السلطات الجزائرية تضع المعارض كريم طابو تحت الرقابة القضائية بعد تصريحاته مع المرزوقي

أفرجت محكمة جزائرية عن المعارض السياسي كريم طابو بعد يومين من احتجازه، مع وضعه تحت نظام الرقابة القضائية الذي يعني تقييده بجملة من الممنوعات، وذلك على خلفية تصريحاته في برنامج ظهر فيه على قناة “المغاربية” رفقة الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي.

وذكر المحامي توفيق بلعلى، أن طابو الموقوف منذ يومين، تم تقديمه أمام وكيل الجمهورية لمحكمة القليعة صباح اليوم، الذي أحاله على التحقيق ووضعه تحت الرقابة القضائية، مع توجيه 4 تهم له على خلفية الحلقة التي أجراها مع المرزوقي على قناة المغاربية يوم 7 أيار/مايو 2023.

ويعني نظام الرقابة القضائية، الإفراجَ عن المتهم مع تقييد حركته، وإلزامه دوريا بالحضور للمحكمة من أجل التوقيع. وسبق لطابو أن وُضع في نفس الحالة سابقا في قضايا أخرى، حيث تم منعه من التصريح للإعلام أو المشاركة في المسيرات خلال فترة الحراك الشعبي.

ولم يكشف محامي المعارض السياسي الذي وعد بالعودة لهذه القضية بالتفصيل، عن المقاطع التي أثارت تحرك النيابة ضد طابو. وكان المعارض المعروف بطرحه النقدي في الجزائر، قد تناول في الحلقة المذكورة، قضايا تتعلق بموضوع الحريات والاستبداد في العالم العربي، حيث وجّه هو والمرزوقي انتقادات لاذعة للأنظمة، ووقوفها في طريق تطور الشعوب.

ومؤخرا، أُدين طابو بالسجن النافذ غيابيا في قضية إهانة رئيس مجلس حقوق الإنسان السابق، بوزيد لزهاري سنة 2021، وذلك في وقائع اشتباك لفظي جرت بينهما على هامش تشييع جنازة الحقوقي الراحل علي يحيى عبد النور، حيث توبع رفقة نشطاء آخرين بتهم التحريض على التجمهر غير المسلح، المساس بالحرمة الواجبة للموتى في المقابر، والمساس بالوحدة الوطنية وغير ذلك.

وواجه الرجل منذ 2019 قضيتين أمام العدالة، بسبب تصريحاته التي اعتبرتها النيابة خطرا على الأمن العام، حصل في إحداها على انتفاء وجه الدعوى أمام مجلس قضاء تيبازة سنة 2021، بينما أُدين في الأخرى بسنة سجنا نافذا أمام مجلس قضاء الجزائر سنة 2020، قبل أن يتم الإفراج عنه بموجب قرار إفراج مؤقت في سياق تدابير تهدئة اتخذها الرئيس عبد المجيد تبون.

ويعد طابو من الشخصيات المعارضة التي رفضت الانخراط في المسار الانتخابي، أو ما عرف في الجزائر بالحل الدستوري لتجاوز أزمة الحراك الشعبي. وقبل ذلك، شغل لعدة سنوات منصب السكرتير الأول في جبهة القوى الاشتراكية -أقدم حزب معارض في الجزائر- قبل أن يستقيل منها ويؤسس الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، الذي لم يحصل على الاعتماد للنشاط منذ فترة الرئيس السابق.