"إسرائيل" تغرق في دوامة الهويات المتقاتلة

لقد دخل الكيان العبري "إسرائيل" نفقا مظلما لا مخرج منه، نهايته التهالك والخراب، طال الزمن أم قصر، فثمة صراع مرير بين معسكرين ينظر كل منهما للآخر على أنه تهديد وجودي على كيان "الدولة العبرية".. الأول: اليمين الجديد (تحالف نتنياهو مع أقصى اليمين الديني المتطرف).. والثاني: هو تجمع  أحزاب الوسط واليسار العلمانيين.. وكلا المعسكرين لن يتنازل أي منهما للآخر مهما كلفه الثمن .. وأرجح وقوع حرب أهلية، نعم..، فبوادرها تلوح في الأفق، خاصة مع تعزيز اليمين بميلشيات مسلحة تحت اسم "الحرس الوطني" تابعة لوزير الأمن القومي، رأس اليمين المتطرف بن غفير.

لقد فشلت سياسة الانصهار القومي والعرقي التي اعتمدها المؤسسون لزرع الكيان العبري في فلسطين، وانفجر صراع الهويات المتقاتلة، ولا يمكن لأيَ كان السيطرة على مآلاته.. وكلا طرفي الصراع أشد عداًء وإرهابًا للفسطينيين من الآخر.. أما طراطير العرب المُطبَعون  الذين راهنوا على "إسرائيل" مظلة أمنية بديلة؛ يبدو أنهم أخطأوا التقدير.

"إسرائيل" أعجز اليوم من أن تنقذ نفسها من الانقسام الفظيع، فكيف تنقذ غيرها! وهي تغرق في دوامة الهويات المتقاتلة، وأكبر تحدَ يواجهها هو الانقسام الداخلي، وهو أخطر من أي تهديد خارجي.. لذلك نتنياهو اليوم محاصر، واصطدمت غطرسته بتمرد واسع، ويبدو أن أيامه معدودة.