محمد عبدالقدوس...يكتب

(أهلاوي لسبب لا يخطر على بالك !!)

25 نوفمبر, 2022 04:09 مساءً
محمد عبد القدوس
محمد عبد القدوس

كاتب وصحفي مصري

أخبار الغد

حبيبي أبي لم يكن من هواة الكورة ، لكنه كان أهلاويا بالفطرة أو السليقة !!  وكذلك كل أفراد أسرتنا ، ولا يوجد في العائلة من يشجع الزمالك مع كامل الإحترام له ، وتلك الكلمات أراها أثارت دهشتك وتتساءل إزاي واحد مش غاوي كورة ، ومع ذلك تراه أهلاوي ؟؟
ويعني إيه تلك الكلمات الغامضة .. بالفطرة والسليقة !!
وليه كل عائلتك أهلاوية ؟؟

وقبل شرح ما أعنيه أقول أن النادي الكبير أنشئ عام ١٩٠٧ على يد أبناء مصر من الطبقات القادرة ، وكان ثاني نادي يقام في بلادنا بعد نادي الجزيرة الذي أنشئ عام ١٨٨٢ ، وكان يضم الخواجات وأفراد العائلة المالكة ، أما الأهلي فهو ملتقى أبناء مصر والبشوات والطبقات الميسورة ، وكان "سعد زغلول" قائد ثورة ١٩١٩من أبرز أعضاءه والعديد من قيادات الوفد ، وضم كذلك العديد من الصحفيين والكتاب والفنانين ، وكانت تقام فيها الحفلات التي تحييها "أم كلثوم" وغيرها من أبرز نجوم الطرب.

وعلاقة أسرتنا بالاهلي بدأت حينما ألتقى جدي الفنان "محمد عبدالقدوس" بجدتي ممثلة المسرح ذائعة الصيت في ذلك الوقت "روزاليوسف" ، وكان الأول يقدم المونولوجات على مسرح النادي وتستطيع أن تعتبره أبو هذا النوع من الفن في مصر ، بينما جدتي تمثل ، ووقع في غرامها ، وأحبته وأتفقوا في أروقة النادي على الزواج وكان ذلك عام ١٩١٧ ، يعني بعد إنشاء النادي العريق بعشر سنوات فقط ، وثمرة هذا الإرتباط الشرعي حبيبي أبي "إحسان عبدالقدوس" أو "سانو" ، وهو الإسم الذي أشتهر به بين أسرته والمقربين منه.

ولكن للأسف لم يدم هذا الزواج طويلاً ، وكان ذلك متوقعاً كما يقول "سانو" ، فالأدوار بين الزوجين مقلوبة !!
فالزوج "محمد عبدالقدوس" إنسان فنان ورقيق وعايش بمزاجه ، بينما الزوجة صارمة وقوية وجادة ولا تعرف الدلع برغم أنها فنانة إلا أن ظروفها القاسية في حياتها أضفت عليها هذا الطابع ، وكانت أقوى من مئة رجل.

وأتذكر وأنا طفل أن حبيبي أبي كان يجمع نجوم الأهلي في عزومة سنوية في بيته ، ومن أبرز الحاضرين "فكري أباظة وصالح سليم" لاعب الكرة الشهير الذي أصبح بعد ذلك رئيساً للنادي .. 


وصوري الأولى وأنا طفل مع ست الحبايب كانت في حديقة الأهلي ، وظللنا هناك سنوات حتى إنتقلنا إلى الجزيرة ، بعد إلغاء الملكية والحد من نفوذ الأجانب وفتح أبوابه الطبقات القادرة من المصريين.

وأنا شخصياً أحزن عندما أقارن أوضاع الأهلي والجزيرة بين الأمس واليوم ..
الماضي يكسب بجدارة !.

وفي الختام أسأل حضرتك هل تعرف في حياتك أهلاوي يحب النادي لأن قصة حب نشأت بين أبويه في الأهلي !!

 

أخبار مصر

عربي ودولي

حقوق وحريات