تصريحات ياسر برهامي تثير الجدل مجدداً: تحميل المقاومة مسؤولية دمار غزة وأعداد الشهداء

أوضح نائب رئيس الدعوة السلفية في الإسكندرية ياسر برهامي مجددًا موقفه الرافض لنهج المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منتقدًا بشدة القرارات التي اتخذتها حركة حماس في إطار المواجهة مع الاحتلال
حيث أشار إلى أن حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان تجاوزت خمسين ألف شهيد وهو ما اعتبره نتيجة حتمية لاجتهاد خاطئ من جانب قادة المقاومة
أشار برهامي في منشور عبر حسابه الشخصي إلى أن من الخطأ القول إن قادة حماس قد اجتهدوا وأصابوا أو حتى اجتهدوا وأخطأوا لأن حجم الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال مضيفًا أن البلد دُمِّرت بالكامل والأرواح التي أُزهقت لا يعلم عددها إلا الله
انتقد برهامي بشدة ما أسماه الخلل في حسابات قادة المقاومة مشيرًا إلى أن إعلان عملية طوفان الأقصى كان نتاج اندفاع غير محسوب وغياب للرؤية العسكرية المتزنة موضحًا أن هذا التهور يعكس حالة من الاندفاع النفسي الذي يستدعي المراجعة والعلاج لا التمجيد والتصفيق
رفض برهامي بشكل قاطع الفتوى الصادرة عن هيئة علماء المسلمين التي دعت إلى وجوب نصرة الفلسطينيين بالسلاح من قبل الدول الإسلامية معتبرًا أنها فتوى غير واقعية ولا تراعي التوازنات السياسية والمعاهدات الدولية التي تلتزم بها بعض الدول ومن بينها مصر
أكد برهامي أن المعاهدات الدولية ملزمة شرعًا طالما لم تُنقض من الطرف الآخر موضحًا أن مصر ترتبط باتفاقية سلام مع دولة الاحتلال وأن الالتزام بها جزء من منظومة العلاقات الدولية رغم اعترافه المتكرر بوقوع خروقات إسرائيلية لتلك المعاهدة وانتهاكات مستمرة للمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى
أوضح برهامي أن المقاومة قررت خوض المعركة ضد الاحتلال دون التنسيق مع الأمة الإسلامية باستثناء بعض الدول التي دعمتها سياسيًا أو عسكريًا لكنه شدد على أن هذه القرارات أحادية الجانب تتحمل نتائجها الجهات التي اتخذتها بعيدًا عن المشورة الجماعية
لفت برهامي إلى أن الخسائر الجسيمة في الأرواح والبنية التحتية تدفع المسلمين لمراجعة مواقفهم تجاه آليات المواجهة معتبرًا أن العمل العسكري بدون إعداد كافٍ وحسابات دقيقة يؤدي إلى نتائج كارثية تتحملها الشعوب لا القيادات
نوه برهامي إلى ضرورة الفصل بين المشاعر الدينية والغضب المشروع من انتهاكات الاحتلال وبين القرارات العسكرية التي يجب أن تكون مدروسة بعناية حفاظًا على أرواح المدنيين ومقدرات الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال
هاجم برهامي ما اعتبره تغافلًا من بعض العلماء والدعاة عن تبعات الحرب الجارية مشيرًا إلى أن ما يحدث على الأرض لا يمكن تبريره بعبارات عاطفية بل يجب أن يُدرس بعقلانية ومسؤولية سياسية وأخلاقية