“كلنا بنموت”.. فيديو مسرب لاحتجاج واستغاثة سجناء بعد وفيات.. ووزارة الداخلية المصرية تنفي صحته

أثار فيديو مسرب من داخل أحد السجون المصرية جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويظهِر الفيديو، الذي لم تتأكد “القدس العربي” من صحته، اشتعال نيران في سجن جمصة في محافظة الدقهلية في دلتا مصر، وصوت أحد السجناء يستغيث قائلا “كلنا بنموت”، ويتحدث عن احتجاجات واسعة في السجن عقب وفاة 10 سجناء.

 ونشرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان الفيديو، وقالت، في بيان، إن هناك أنباء  عن تصاعد الاحتجاجات والإضرابات وإشعال النيران فى سجن جمصة شديد الحراسة بعد الحديث عن وفاة عدد من السجناء واستغاثات لإنقاذ الباقين.

وأضافت الشبكة أن إدارة السجن استدعت قوات فض الشغب للسيطرة على الموقف المتأزم، وسط حالة من القلق والخوف من الأهالى على مصير أبنائهم.

ونفت وزارة الداخلية المصرية، في بيان مقتضب نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ما وصفته بادعاءات حول وجود وفيات نتيجة لحريق داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل. وقالت إن صفحة تابعة لجماعة “الإخوان المسلمين” هي من روجت لهذه الإدعاءات.

يذكر أن الناشط المصري والمدون محمد عادل يقضي فترة حبسه الاحتياطي على ذمة إحدى القضايا داخل سجن جمصة.

وكانت روفيدة حمدي زوجة الناشط السياسي محمد عادل كشفت، أمس السبت، عن تفاصيل زيارتها الأخيرة لزوجها في محبسه في السجن.

وبحسب روفيدة فإن سجن جمصة من أسوأ السجون التي دخلتها على الإطلاق.

وكتبت روفيدة على صفحتها على فيسبوك: منذ أمس أحاول أن  أكتب عن كم الذل والمهانة التي نتعرض لها في زيارة سجن جمصة شديد الحراسة، أسوأ سجن دخلته على الإطلاق، أنا لا أجد ضابطاً أتحدث معه، وحال وجدته يقول لك: “سأرى، حاضر”، ويختفي.

وأضافت: التعامل كله مع مخبرين وأمناء شرطة، أقل ما يقال عنهم إنهم معدومو الرحمة والإنسانية والذوق والفهم وكل شيء، حاجة صعبة، كل شيء ممنوع يدخل الزيارة، ولو سألت عن السبب، يكون الرد: هذه أوامر.

وتابعت: كل شيء ممنوع، المناديل الورق، كل أنواع الجبن، القهوة، أكياس الزبالة، وأشياء كانت تتضمنها  الزيارة بشكل طبيعي في سجن المنصورة ومن قبله سجن طرة.

وزادت: قاعة الزيارة واسعة وكبيرة جدا، لكن مسؤولاً في السجن قرر أن الزيارة تتم  في 25 في المئة من مساحة القاعة، بمعنى إن السجناء السياسيين وذويهم يجلسون  فقط في جزء صغير داخل القاعة، والزيارة تجري في وجود مكافحة الشغب الذين يحملون الهراوات وكأننا في حرب، شيء في غاية البشاعة.

وتابعت: أحد مسؤولي السجن قرر أن أي سجين يعود من جلسة محاكمة يتم وضعه في عنبر الإيراد (عنبر مخصص لاستقبال السجناء الجدد لحين تسكينهم)  لمدة 14 يوم، وليس العنبر الذي جرى تسكينهم فيه،  وعنبر الإيراد مكدس بالبشر ويتكون من غرف ضيقة، كل غرفة فيها ما يقرب من 40 سجين، بدون مراوح وأي وسيلة للحياة.

واستكملت: “إيراد جمصة شديد الحراسة، مات فيه قبل شهرين الدكتور أحمد ياسين بسبب التكدس وشدة الحرارة”.

وجددت روفيدة مناشدتها للجنة العفو الرئاسية والنيابة العامة المصرية والحركة المدنية الديمقراطية التدخل للإفراج الفوري عن زوجها الذي يقضي ما يزيد عن 4 سنوات في الحبس الاحتياطي.

يذكر أن محمد عادل محبوس احتياطياً منذ 18 يونيو/ حزيران 2018 حيث تم القبض عليه أثناء استعداده لمغادرة قسم شرطة أجا بعد انتهاء مراقبته اليومية.

محمد عادل محبوس على ذمة ثلاث قضايا، أخلي سبيله فقط في واحدة  تحمل رقم 5606 لسنة 2018 إداري أجا – الدقهلية بتهمة نشر أخبار كاذبة، بضمان مالي قدره 10 آلاف جنيه.

ويقبع عادل رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية الثانية رقم 4118 لسنة 2018 إداري شربين– الدقهلية، وفي حالة إخلاء سبيله في القضية الحالية لن يتم إطلاق سراحه بشكل فعلي، بل سيبدأ فترة حبس احتياطي أخرى في القضية الثالثة رقم 467 لسنة 2020 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا بتهمة “الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها وتمويلها وإمدادها بمعلومات من داخل محبسه.

يذكر أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعا في أبريل/ نيسان الماضي إلى حوار وطني، كما أعاد تشكيل لجنة العفو الرئاسي لتضم رموزاً من المعارضة.