حاجتنا إلى التوبة قبل رمضان

أيام قلائل ويطل علينا هلال شهر رمضان المبارك، شهر القرآن والصيام والتوبة والإقبال على الله،  وما أجمل أن نستغل الأيام والساعات المتبقية في تجديد التوبة وإصلاح علاقتنا بالله عز وجل حتى نستفيد من أجواء هذا الشهر وحتى لا تتخبطنا شياطين الأنس والجن في رمضان وتغرقنا في دوامة المسلسلات وبرامج الترفيه والكاميرات الخفية وغيرها من وسائل اللهو التي تزدهر في رمضان وتصرف الناس عن أهداف الشهر التربوية. 

لقد شاءت إرادة الله أن تكون هذه الدار دار ابتلاء ومن كمال الابتلاء إتاحة الفرصة لأصحاب الأهواء والشهوات لممارسة الفتنة والاغواء "وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً".

ونتيجة للضعف الإنساني فإن الكثير من الناس يقعون مراراً في حبائل الشيطان ويسلكون سبيل الغي ولهذا فتح الله لنا أبواب التوبة لنتدارك أخطاءنا ونسلك سبيل الرشد والإيمان ورغبنا بالتوبة وحذرنا من القنوط من رحمة الله "قُلْ يا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"

وجاء في الحديث القدسي""يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيدٍ واحد فسألني كل واحدٍ مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر"

اللهم أعنا على التوبة قبل حلول رمضان وبلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه ووفقنا لصالح الأعمال.