
محمد عماد صابر . يكتب
مع صدور البيان الختامى للجولة الأولى من الحوار الشعبي..
وحدة المعارضة المصرية والفرصة الأخيرة!
27 اغسطس, 2022 05:28 مساءً


محمد عماد صابر
الكاتب والسياسي المصري والبرلماني السابق
أخبار الغد
مطلوب وفوراً التحرك للأمام بوحدة المعارضة المصرية علي خلفية دعوة- الدكتور أيمن نور والدكتور ممدوح حمزة والدكتور محمود وهبة، والتأييد القوي لها من كافة التيارات والشخصيات المعارضة للانقلاب العسكري في الخارج، بل والداخل.
"تجاوز الملهاة"
أرجو ألا نحول دعوة وحدة المعارضة إلي ملهاة جديدة، أو عرس وحدوي علي غرار العرس الديمقراطي فى بلادنا العربية، ليكون شكلاً بلا مضمون، نستنزف به ما تبقي لنا من وقت وجهد وموارد وفرص.
كما أرجو ألا تتحول دعوة وحدة المعارضة إلى نمط وحدة الشعب الفلسطيني والتي يتحاورون حولها من العام 2006 ولم تتم حتي اللحظة رغم حجم المخاطر والتهديدات.
أشارك وأتابع باهتمام بالغ، وأبدأ بنفسي، وأطالب الجميع بالتحرك الفوري والعمل الإجرائي بعيداً عن الإعلام حتي تتفق المعارضة علي الهيكل الأساسي ونقاط التوافق في هذا الملف.
"اختبارات قادمة"
أولا: وحدة المعارضة ليست نهاية المطاف وإن كانت نهاية مرحلة الانقسام والتشرذم.
ثانيا: وحدة المعارضة بداية لمشوار طويل وشاق ندخل فيه جميعا عدة اختبارات ليست بالسهلة منها:
1- اختبار صراع الإرادات مع أنفسنا بالتنازل عن الأهواء الخفية والصريحة من أجل مصر الجريحة.
2- اختبار صراع الإرادات ضد الانقلاب المدعوم من شبكات المصالح المحلية والإقليمية والدولية.
3- اختبار إدارة التنوع الفكري والعقدي، ليصب في مسار واحد هو مسار استعادة مصر المخطوفة واستعادة المسار الديمقراطي الابن البكر لثورة يناير .
4- اختبار التعلم من الأخطاء والخطايا حتي لا نكرر الوقوع في نفس الحفرة ونلدغ من نفس الجحر مرات.
5- اختبار استعادة الثقة، في أنفسنا وفي بعضنا، والأهم ثقة الشعب المصري في نفسه وفينا.
"فرص متعددة"
رغم ما نعانيه جميعاً كمصريين بالداخل والخارج إلا أن الفرص المتاحة للشعب والمعارضة الوطنية من النوع المركب، إذ بها مايتصل بفشل نظام الانقلاب في إدارة الملفات الحيوية كملف مياه النيل وسد النهضة، وملف مستوي المعيشة والخدمات شبه المعدومة، وملف حق المصريين في الحياة والحرية أمام آلة الموت العسكرية الغاشمة، وملف الإهدار والاستنزاف المستمر لموارد وثروات مصر وسيادة شعبها.. وملفات أخرى كثيرة تتعلق بحجم الفساد المالي والسياسي والدستوري بعد أن تحولت مصر من دولة الحضارة إلى شبه دولة، ثم إلى إقطاعية خاصة تابعة للسيسي وأسرته.
"ورقه عمل اجرائية عاجلة.. مقترحات"
(1) المأمول من الحوار الشعبى هو لجنة تنسيق لإدارة وتنفيذ ومتابعة المواقف المتفق عليها فى كل ملف، وفقا لخطة شاملة بجدول زمني محدد ومعلن.. وليس المطلوب كيان جامع لكيانات المعارضة لأن هذا سيقتل الدعوة في مهدها.. بمعني توحيد المواقف وليس توحيد الكيانات.
(2) وضع حزمة من الضوابط الحاكمة للحفاظ علي اللجنة المنشودة لتجنب الاشتباك أو الانفراط.. علي غرار ضوابط لجنة التنسيق المصرية قبل الثورة، ووثيقة العشرين التى وضعها اتحاد القوى الوطنية المصرية.
(3) مشاركة نشطاء الشعب المصري في الداخل، عن طريق طرح المتفق عليه إعلامياً علي شبكة الانترنت لتسجيل المواقف والمقترحات ومعايشة النضال.
(4) ثمة نقطة حرجة نسبياً لكنها هامة؛ هي تجنب التشكيلات الإدارية المركبة لأنها مضيعة للوقت والموارد.
(5) لا مانع من استئجار إالخدمة في النقاط الحرجة والملفات الشائكة لدي المراكز المتخصصة والشركات العالمية المحترفة- إذا اقتضت الضرورة ذلك- كملف العلاقات الدولية والتواصل مع مؤسسات صنع القرار بالغرب وأمريكا، بعيدا عن لجان ومراكز دراسات الهواة.
"معركة التغيير"
ونحن نختتم الجولة الأولى من الحوار الشعبي- وقد وصلنا إلى ما يشبه الاتفاق فى كل الملفات- أجمعنا على استراتيجية التغيير من خلال توافق الجماعه الوطنيه على بلورة رؤية سياسية واضحة ومحددة المعالم، ووضع آليه لإعداد منصات قيادة جديدة، تناسب حجم التحديات ومستوى الطموحات.. منصات جديدة بعيدة عن رواسب الماضي المؤلمة والمعطلة.. منصات قيادة وطنية متنوعة الأفكار والألوان، يحتفظ فيها كل فصيل بمرجعيته الفكرية - فهذا حقه - وتبقى المرجعية الأساس وطن واحد يسعنا جميعا، نعيش فيه بحرية وكرامة إنسانية.
هذة المعركة "معركة التغيير أو معارك التغيير الحقيقية". هذة المعركة تحتاج لروح الفريق، وهذا ماحققته الجولة الأولى من الحوار الشعبي بامتياز.
إن التعثَر في عالم السياسة ومعارك التغيير لا يكون دائما ناتجاً عن عدم بذل الجهد، وإنما ينتج كذلك عن سوء التقدير في وضع الجهد موضعه المناسب، وتبديد الطاقات في معارك وهمية، ومناوشات جانبية.
وأنجح التجارب السياسية هي تلك التي تديرها قيادة جماعية وبروح جماعية، أو منطق الفريق الذى يعمل فيه العقل التخطيطي الاستشرافي والعقل العملي التنفيذي جنباً إلى جنب.. فإذا كان ثمة طموح إلى التغيير العميق والاستدراك على ما فات؛ فلا رجوع إلى الوراء، ولا حتى مجرد نظرة إلى الخلف، ما أخطأنا فيه نصححه ونستدركه، لكن التصحيح مع الحركة لا مع القعود والنكوص، لا يفزعنا التعثر، بل نستبشر بغنيمة الوعي السياسي والتحولات الجارية.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وثورة.
أخبار مصر


صدمة في مصر بعد اعتقال 4 ناشطين بقافلة لكسر حصار غزة
02/12/2023 05:14
صمت رسمي حيال غرق 8 مصريين قبالة السواحل اليونانية
30/11/2023 14:42
طلاب مصر يدعمون أهالي غزة
30/11/2023 05:13
مواجهة قوية بين فريد زهران وأحمد موسى على الهواء: «ترددت في الظهور».. والإعلامي يرد
29/11/2023 14:29عربي ودولي
