غضبة المصريون حقيقية .. والعرض قد يبدأ في أي لحظة

لم نكن في حاجة لقراءة تقرير كبيرة الاقتصاديين في الشرق الأوسط  كارمن راينهارت لنعرف أن الأوضاع في مصر قابلة للانفجار بسبب الغلاء الذي بات يشوي الجلود ، فالهاشتاج الذي يؤكد أن غضب الغلابة قادم لا محالة ، وعودة الهاشتاج الذي يطالب رأس النظام بالرحيل ، فضلا عن الفيديوهات التي يصدرها مواطنون بسطاء يشرحون فيها حالة البؤس والضنك وشظف العيش ، في جرأة غير مسبوقة في الأعوام الماضية ومسعى لكسر جدار الخوف الذي نجح النظام في تعليته أكثر مما كان عليه قبل 2011 ، جميعها مؤشرات تؤكد أن الانفجار الكبير الذي طالما حذر منه العقلاء قد اقترب .

وقبل أيام خرجت صحفية تعمل في التليفزيون المصري في فيديو بثته على صفحتها الشخصية تتهم فيه شخصيات بارزة تعمل في أهم الأجهزة السيادية بالفساد ، وبالتربح من جميع الوزارات ، وباستغلال قرابة مباشرة مع رأس النظام في بسط النفوذ ، والمدهش أن ذكر أحد هذين الاسمين كان كفيلا باسقاط الجنسية المصرية عن ناشطة سياسية ، بينما نشر صورة للآخبر عبر السوشيال ميديا أدى الى اعتقال شقيق أحد الاعلاميين المصريين بالخارج حتى وفاته داخل السجن بالاهمال الطبي !! 

ليس الشعب المصري من يصبر طويلا على جلاديه ، فتاريخه الثائر منذ عام 1795 م يثبت ذلك ، ولكنه أيضا لطالما فشل في استكمال ثوراته ، ذلك لأنه أقرب الى العودة السريعة للاستقرار وفق طبيعة الشعوب المرتبطة بالأنهار الكبرى ، بينما لو أصر المصريون على استكمال ثورة واحدة حتى تتحقق أهدافها كاملة ، وأهمها تنقية مصر من درناتها البشرية الخبيثة و المشبوهة ، لعادت مصر إلى ثرائها ومجدها وقيادتها الكاملة للاقليم في بضع سنين .