د. عدنان الصباح لـ”أخبار الغد”: الحرب على غزة تشكل كارثة اقتصادية للعالم

صرّح د. عدنان الصباح، الكاتب الصحفي الفلسطيني، أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لا تؤثر فقط على الفلسطينيين، بل تُشكّل كارثة اقتصادية عالمية شاملة.
موضحًا أن الاقتصاد المصري يأتي في مقدمة المتضررين نتيجة تراجع حركة التجارة في قناة السويس، التي تُعد من أهم مصادر الدخل القومي في مصر.
تأثير مباشر على مصر والأردن والمنطقة
وأكد الصباح أن الأزمة تمتد لتشمل الأردن أيضًا، بسبب الأثر السلبي الكبير على الموانئ في البحر الأحمر والمنطقة عمومًا.
ما يؤدي إلى تباطؤ حركة التجارة الدولية وتراجع النشاط السياحي في مصر، وهو ما يُعد ضربة قوية لأحد أعمدة الاقتصاد المصري.
وأوضح أن تراجع السياحة نتيجة الحرب والصراعات في المنطقة سيؤدي إلى شلل شبه كامل في القطاع السياحي المصري، الذي يعتمد على الاستقرار الأمني والانفتاح الإقليمي لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
الولايات المتحدة ومصالحها في الفوضى الاقتصادية
وأشار الصباح إلى أن الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل توجهات دونالد ترامب، تسعى لإضعاف دول المنطقة اقتصاديًا، بهدف إخضاعها لإرادتها السياسية والاستراتيجية.
وأوضح أن الولايات المتحدة ترى في الشرق الأوسط قاعدة استراتيجية لإدارة صراعاتها القادمة، سواء في شرق أوروبا أو شرق آسيا، وهي تستخدم الأزمات والحروب كوسائل لإعادة تشكيل التوازنات الدولية، مع الإبقاء على حالة عدم الاستقرار في المنطقة بما يخدم مصالحها.
تأثير الحرب على مشاريع كبرى في مصر والسعودية والأردن
أكد الصباح أن مصر، بوصفها الدولة الأقوى في المنطقة، ستظل المتضرر الرئيسي اقتصاديًا من هذه الحرب.
مشيرًا إلى أن الخطط الأمريكية للسيطرة على غزة أو إقامة قناة “بن غوريون” كبديل عن قناة السويس، تمثل تهديدًا مباشرًا لمصر ومكانتها الاقتصادية.
كما لفت إلى أن هذا المشروع سيؤثر سلبًا على “رؤية السعودية 2030”، حيث تسعى المملكة إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، كما سيُجهِض مشروع قناة البحرين الذي كانت الأردن تأمل من خلاله تحسين أوضاعها المائية والاقتصادية.
رؤية للخروج من الأزمة
أوضح الصباح أن تداعيات الحرب ستتلاشى فقط إذا تم تنفيذ مشروع تكاملي حقيقي بين دول المنطقة، من خلال:
- إقامة تحالف إقليمي متماسك.
- وضع حد للتدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية.
- الوصول إلى اتفاقيات سلام وتعاون اقتصادي وسياسي.
- إشراك تركيا وإيران كقوتين مؤثرتين في صياغة مستقبل المنطقة.
- حل الأزمات العالقة مثل الأزمة اللبنانية والسورية، وتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
واختتم الصباح بالتأكيد على أن الانتعاش الاقتصادي الحقيقي في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الحروب والصراعات، والاعتماد على مقومات التعاون الإقليمي كبديل عن التبعية والخضوع لمصالح القوى الكبرى.