ملفات وتقارير

دمار ونزوح.. تحديات انتخابات البلدية في “الخيام” جنوب لبنان

يستعد ناخبو بلدة الخيام في لبنان للمشاركة في انتخابات حيوية يوم 4 مايو المقبل، حيث سيتوجه حوالي 18 ألف ناخب لاختيار 21 مقعدًا للبلدية

و11 مختارًا. تأتي هذه الانتخابات في وقت حرج، حيث تعيش البلدة ظروفًا تتميز بتحديات متعددة.

تشير تصريحات المرشح علي خريس إلى أهمية هذه الانتخابات، مشددًا على أنه رغم كل التحديات، بما في ذلك تدمير المنازل من قِبل القوات الإسرائيلية، إلا أن الانتخابات ستقام في موعدها. وأكد خريس على ضرورة إعلاء أصوات الناخبين والسعي لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

في تصريح آخر للمرشح بسام غريب، تم التأكيد على أهمية إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، حيث قال: “يجب أن تكون الانتخابات سليمة وشفافة ولو على الركام. وعلينا أن نوقف الغارات والاغتيالات الإسرائيلية في المنطقة، كي نبني مستقبلاً أفضل لأهلنا.”

عضو البلدية الحالي سليم عبد الله: أدعو أبناء بلدتي للمشاركة بكثافة وأتوقع وصول نسبة المشاركة إلى أكثر من 80 بالمئة وسط دمار هائل خلفته الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، تبرز تحديات جسيمة أمام إجراء الانتخابات البلدية وانتخابات “المخاتير” في بلدة الخيام التي تعاني من انهيار البنية التحتية وتشتت المواطنين، وغياب متطلبات العملية الديمقراطية.

ومطلع أبريل/ نيسان الجاري أعلنت وزارة الداخلية والبلديات تواريخ إجراء الانتخابات بحسب المحافظات، فحددت يوم 25 مايو/ أيار المقبل موعدا لمحافظتي “لبنان الجنوبي” و”النبطية”، حيث تقل بلدة الخيام التابعة لقضاء مرجعيون.

حجم الدمار الكبير الذي لحق ببلدة الخيام الحدودية بمحافظة النبطية، حيث تحولت أحياء البلدة إلى أكوام من الركام بفعل التفجيرات والغارات التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال أسابيع من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأظهرت المشاهد حجم الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية، إذ جرى تفخيخ عدد كبير من المنازل ونسف أحياء بالكامل، ما جعل البلدة غير صالحة للحياة في الوقت الحالي، ويزيد من التحديات أمام إجراء الانتخابات البلدية بالمنطقة.

وبعد آخر انتخابات بلدية في لبنان أجريت عام 2016، تم تأجيل إجراء انتخابات جديدة لثلاث مرات.

ورغم انتهاء ولاية المجالس البلدية والمخاتير في مايو/ أيار 2022، تم تمديد ولايتها لمدة عام نتيجة تزامنها مع استحقاق الانتخابات النيابية.

وعام 2023 تأجلت مجددا نتيجة الشغور الرئاسي، بينما تأجلت للمرة الثالثة عام 2024 بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول.

فتح باب الترشح للانتخابات البلدية والمخاتير في بلدة الخيام

أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية عن بدء إجراءات الترشح للانتخابات البلدية والمخاتير في بلدة الخيام، حيث يتوقع أن تشهد هذه الانتخابات منافسة حامية بين المرشحين.

بحسب البيان الصادر عن الوزارة، يتعين على الراغبين في الترشح تقديم أوراقهم الشخصية من صندوق المالية في المحافظات والأقضية، حيث تبلغ قيمة الرسوم 10 ملايين ليرة لبنانية، أي ما يعادل 112 دولارا أمريكيا. يمتد موعد تقديم تصاريح الترشح من 4 أبريل وحتى 23 من نفس الشهر، فيما ينتهي موعد الرجوع عن الترشح في 28 أبريل.

الجدير بالذكر أن بلدة الخيام التي يقطنها نحو 35 ألف نسمة، ستتنافس فيها مجموعة من المرشحين على 21 مقعدا للبلدية و11 مختارا، بينما يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع 18 ألفا.

يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة حراكا سياسيا نشطا، ويعكس التوجه نحو تعزيز المشاركة المدنية وتعزيز الديمقراطية المحلية.

بلديات الشريط الحدودي تواجه تحديات غير مسبوقة في الانتخابات المقبلة

أعلن “تجمع البلدات الجنوبية الحدودية” في 7 أبريل أن بلديات الشريط الحدودي في جنوب لبنان، التي تمتد من الناقورة إلى العرقوب، تواجه تحديات غير مسبوقة في إجراء الانتخابات البلدية المقبلة.

في بيان صادر عنه، شدد التجمع على أن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان تتطلب جهودًا مضاعفة لتوفير بيئة آمنة وفعالة تضمن وصول المواطنين إلى صناديق الاقتراع. وأوضح أن ثمة تحديات معقدة تعيق هذه العملية، ولكنه أكد على الاستعداد لتنظيم الانتخابات في أجواء من الشفافية.

أبرز التحديات المحددة تتعلق بالتنقل، حيث يواجه المواطنون صعوبة في الانتقال من بيروت إلى القرى، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى مراكز الاقتراع في مناطق خارج نهر الليطاني. كما أشار البيان إلى التحديات المتعلقة بتنقل رؤساء الأقلام والمساعدين، الذين يجب أن يكونوا من مناطق أخرى وفقًا للقانون.

علاوة على ذلك، حذر التجمع من التهديدات الأمنية المستمرة، مثل القصف الإسرائيلي على القرى الجنوبية والاغتيالات، مما يخلق بيئة غير مستقرة تؤثر بشكل مباشر على سير العملية الانتخابية، وهو ما يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية حقوق المواطنين في المشاركة السياسية.

الانتخابات البلدية في بلدة الخيام: تحديات جديدة في زمن الركام

تستعد بلدة الخيام لإجراء انتخابات بلدية تاريخية، حيث أعلن المرشح لمنصب المختار، علي خريس، أن الانتخابات ستقام في موعدها المحدد، رغم الظروف الصعبة التي تشهدها البلدة.

تواجه بلدة الخيام تحديات كبيرة بسبب الأضرار الناتجة عن النزاعات، حيث يُظهر مشهد الحرب آثارًا واضحة في مناطق متعددة. وأشار خريس إلى أن النازحين سيرجعون لمواجهة واقع مؤلم، حيث سيجدون منازلهم مدمرة، مما يزيد من حدة المشاعر الحزينة وسط عائلات عديدة.

وفي سياق حديثه، قال خريس: “إن الانتخابات تمثل فرصة للمجتمع المحلي لإعادة بناء نفسه ولتجديد الأمل في المستقبل. لكن لا يمكننا تجاهل الواقع الصعب الذي سنواجهه. النازحون سيصدمون عند عودتهم لرؤية الدمار، لكننا سنعمل جاهدين على إعادة بناء هذا المجتمع من جديد.”

الانتخابات المقبلة تمثل لحظة حاسمة من أجل تجديد القيادة المحلية وبث روح التفاؤل بين السكان، في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى الوحدة والدعم لتجاوز هذه الأزمة.

وأوضح خريس أن هناك عددا من الشباب رشحوا أنفسهم للانتخابات البلدية، كما رشح نفسه لمنصب “مختار” بهدف “خدمة أهالي بلدتي”.

وأشار إلى أنه في حال نجاحه فسيعمل على “التنسيق الدائم مع البلدية والدولة للمطالبة بإعادة الكهرباء والماء وخطوط الهاتف” إلى البلدة.

من جهته، تحدث محمد نصار (78 عاما) للأناضول، وهو يشير إلى الدمار الحاصل في منازل البلدة، عن عدم صلاحية العيش بالمنطقة التي تواجه “صعوبات كبيرة لعدم وجود مياه ولا كهرباء ولا خطوط هاتف التي تعد عصب الحياة في هذه الأيام”.

ودعا نصار أهالي بلدته إلى “العودة والترشح والمشاركة في الانتخابات للتعبير عن آرائهم ومساندة بعضهم البعض من أجل النهوض بهذه البلدة من جديد بعد الدمار الذي ألم بها”.

أما بسام غريب (56 عاما)، فتمنى أن تجرى الانتخابات في موعدها، وأن تكون “سليمة وشفافة ولو على الركام”.

وأشارإلى أهمية توقف الغارات والاغتيالات الإسرائيلية في المنطقة لضمان إجراء الانتخابات.

وقال: “الأهالي صامدون رغم هذا الدمار العظيم، ونريد الانتخابات أن تحصل ولو على أسطح المنازل المدمرة وسنرفع الرايات، ولن ننكس الأعلام”.

وأضاف: “التحدي الوحيد ليس ماديا أو الدمار، إنما التحدي هو أننا يجب أن نبقى بهذه الأرض ونصمد فيها، وليست هذه المرة الأولى التي ننزح منها أو تدمر منازلنا”.

دعوة قوية للمشاركة في الانتخابات البلدية في الخيام

بدروه، أعرب العضو الحالي ببلدية الخيام، سليم عبد الله، عن أمله في أن تجرى الانتخابات في موعدها، داعيا أبناء بلدته إلى المشاركة “بكثافة” في الانتخابات “حتى ولو على أنقاض المنازل”.

ولفت إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة كانت 60 بالمئة، متوقعا أن تصل النسبة في الانتخابات القادمة إلى أكثر من 80 بالمئة.

وقال: “سيتحقق الحلم ونحن صامدون في بلدتنا الخيام على أرضنا ولن نتركها”، وأعرب عبد الله عن أمله في أن “تتحسن الأوضاع وأن تعود الأمور كما كانت” قبل الحرب الإسرائيلية.

وأوضح أنه “يجب أن يكون هناك انتخابات لكي يكون هناك بلدية تقوم بواجباتها تجاه شعبها، من أجل النهوض من تحت الركام وإعادة تعمير ما هدمته إسرائيل”.

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 2763 خرقا له، ما خلّف 193 قتيلا و485 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية حتى الجمعة.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، لتنفذ انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى