اللجنة الدولية للصليب الأحمر تصف الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”

في بيان صحفي جديد، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور، واصفة الوضع بأنه “جحيم على الأرض”. جاء ذلك بعد تصريحات المدير العام للجنة بيير كراهينبول خلال مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي عُقد في الفترة ما بين 11 و13 أبريل/نيسان الجاري في جنوب تركيا.

تشير هذه التصريحات إلى الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة بهدف حماية العاملين في المجال الإنساني وتأمين المدنيين في قطاع غزة. وقد أعرب كراهينبول عن قلقه الشديد بشأن تزايد أعمال العنف واستهداف البنية التحتية الإنسانية في القطاع، داعيًا إلى مضاعفة الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح والحفاظ على سلامة السكان المدنيين.

تأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه غزة تصاعدًا خطيرًا في أعداد الضحايا وتدهور الأوضاع المعيشية، حيث يُشير كراهينبول إلى أن العديد من المدنيين في غزة يشعرون بفقدان الأمل بشكل كامل، ما ينذر بتداعيات تهدد استقرار المنطقة وتحذر من نشوب حرب مستقبلية.

تفاصيل البيان

تذكر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تصاعد العنف على مدار الأشهر الماضية أدى إلى تراجع ملحوظ في مستوى الاستجابة الإنسانية داخل قطاع غزة. وقد وثّقت اللجنة فقدان أرواح من العاملين في المجال الإنساني، فضلًا عن تدمير مكاتبها بصورة مباشرة جراء هجوم بالدبابات في 24 مارس/آذار الماضي.

وفي خضم هذه الأحداث، أدى نقص الإمدادات الطبية والغذائية الأساسية، إضافة إلى انقطاع خدمات المياه والكهرباء بصورة متكررة، إلى تردي الحياة اليومية لسكان القطاع. من جانب آخر، أكد كراهينبول أن الكثير من المدنيين في غزة باتوا يصرّحون أنهم يفضلون الموت على الاستمرار في معاناة لا تبدو لها نهاية.

في هذا الصدد، شدد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية في ضمان الحماية اللازمة للمدنيين والعاملين في المنظمات الإنسانية، محذرًا من خطورة الانزلاق نحو كارثة أكبر إذا لم تتخذ إجراءات جادة وفورية.

بيير كراهينبول (المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر):
“ما يحدث في القطاع قد يكون نذير حرب مستقبلية. الوضع لا يُطاق إطلاقًا، وهو جحيم حقيقي على الأرض. الآن لا أمل للناس. نسمع مدنيين في غزة يقولون إنهم يفضلون الموت مع أهاليهم لأنهم لا يرون أي مستقبل”.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
“نحث المجتمع الدولي على بذل جهود متضافرة لحماية العاملين في المجال الإنساني وكافة المدنيين في غزة. يجب ألا يُترك أحد في مواجهة صراعات تخرج عن نطاق السيطرة وتهدد حياة الأبرياء”.

يُذكر أن إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، ترتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن وقوع أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وفقًا للبيانات الصادرة عن الجهات الرسمية والحقوقية في المنطقة.