الوطن هو الأم

الوطن كلمة عظيمة لا تستطيع الأقلام أن تُعبر عنها مهما سطرت من حروف، الوطن هو الرئة التي نتنفس بها، ومن لا وطن له لا وجود له ولا هوية، هو لحن القصيد الذي نتغنى به، هو الأمان والانتماء والعزة، هو الفخر.

يرتعش بناني وتتلعثمُ شفتاي وأنا أكتبُ عن الوطن، فمهما كتبت لن أوفيه حقه، تاريخه يفوق كل الكلمات، فهو الأم الحنون التي تحتوي أبناءها وتضمهم إلى صدرها عندما يشعرون بالخوف والبرد في ليلة عاصفة، الوطن هو ثالث الأبوين يعطى بلا مقابل ويضحي بلا أجر.

الوطن هو الأم والحضن الكبير الذي يحوي كل أفراد الشعب بطبقاته كافة، هو المكان الذي مهما ابتعد الإنسان عنه يبقى دائماً متعلقا به، ويتمنى العودة إليه، مهما ابتعد يبقى الحنين والشوق إليه يعتلجان في صدره، إن تعلق الإنسان بوطنه أمر فطريّ غريزيّ، هو مخزون الذكريات ومهوى الفؤاد وقرة العين في اليقظة والأحلام.

يحث الإسلام على الولاء والوفاء للوطن وحبه، فعندما أجبر خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الخروج من مكة المكرمة قال: " ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ "، فيعلِّمنا عليه الصلاة والسلام واجب حب الوطن والانتماء إليه.

الحب لا يكون بالعبارات ولا بالأشعار وإنما بالأفعال والإنجازات اتجاه أوطاننا، فيجب علينا الدفاع عنه وحمايته، والمحافظة عليه بالقلب والعين، والحفاظ على ممتلكاته وموارده.

من واجبنا أن نرتقي بأوطاننا نحو كُل ما هو أفضل فلا ننسى دورنا في التعليم والقيام بإنجازات علمية تجعله يواكب التطوّرات الحاصلة في زماننا، وفي جميع المجلات مثل الطب، والهندسة، والتعليم، وحتى المهن الحرفية البسيطة.

من واجب الآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم على حب الوطن، حتى ينشأ جيل قويّ قادر على الحفاظ على بلاده من كُل خطر أو مضرّة قد تأتيه من حيث لا يحتسب.

في التاريخ سجل الكثير من أبطال الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن أوطانهم، وهذا كُله نابع من حبهم للوطن، فحب الوطن هو حُب للمكان الذي وُلد فيه الشخص ونشأ فيه، وأكل وشرب من خيراته وهو المكان الذي يجعله يشعر بالأمن والاستقرار والحُرية، لأنه بين أهله وأقاربه.