"التهمة.. حيازة كاميرا".. كتاب يوثق تجربة مصور قناة الجزيرة مباشر محمد بدر

13 مارس, 2023 03:29 مساءً
أخبار الغد

صدر حديثا عن مكتبة الأسرة العربية (2022) كتاب "التهمة.. حيازة كاميرا" لمصور قناة الجزيرة مباشر محمد بدر، وتحرير الصحفي في شبكة الجزيرة أسامة الرشيدي. وافتتح بدر الكتاب برسالة كتبها عندما كان محبوسا في سجن طرة بالقاهرة ديسمبر/كانون الأول 2013، وجاء فيها "عزائي في سجني هو وجودكم في الشارع لنقل الحقيقة وإعلاء قيم الإعلام الحر والنزاهة والصدق والشرف".

وفي المقدمة قال بدر إنه كلما عاد لقراءة تلك الرسالة يجد أنها -مع الأسف- لا تزال تصلح لوصف الواقع الحالي للصحافة والإعلام، إذ يسقط العشرات من الصحفيين شهداء في أثناء أداء واجبهم المهني، بينما لا يزال يقبع عشرات آخرون من الصحفيين خلف القضبان منذ سنوات؛ لا لشيء سوى لأنهم حاولوا القيام برسالتهم على أكمل وجه، وأضاف "أجد نفسي محظوظا إذ قبعت في السجن لعدة أشهر فقط".

وفي تقديمه للكتاب، قال مدير قناة الجزيرة مباشر أيمن جاب الله إن رسالة بدر أعادته للعديد من تجارب الكفاح الصحفي التي كان شاهدا عليها، وأضاف "تكللت بعض هذه التجارب بالنهايات السارة مثل تيسير علوني وسامي الحاج في حين اتشح بعضها الآخر بملابس الحداد، حين قتلت أطوار بهجت وطارق أيوب وعلي الخطيب وعلي عبد العزيز على اختلاف القنوات والحقب".

ولأن الكاميرا أصدق إنباء من الكتب والصحف وما عداها من وسائل كما يقول جاب الله، فقد كانت كذلك شديدة الوطء على الذين اعتقلوا محمد بدر؛ إذ ضبطوه متلبسا بتصوير جريمة أحداث رمسيس.

وأضاف جاب الله، أن عنوان "التهمة حيازة كاميرا" ليس "مجرد عنوان مذكرات لمصور خاض رحلة امتهان واعتقال جائر بل هو عنوان رحلة في عالم سفلي أبواب سجنه رُكّبت بالعكس".

من جانبه، قال الصحفي أسامة الرشيدي الذي أشرف على تحرير الكتاب، إن الزميل بدر بروايته تلك الحكايات التي لم تغفل حتى السجناء الجنائيين كأنه يستأنف دوره وعمله كصحفي في إخبار الناس بمعاناة الآخرين، وكأنه يريد أن يقول "هذه ليست قصتي وحدي، بل قصة وطن بأكمله".

وأضاف الرشيدي في تقديمه للكتاب "تميزت تلك الذكريات بصراحتها الشديدة وتلقائيتها ولم يتردد كاتبها بوصف ضغوط ومشاعر خوف انتابته في أثناء محنته، كما أنه مر على عدة سجون وأقسام جعلته قادرا على تكوين صورة بانورامية للانتهاكات".

يتكون الكتاب من 3 أقسام؛ الأول يضم ذكريات مؤلفه بدر التي دونها بعد خروجه من السجن، بدءا من دراسته والتحاقه بالعمل في الصحافة مرورا بعمله في قناة "الجزيرة مباشر مصر" وأهم الأحداث التي غطاها والمواقف التي مر بها، ثم تجربة السجن المريرة لأكثر من 7 أشهر حتى حصوله على الحرية.

والقسم الثاني من الكتاب يضم تفريغا لأهم مراحل قضية بدر مثل توثيق أهم الفعاليات التضامنية التي طالبت بالإفراج عنه، وبيانات المنظمات الحقوقية ورسالة بدر التي كتبها من داخل السجن وحيثيات الحكم ببراءته، كما يضم عددا كبيرا من الأخبار والتقارير والمقالات التي حكت قصة محمد بدر، بالإضافة لمقالات كتبها بدر بعد خروجه.

وضم الكتاب أيضا مجموعة من الصور لبدر خلال مراحل مختلفة، وصورا لأهم الفعاليات التضامنية معه وتكريمه بعد الإفراج عنه، كما تضمن رسوما توضح المعاملة المهينة التي يتلقاها المعتقلون أثناء التحقيق، وفق الرشيدي الذي يلفت النظر لتقاطع قصة بدر مع قصة مراسل الجزيرة عبد الله الشامي وكذلك قصص صحفيي الجزيرة الإنجليزية الثلاثة؛ بيتر غريستي ومحمد فهمي وباهر محمد الذين اعتقلوا لأشهر طويلة، بالإضافة لانتهاكات أخرى تعرضت لها القناة.

البدايات

يفتتح الكتاب (288 صفحة) فصوله ببدايات مؤلفه في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ المصرية، ثم جامعة حلوان حيث بدأ بدر العمل في مجال الصحافة أثناء دراسته الجامعية، ويروي كيف أدى حضوره لواقعة "كلاب ضالة بجامعة حلوان" لكتابته أول خبر في حياته المهنية ونشره في جريدة النهار الأسبوعية مع صور مرفقة.

وسرعان ما تحول بدر للعمل في مجال الصحافة الذي أصبح شغفه ومستقبله، وتخصص في التصوير والتغطيات الميدانية في قناة "الجزيرة مباشر مصر" بعد أحداث ثورة يناير/كانون الثاني 2011، ولأن القناة كانت حاضرة في الشارع لتغطية الأحداث المهمة آنذاك فقد وجد بدر نفسه في قلب التغطية المكثفة لشتى الفعاليات السياسية بلا حسابات.

ويقول بدر في كتابه إنه لم تكن هناك توجيهات أو محاذير في العمل، ويضيف "كنا نغطي كافة الفعاليات أيا ما كان التيار السياسي الذي ينظمها وننتقل من تغطية حدث إلى آخر بسرعة كبيرة، ولم نكن نتدخل في شرح الحدث بل ننقله للمشاهد كما هو، كما لم نتناول الأحداث بالتحليل إلا من خلال بعض البرامج الحوارية المسائية".

تجربة صعبة

وفي منتصف العام 2013 كان بدر على موعد مع تجربة اعتقال أثناء ممارسة عمله المهني، وروى في الكتاب بالتفصيل كيف تم احتجازه في عربة شرطة وسيارة ترحيلات ثم نقله إلى قسم شرطة ومديرية أمن القاهرة وسجن العقرب، وروى العديد من القصص المؤلمة والمواقف الصعبة عن ظروف الاحتجاز ورفاق السجن وحتى تحقيقات النيابة.

وتناول بدر في كتابه وقائع المحاكمة وجلساتها المثيرة، وظروف الزيارات في السجن، والفترة التي قضاها مع المحبوسين جنائيا والقصص المرعبة التي سمعها منهم، وتعرض بالتفصيل لجلسة النطق بالحكم ورحلة إخلاء السبيل من السجن إلى قسم الأزبكية ثم مديرية أمن الجيزة حتى حصوله على الحرية وذهابه لمسقط رأسه واستقبال الأهل والأصدقاء والجيران له بحفاوة.

ويحكي الكتاب عودة صاحبه إلى مجال الإعلام عبر مجال الكتابة والتحرير الصحفي، ليضم إلى خبرة التصوير والإخراج عمل الكاتب والمحرر، ويقول بدر إنه بعد أكثر من 6 سنوات من التجربة لا يشعر بالندم على شيء رغم صعوبة التجربة، ويضيف "لم أدخل السجن نتيجة قناعاتي الشخصية، بل بسبب عملي وواجبي الذي كنت أؤديه".

ويختم بدر القسم الأول من الكتاب بالقول "أحلم بأن أعيش كل يوم تجربة جديدة، وأن أقابل كل يوم أشخاصا جددا، وأن أغطي موضوعات مختلفة بفكر وإبداع يسمح لي بتطوير نفسي ونقل الحقيقة.. فهذا هو العمل الصحفي الذي أعتبره أفضل بكثير من العمل المكتبي".

أخبار مصر

عربي ودولي

حقوق وحريات