نحن نتابع مشهد سريالي في كتاب "الديبلوماسية للمبتدئين"

الان وقد أعلن قيس سعيّد في 10 مارس/آذار 2023، عن عزمه "إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري" كما قال فانه يتعين طرح بعض الاسئلة حتى لا يزيف التاريخ وتضيع الحقيقة وسط العويل والصراخ .

1 هل كانت العلاقات متوقفة حتى يتم ارجاعها؟ والجواب لا 
نعم وقع طرد السفير من تونس سنة 2012 ولكن كانت العلاقات متواصلة عبر السفارة التونسية في بيروت ومنذ 2015 وقع تعيين قنصل عام بدمشق  "لمتابعة" أوضاع المواطنين التونسيين في سوريا

2  هل الخطوة تعتبر خضوع لابتزاز النظام في دمشق ؟  والجواب نعم 
لقد سعى النظام السوري لابتزاز عدد من الدول بورقة "المقاتلين الأجانب" وان فشل في الحصول على استعمالها مع عدد من البلدان الغربية فان السلطة الحالية في تونس ساعية لتوريط الخصم السياسي الرئيسي أي حركة النهضة في ما تسميه "ملف التسفير" والذي ربط نظام دمشق أي تعاون معلوماتي فيه بالارتقاء بالتمثيل الديبلوماسي لمستوى السفير وليس قنصل عام . 

3 هل بامكان السفارة انجاز ما عجزت عن فعله البعثة -القنصلية ؟ والجواب لا 
 لقد كان من مهمة البعثة التونسية في دمشق معرفة وتعقب مصير المقاتلين التونسيين الذين شاركوا القتال ولكن لم يثبت الى اليوم أي تورط لقيادات ومسؤولين في الحكم سنوات 2011-2013 والغريب أن الكتائب من التونسيين التي كانت تقاتل الى جنب النظام السوري وحزب الله لم يشملها أي تعقب ولا يعرف الى اليوم مصير أعضائها الذين كانوا يقاتلون بوجوه مكشوفة ولديهم أحزابا وشخصيات تدعمهم بشكل علني

4  هل الخطوة التونسية تساهم في الاعتراف الدولي بنظام بشار الاسد والجواب لا 
فالديبلوماسية التونسية جد ضعيفة اليوم وهي تابعة اقليميا ودوليا ولا يمكن لها تبرير خطوة سعيد بمصالح كبيرة تستدعي وجود سفارة ونفقات وموظفين والحال أن الاقتصاد السوري يعيش على المساعدات الروسبة الايرانية ومن ايرادات منتوجات ممنوعة كما أن الموقف الجزائري مازال أقليا داخل الجامعة العربية في علاقة بسوريا والموقف الغربي يزداد تشددا مع مساعي محاصرة روسا وايران وما سوريا الا احدى التوابع في هذا المحور 
نذكر هنا بالقرار الأممي 2254 الصادرعام 2015، والممهد للحل بسوريا والداعي لتنفيذ المطالب الاربعة: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب

5 هل للخطوة الغير مدروسة علاقة  بإعادة العلاقات السعودية الإيرانية والجواب ربما 
الأكيد أنه لا تعرف مواقف سابقة داعمة للنظام السوري من طرف قيس سعيد أو وزير خارجيته الحالي الذي كان أحد العناصر النشيطة في مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الذي كان انعقد في تونس والذي طالب فيه البعض ب"حماية فورية للمدنيين مهما كلف الثمن" وهو الموقف الذي عارضته الدولة التونسية يومها. السيد وزير الخارجية اليوم كان حينها يشغل مدير عن دائرة افريقيا ومع ذلك "تطوع" لتقديم خدماته ونصائحه والتي بالتأكيد لم تكن لصالح النظام السوري.

6 هل تعرف مواقف سياسية لقيس سعيد من الصراع في سوريا؟

الجواب  دائما في اطار الغموض والمواقف المتحولة فمرة يتحدث عن الفرق بين الدولة والنظام ومرة عن ارادة الشعب وخياراته ومرة عن العدالة دون تحديد ماهيتها 
كما أن السيد قيس سعيد كان حريصا جدا على تكذيب ما نشرته على لسانه قناة الوطنية في مارس 2013 والتي نقلت عنه المطالبة بمحاكمة الشباب العائدين من سوريا 
قيس سعيد كان حرص على التواصل مع قناة المتوسط للتأكيد بانه لم يدل بتصريح الى اي قناة تلفزية بخصوص محاكمة الشباب العائدين من سوريا موضحا ان القناة التي اوردت الخبر -أي الوطنية-  نقلته عن تصريح منسوب له في احدى الصحف دون الرجوع اليه لتبين مصداقيته.
واوضح سعيد في حوار التكذيب في مارس 2013  انه من أراد التوجه من الشباب التونسي الى سوريا بمحض ارادته عليه ان يتحمل تبعات افعاله وما يحدث له اما الشبكات التي تستغل الخصاصة والفاقة التي يعيشها بعض الشباب التونسي وتقوم بتجنيدهم فعلى الدولة حسب قيس سعيد ان تتصدى لهم وتحمي ابناءها عبر تفكيك هذه العصابات المنظمة وتعقبها 
اليوم نحن نتابع مشهد سريالي في كتاب "الديبلوماسية للمبتدئين" وأول درس هو أن تفكر قبل أن تتكلم .