رسالة مفتوحة إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي
السيد الرئيس،
تحية تقدير واحترام،
أكتب إليكم اليوم كمواطن مصري غيور على مستقبل بلاده، يؤمن أن الكلمة الصادقة من القلب يمكن أن تُسمَع في زمن الصخب. لا أحمل إلا حب هذا الوطن، وحرصي على أن تسير مصر في طريق الإصلاح الحقيقي والتنمية المستدامة.
السيد الرئيس،
تابعنا على مدار الأعوام الماضية الأداء المالي والاقتصادي للدولة تحت إشراف وزارة المالية، بقيادة الدكتور محمد معيط. ورغم ما يُعلن من مؤشرات إيجابية أحيانًا، فإن هناك ما يستحق الوقوف أمامه بعين الفحص والتدقيق.
هناك تساؤلات مشروعة – يتداولها الرأي العام – حول ما إذا كانت الموازنة العامة التي تُعرض على صندوق النقد الدولي هي ذاتها التي تُقدم إلى مجلس النواب.
هل هناك شفافية كافية في هذا الملف؟ هل تعرف الجهات الرقابية والبرلمان كافة التفاصيل المتعلقة بالديون وخطط الإنفاق؟
سيدي الرئيس،
نحن لا نُشكك، بل نسأل .. لا نتهم، بل نُطالب بالتوضيح .. فالمساءلة هي أحد أركان الحكم الرشيد، وحرية التعبير التي كفلها الدستور لا تُنافي احترام الدولة ورموزها، بل تؤكد على متانة النظام وثقته في نفسه.
كما نما إلى علمي من خلال تقارير إعلامية أن نجل السيد وزير المالية، الدكتور محمد معيط، قد تخرج من كلية الطب بجامعة كامبريدج البريطانية، حيث تُقدّر المصروفات السنوية للطلاب الدوليين بحوالي 65 ألف جنيه إسترليني، بخلاف تكاليف المعيشة.
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن المصري، أجد نفسي أتساءل: من أين لوزير قضى حياته في العمل العام القدرة على تغطية هذه النفقات؟
إنني لا أوجه اتهامًا، بل أطرح تساؤلًا مشروعًا، آملًا في توضيح يبدد الشكوك ويعزز ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.
إننا نثق أنكم لن تقبلوا بوجود شبهة تضارب أو تضليل في أي وثيقة مالية تُعرض على الخارج دون أن تمر على ممثلي الشعب في الداخل.
ونؤمن أن مصر تستحق منظومة مالية شديدة الشفافية، خاضعة لرقابة حقيقية، ومُحاسبة مسؤوليها عند الضرورة، أيًّا كان موقعه، لا خوفًا ولا تشهيرًا، بل إحقاقًا للعدل وإنفاذًا للقانون.
وأكرر أن هذه الرسالة لا تتضمن اتهامًا لأحد، بل مناشدة رئاسية لإعادة التأكيد على شفافية الأداء المالي، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تجاوزه، أيًّا كان موقعه.
حفظ الله مصر،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يوسف عبداللطيف
مواطن مصري غيور على وطنه
