مظاهرات حاشدة في القدس بعد استئناف الهجمات على غزة ومقتل 400 شخص

بدأ المتظاهرون في القدس، الأربعاء، تنظيم احتجاجات أمام البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” للتعبير عن غضبهم تجاه استئناف الحرب على غزة بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين.
رفع المحتجون لافتات تنتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتتهمه بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي على أمن البلاد وحياة الرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
استهدفت الغارات الإسرائيلية التي جددتها القوات العسكرية منذ الثلاثاء الماضي مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة المئات بجروح متفاوتة.
اعتبر هذا اليوم واحدًا من أكثر الأيام دموية منذ بداية الصراع. وأعلن الجيش الإسرائيلي استعادة منطقة استراتيجية وسط قطاع غزة من خلال عملية برية مستهدفة في القطاع.
عاد تصاعد القتال ليجلب الدعم السياسي لنتنياهو من قبل الوزراء المتشددين في حكومته، الذين كانوا قد انسحبوا سابقًا احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار.
فقد أعلن حزب “القوة اليهودية” بقيادة الوزير اليميني المتشدد إيتمار بن غفير عودته للائتلاف الحكومي بعد استئناف الهجمات الجوية على غزة.
في المقابل، انتقدت قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي استمرار الحرب، معربة عن مشاعر الغضب واليأس تجاه الحكومة.
كما كشف استطلاع رأي حديث أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار والتفاوض مع حركة “حماس” بهدف إنهاء القتال وضمان الإفراج عن الرهائن.
أكدت التقديرات أن نحو 70% من الإسرائيليين يدعمون التفاوض لتحقيق السلام والانسحاب من غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وعلى الرغم من هذا التأييد الشعبي الواسع لوقف القتال، اختار نتنياهو الاستمرار في التصعيد العسكري، ما أثار المزيد من الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي.
كما دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى المظاهرة يوم الأربعاء، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل وحث الحكومة على التراجع عن سياساتها المثيرة للجدل.
تزامنت هذه الاحتجاجات مع موافقة لجنة برلمانية على مشروع قانون يهدف إلى تعديل تشكيل لجنة اختيار القضاة، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تهديد لاستقلال القضاء في البلاد.
بينما احتج الآلاف ضد سياسات نتنياهو، أبدى بعض المواطنين دعمهم له معتبرين أن العمليات العسكرية ضرورة لحماية البلاد.
رأى هؤلاء أن القائد يجب أن يُحترم وأن الانتقادات العلنية للحكومة يمكن أن تضعف موقف إسرائيل في مواجهة الأعداء.