، وذلك بسبب الخدمات التي تقدمها من أنشطة طلابية وتعليم وسكن طلابي.
ومن غير الممكن على منظمة غولن الإرهابية ألا تقوم بإلحاق الضرر بهما، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بعمل ما يقوم به هذان الوقفان في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعمل الوقفان على إضفاء الطابع المؤسسي من خلال الأنشطة الإنسانية في مجال كانت تستولي عليه منظمة غولن الإرهابية وتحتكره لسنوات، ولكن بعد ليلة الانقلاب الفاشلة اضطرت المنظمة الإرهابية إلى الهروب ومغادرته.
وفي الماضي، كانت منظمة غولن الإرهابية تشوه سمعة ومصداقية العديد من المؤسسات الخيرية المنافسة بدعايتها القذرة، ومن الضروري أن نتذكر ذلك.
ملفات منظمة غولن الانتقامية وضعت كليجدار أوغلو في مأزق
ومن الواضح أن منظمة غولن الإرهابية اعتقدت أنها ستصيب عصفورين بحجر واحد من خلال تسليمها ملفات الانتقام الخاصة بها إلى كليجدار أوغلو، الذي يستثمرون فيه سياسيًّا، ولكن عندما تكون أعمالهم بدافع الانتقام فلا يعرفون كيفية التصرف.
وتُعد الأموال التي تم تحويلها إلى وقفي “أنصار” و”توركيف” في الولايات المتحدة واضحة تمامًا وقانونية ولا تخضع للمساءلة ولا تُعد أموال الدولة.
وتُنفّذ هذه الأنشطة عبر تبرعات من الناس، وهذا عمل يستحق التقدير، وربما بفضل كليجدار أوغلو أصبح الناس على دراية بهذه الأعمال الخيرية.
إن تجريم مثل هذه المؤسسات التي تقوم بأنشطة معروفة التفاصيل أمام الجميع، والتي لم ترتكب ذنبًا ولا تقوم بشيء تخجل منه وتُعد أعمالها طبيعية، لن يؤدي إلا إلى تشويه سمعة كليجدار أوغلو، ولن يستطيع النجاة حينها من التعرض لعواقب ثمن التلويح بملفات منظمة غولن الإرهابية الانتقامية.
وتُعد فكرة هروب الرئيس أردوغان إلى الخارج مجرد خيال نموذجي لمنظمة غولن الإرهابية، وهي منظمة أقدمت على الانتحار من أجل هذا الاحتمال الوهمي.
وقبل 15 يوليو 2016، جعلوا كليجدار أوغلو يدلي بتصريحات عن أوهام الهروب عبر قنواتهم الخاصة بهم، وهذا أمر يثير الاهتمام أيضًا.
وخلال الساعات الأولى من ليلة 15 يوليو، تحوّل هذا الخيال إلى رغبة تامة، حيث أفادت الأنباء حينها أن الرئيس يهرب إلى اليونان بالطائرة، بل هرب إلى ألمانيا.
وبعدها اتضح أنهم هم من نجحوا في الهروب الذي كانوا يتوقعونه من الرئيس، وألحق ذلك بهم العار. ورغم ذلك فقد كان لديهم دائمًا خيال هروب الرئيس أردوغان إلى الخارج.
وتجاوز الاستثمار الذي قاموا به في احتمال هروب الرئيس، حد الخصومة مع الأصدقاء والأعداء، بل حتى تجاوز التنافس السياسي.
حتى إن هذا الوضع يثير غضب الصحفي جونيت أوزديمير، ويُظهر ما قام به كليجدار أوغلو على أنه مثل سياسة الراعي الكاذب.
يبدو الأمر كما لو أن أولئك الذين قدموا إلى كليجدار أوغلو هذه الكعكة، قد وضعوا الكثير من الثقة في قراءات وتحليلات عصر ما بعد الحقيقة.
ويفترض “عصر ما بعد الحقيقة” بيئة يقوم فيها المعلنون بخداع الناس عبر بث أكاذيبهم بكل ثقة، لذلك تشعر بثقتهم المفرطة حول الهروب إلى حد كبير.
وفي النهاية، يجب أن نتساءل: هل لدى منظمة غولن الإرهابية أي حسابات أو أهداف أخرى غير جعلها من كليجدار أوغلو -الذي يستعد لسباق الانتخابات الرئاسية- نموذجًا للهزل والتراجيديا في آن معًا؟
أخبار مصر


حالة الطقس غدا الأحد 2-4-2023 فى مصر
01/04/2023 23:06
تأجيل محاكمة الناشط السياسي المصري محمد عادل بعد 5 سنوات حبساً احتياطي
01/04/2023 21:08
مصر: رفض استئناف الناشط السياسي شريف الروبي وتأييد حبسه 45 يوماً
01/04/2023 18:53
قبول استئناف النيابة على إخلاء سبيل 11 مصرياً لدعوتهم لتظاهرات واستمرار حبسهم
01/04/2023 18:07عربي ودولي


تولي حمزة يوسف رئاسة الحكومة في اسكتلندا يُهيمن على شبكات التواصل في العالم العربي
01/04/2023 23:17