عمال المحلة الكبرى يحيون ذكرى الإضراب التاريخي ضد الاستغلال في 6 أبريل، مرور 17 عامًا على انتفاضة عمال المحلة

17 عاما على انتفاضة 6 أبريل.. تحية لنضالات المحلة والطبقة العاملة المصرية
“سامع صوت المكن الداير.. بيقول بس كفاية مذلة.. نفس الصوت اللي في حلوان.. بيقول شدي الحيل يا محلة”
في السادس من أبريل عام 2008، سطّر عمال شركة مصر للغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى الباسلة – عاصمة الطبقة العاملة – صفحةً ناصعة في تاريخ الحركة العمالية المصرية، مُعلنين إضرابهم الشجاع ضد سياسات الاستغلال والتهميش، ومطالبين بحقوقهم المشروعة في حياة كريمة وأجور عادلة.
لقد كانت هذه الانتفاضة البطولية علامة فارقة في تاريخ النضال العمالي المصري، حيث واجه العمال بصدورهم العارية آلة القمع السلطوية، مُجسدين أسمى معاني التضحية والصمود، وفي مشهد سيظل خالدًا في ذاكرة النضال، داس العمال بأقدامهم صور الطاغية حسني مبارك، مُعلنين رفضهم القاطع للسياسات الرأسمالية المتوحشة التي أفقرت الشعب وسلبت حقوقه.
بالتزامن، انطلقت حركة شباب 6 أبريل، التي تأسست على أيدي شباب آمنوا بقضايا الوطن وانحازوا لنضال أبنائه، وشاركوا بشكل فاعل مع جميع القوى الوطنية في الحشد والدعوة إلى إضراب عام في البلاد، ما ساهم في توسيع دائرة التضامن والاحتجاج ضد النظام القمعي وسياساته الاقتصادية الجائرة.
إننا في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي نوجه تحية إجلال وإكبار لشهداء الطبقة العاملة المصرية ضحايا هذه الممارسات الدموية، ونضالاتها التي كانت وستظل طليعة الكفاح من أجل التحرر والعدالة الاجتماعية، وإشادتنا بالدور البارز للحراكات الشبابية التي جسدت وحدة النضال في مواجهة الاستبداد والاستغلال.
كما نؤكد على ما يلي:
مطالبتنا الفورية بتطبيق حد أدنى عادل للأجور، يضمن للعمال حياة كريمة تتناسب مع الجهود التي يبذلونها في بناء الوطن.
تأكيدنا على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة ومستقرة، والتصدي بحزم لكل أشكال التعسف والفصل التعسفي والتشريد التي يتعرض لها العمال.
دعوتنا لمواجهة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية، التي تستهدف تقليص حقوق العمال وتهميش دورهم، والعمل على تبني سياسات تدعم الصناعة الوطنية وتوفر فرص عمل لائقة.
مطالبتنا بإعادة تشغيل المصانع المتوقفة، وضخ الاستثمارات اللازمة لتطوير قطاع الغزل والنسيج، بما يضمن استمرارية الإنتاج وحماية حقوق العمال.
تشديدنا على أهمية مكافحة الفساد داخل المؤسسات الصناعية، ومحاسبة المسؤولين عن تدهور أوضاع الشركات وإهدار حقوق العمال.
التأكيد على الحق الدستوري والقانوني للعمال في الإضراب والتعبير السلمي، ومنع أي ممارسات تعسفية ضدهم، تجنبًا لضغوط قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي.
الإفراج الفوري عن العمال المحبوسين على خلفية مطالباتهم بحقوقهم المشروعة، وجميع المعتقلين على ذمة قضايا رأي وتعبير.
إننا نؤمن بأن النضال المشترك هو السبيل الأوحد لتحقيق مجتمع قائم على العدالة والمساواة، حيث تُصان حقوق الكادحين ويُقضى على الاستغلال والاضطهاد.
لذا، ندعو جميع القوى الوطنية إلى التكاتف والتضامن مع نضالات الطبقة العاملة، والعمل سويًا من أجل إسقاط السياسات الرأسمالية المتوحشة التي تنال من حقوقها المشروعة.
عاشت نضالات الطبقة العاملة
حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
القاهرة، 6 أبريل 2025