صحة الفقراء في خطر !!

الدكتور "محمد حسن خليل " طبيب قلب ، لكنه دكتور مختلف عن زملائه وأراه مع غيري الأب الروحي للتأمين الصحي في مصر ، الذي يهتم بالدرجة الأولى بعلاج السواد الأعظم من الناس الذين لا يقدرون على تحمل مصاريف العلاج الباهظة ويعمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما .

سألته عما يشغل باله في هذه الأيام قال على الفور : "صحة الفقراء " وهناك مؤشرات خطيرة تدل على أن علاج المريض سيكون بالدرجة الأولى لمن يدفع أكثر ، أما الفقراء فهم درجة ثانية !! 

ويشرح ما يعنيه ملخصاً هذه المؤشرات في أربعة أمور  :

١_ إستيلاء الدول الخليجية الإمارات خاصة على مجموعة من المستشفيات المتميزة أسمتها "كليوباترا جروب" ، وتضم "كليوباترا بمصر الجديدة والقاهرة التخصصي والشروق والكاتب والنيل بدراوي" .

٢_ هناك مجموعة من المستشفيات الناجحة مطروحة للبيع حالياً على القطاع الخاص وأهمها "دار الشفاء وهليوبوليس وأم المصريين" .. والبقية تأتي !! 

٣_ تتجه الدولة حالياً إلى ما يسمى بالسياحة العلاجية ، تستقبل العرب بالذات بقصد علاجهم ، ولهذا الغرض تقرر تحويل "معهد ناصر" بالقاهرة لتحقيق هذا الهدف ، وهو مركز علاجي يستقبل المرضى الفقراء بالدرجة الأولى ، ولن يكون لهم مكان هناك بعد ذلك .
ويدخل في دنيا العجائب أن مدينة "الأقصر " تشتهر بإقبال السياح عليها ، ومع ذلك تقرر تحويل مستشفى"الأقصر " إلى ما يسمى بالسياحة العلاجية ، وسيتم لهذا الغرض إنشاء أربعة عشرة جناح "ملكي" بالمستشفى ، وأربعين جناح "ذهبي" !! 

وهذا كله كما يقول الأب الروحي للتأمين الصحي يدل على خلل واضح في الأولويات .. وهو ظاهرة ملحوظة في أوضاعنا الحالية ، ولا تقتصر على الصحة فقط .

٤_ المشروع العظيم للتأمين الصحي ومن أهدافه التأمين الصحي على أبناء مصر جميعاً ، والذي أعلنت عنه الحكومة عام ٢٠١٨ يسير للأسف في بطء شديد ، ولم يتم تطبيقه سوى في محافظتين فقط .
وعدد المستفيدين منه حتى الآن لا يتجاوز ٢ مليون مواطن !! 
وبالطبع سيزداد الأمر صعوبة عندما تكون المستشفيات المميزة في أيدي الخليجيين أو القطاع الخاص الذي يبحث عن الربح .

ويكفي أن تعلم أن الليلة الواحدة في الرعاية المركزة بإحدى هذه المستشفيات تتكلف آلاف الجنيهات ، ولا عزاء للفقراء .. عجائب !