ارتفاع الدولار يرفع 50 ألف جنيه في أسعار السيارات ويضاعف الطلب رغم الأزمة
شهدت أسعار السيارات في السوق المصري زيادات كبيرة خلال الأيام الأخيرة تأثرت بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وتراجع المعروض من المركبات في الأسواق المحلية مما تسبب في اضطرابات واسعة في حركة البيع والشراء
تسببت الزيادة المفاجئة في سعر صرف الدولار في ضغوط مباشرة على سوق السيارات أدت إلى ارتفاعات سعرية تراوحت بين 20 ألف جنيه و50 ألف جنيه وفقًا لنوع السيارة والفئة التي تنتمي إليها ومدى توفرها داخل السوق
سجلت شركات متعددة زيادات واضحة على طرازاتها حيث ارتفعت أسعار سيارات شيفروليه أوبترا بمعدل 20 ألف جنيه لكل الفئات وارتفعت أسعار بروتون ساجا المجمعة محليًا إلى مستويات جديدة بينما شهد طراز سانج يونج توريس ارتفاعات مماثلة وسط نقص حاد في المعروض
صاحب هذه الزيادات تحرك لافت في الطلب على السيارات من قبل المستهلكين رغم ارتفاع الأسعار وذلك نتيجة تخوفات من ارتفاعات إضافية خلال الفترة القادمة مما دفع العديد من المشترين إلى الإسراع في قرارات الشراء
ارتبطت الزيادات الأخيرة أيضًا بارتفاع تكاليف الشحن والنقل ومستلزمات الإنتاج والتي تعتمد بشكل أساسي على استيراد المكونات الأساسية من الخارج ما ضاعف من الضغوط التشغيلية على الشركات العاملة في القطاع
تراجعت واردات السيارات خلال العام المالي 2022-2023 إلى 397.2 مليون دولار مقارنة بـ2.1 مليار دولار خلال العام المالي السابق وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة
أدى هذا التراجع الحاد في الواردات إلى تقليص الكميات المعروضة من السيارات الجديدة داخل السوق المحلية وتسبب في ارتفاع الأسعار نتيجة عدم التوازن بين العرض والطلب
أظهرت البيانات أن السوق يفتقر إلى عدد من الطرازات الجديدة فيما تم تعليق الحجز على عدد من الموديلات بسبب غياب الشحنات الجديدة وعدم وضوح جداول التوريد القادمة
سجلت السيارات الاقتصادية زيادات في الأسعار تصل إلى 20 ألف جنيه في حين سجلت السيارات الأعلى تجهيزًا زيادات بلغت 40 إلى 50 ألف جنيه في بعض الحالات وذلك نتيجة الفروقات في مستويات التجهيز ومصدر التصنيع
شهدت معارض السيارات خلال الأسبوع الحالي موجة من التغيرات اليومية في قوائم الأسعار في ظل تقلب أسعار الصرف وتغير تكاليف الاستيراد وغياب رؤية واضحة بشأن حركة السوق في المدى القريب
لم يتم طرح موديلات 2024 بشكل كامل حتى الآن حيث ما تزال بعض الطرازات في انتظار الإفراج الجمركي أو وصولها من الموانئ الخارجية وسط استمرار اضطرابات حركة الشحن العالمية
تأثر سوق السيارات بتقلبات الأسواق العالمية التي أثرت على سلاسل التوريد ورفعت تكاليف الاستيراد بنسبة كبيرة وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة محليًا وتراجع قدرة السوق على استيعاب الطلب المتزايد
اتجه عدد من العملاء إلى الشراء بهدف استباق أي زيادات مستقبلية محتملة في الأسعار خاصة في ظل غياب مؤشرات على استقرار سوق الصرف أو انفراج أزمة الاستيراد
اعتمدت الشركات المحلية المنتجة للسيارات على استيراد مكونات الإنتاج ما جعلها عرضة للتأثر المباشر بنقص الدولار وتراجع الاعتمادات المستندية المطلوبة لاستيراد المكونات الأساسية
استمرت التحديات التي تواجه عمليات التجميع المحلي للسيارات مع صعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج وتأخر الشحنات الخارجية وعدم استقرار التوريد مما حدّ من قدرة الشركات على طرح كميات كافية في الأسواق
سعت بعض الشركات إلى زيادة نسب الإنتاج المحلي وتوسيع الاعتماد على سلاسل توريد بديلة لتقليل الاعتماد على السوق الخارجي إلا أن تلك الخطط تحتاج إلى وقت أطول للتنفيذ الفعلي
ظهرت تحركات في السوق تشير إلى زيادة الإقبال على السيارات باعتبارها وسيلة للحفاظ على قيمة الأموال في ظل تغيرات العملة والتضخم وتراجع الفرص الاستثمارية الآمنة
ارتفعت أسعار الطرازات المتاحة بشكل يومي في بعض المعارض مما دفع المشترين لاتخاذ قرارات عاجلة بالشراء بدلاً من الانتظار لمزيد من الارتفاعات المحتملة في المستقبل
أدى تراجع الإنتاج العالمي لبعض الماركات إلى تأخر الشحنات الجديدة ما تسبب في نقص المعروض داخل السوق المحلي وزاد من حدة الأزمة القائمة
لم تقدم معظم الشركات تسهيلات مالية أو عروض تقسيط كافية لمواجهة هذه الزيادات السعرية مما جعل نسبة كبيرة من المستهلكين تلجأ إلى السوق الثانوية أو تؤجل قرار الشراء
استمرت السوق في حالة من الترقب المشوب بالقلق نتيجة تداخل عدة عوامل مؤثرة على حركة الأسعار منها تقلب الدولار ونقص السيارات وارتفاع تكاليف الاستيراد وصعوبة الشحن الدولي
توقعت أوساط السوق استمرار الاتجاه التصاعدي في الأسعار ما لم يتم توفير العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد وتحسين آليات الإفراج الجمركي وزيادة القدرة الإنتاجية المحلية
لم تظهر مؤشرات حتى الآن على موعد لانفراج الأزمة حيث تستمر السوق في مواجهة تحديات متعددة تشمل ضعف التوريد وتذبذب العملة وغياب كميات كافية من الطرازات الجديدة
