محمد عبد القدوس ...يكتب

سؤال محيرني ...( تناقض غير مفهوم أبدا في التعصب الأوروبي )

27 يناير, 2023 06:06 مساءً
محمد عبد القدوس
محمد عبد القدوس

كاتب وصحفي مصري

أخبار الغد


التعصب والكراهية أمر معروف ومنتشر في العالم كله ، وخطورته تزداد مع التوسع في عالم الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي ، ولذلك يزداد إنتشاره ..

ويدخل في دنيا العجائب أن هناك دول تشجع رعاياها على هذا السلوك ، وإذا قلت لحضرتك أن هناك بلدان أوروبية عريقة تسلك هذا المسلك فيصبح الأمر في هذه الحالة شديدة الغرابة.

وآخر وقائع الكراهية ما رأيناه مؤخراً في السويد حيث قام إنسان شاذ بحرق "المصحف الشريف" في حراسة الشرطة , ومجنون آخر في هولندا قلده ، ومن قبل رأينا في فرنسا صحف رخيصة تسخر من نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .

وأغرب ما في هذا الموضوع أن كل حكومات هذه البلدان ترفض هذا المسلك، ولم يجرؤ أحد على الدفاع عنه ، لكنها تزعم أنها سمحت بالمساس بمقدسات المسلمين بحجة حرية الرأي والتعبير.

وهذا الدفاع السخيف يشوبه أمرين .. الغموض والتناقض !!

وكل الدنيا تعلم أن حريتك تنتهي عندما تسيئ إلى الآخرين، والحرية لها قواعد تضبطها ، فلا يجوز لك أن تتطاول على أحد باسم حرية التعبير ، وإلا إنقلبت إلى فوضى وقلة أدب !!
فدفاع الحكومات المتعصبة عما يفعله أتباعها المتطرفين غامض من هذه الناحية .. يعني أي كلام !

والأمر الثاني أنهم غير صادقين في القول بأن الإساءة إلى الإسلام تدخل في باب حرية التعبير !!
فهناك أمور عندهم ممنوعة ، ومن يفعلها يتعرض لعقوبات قاسية وعلى رأسها طبعاً كل ما يمس اليهود مثل إنكار المذابح التي تعرضوا لها خلال حكم النازيين بألمانيا ، أو القول بأنها مبالغ فيها مع أن هذا أمر سياسي ولا صلة له بالدين !
وطبعاً من يدافع عن "هتلر" زعيم النازيين تبقى وقعته سودا !!

ويدخل في دنيا العجائب أن رد فعل الدول الإسلامية تجاه إحراق "المصحف" وتمزيقه في أوروبا المتعصبة كان ضعيفا جدا ، إكتفت بالإحتجاج والشجب كالعادة ، 
وصدق أو لا تصدق رئيس "تركيا" كان الوحيد من بين كل رؤساء البلاد الإسلامية الذي تحدث في هذا الموضوع وأدان هذا السلوك صراحة وإستنكره بشدة وقام بإلغاء زيارة وزير الدفاع السويدي لبلااده إحتجاجا على موقف حكومته المشين تجاه إحراق "القرآن الكريم" وتمزيقه .

وأسألك في نهاية مقالي : هل عند حضرتك أي تفسير لهذا التناقض الصارخ للحكومات الأوروبية المتعصبة ، الذين يسمحون بالإعتداء على مقدسات المسلمين ، باسم حرية الرأي ، وفي ذات الوقت هناك عقوبات صارمة تنتظر من ينتقد ويتجرأ على مناقشة معتقدات اليهود السياسية ، ومزاعم المذابح التي جرت لهم في الحرب العالمية الثانية ، مع العلم أن الممنوعات عند هؤلاء الأوروبيين المتعصبين كثيرة ولكن ليس من بينها إحترام الإسلام .. عجائب !!

 

أخبار مصر

عربي ودولي

حقوق وحريات