الملف الليبي يعود إلى الواجهة في مجلس الأمن.. دعوات لإنهاء التدخلات وكسر الجمود السياسي

في مشهد سياسي يزداد تعقيدًا على الساحة الليبية، أعادت الجزائر طرح موقفها من الأزمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مطالبة بانسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة من الأراضي الليبية، ومشددة على ضرورة دعم جهود الأمم المتحدة لتجاوز حالة الجمود السياسي التي تخيم على البلاد منذ سنوات.
ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، تحدث عن مفترق طرق حرج تمر به ليبيا، يستدعي تدخلاً فعّالًا من الأطراف الليبية والدولية على حد سواء.
ودعا جميع القوى الليبية للعمل مع البعثة الأممية من أجل التوصل إلى توافق بشأن القوانين الانتخابية، باعتبارها مدخلًا أساسياً لأي حل سياسي دائم.
لكن في المقابل، لا تزال التحذيرات الأممية تتصاعد بشأن مصير ليبيا، إذ عبّرت مبعوثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، عن قلقها من استمرار حالة الانقسام المؤسساتي، معتبرة أن الوضع الحالي يهدد وحدة البلاد ويعرقل أية فرص للاستقرار أو التقدم نحو الانتخابات.
وفي الوقت الذي تتمسّك فيه بعض القوى الإقليمية والدولية بوجودها العسكري أو دعمها لأطراف معينة داخل ليبيا، تتصاعد الأصوات المطالِبة بإعادة ضبط المشهد بالكامل، عبر إنهاء كافة أشكال التدخل الأجنبي، وخلق بيئة آمنة تمكّن الليبيين من تقرير مصيرهم بعيدًا عن ضغوط السلاح أو الاستقطاب.
تبقى الأزمة الليبية، رغم كل المساعي، رهينة توازنات معقدة بين الداخل والخارج، وبين مصالح متشابكة يصعب تفكيكها.
وبينما تتعدد المبادرات والنداءات، تبقى الأنظار معلقة على قدرة الأطراف المعنية على تقديم تنازلات حقيقية، تنهي سنوات من الانقسام وتفتح الباب أمام استعادة الدولة.