وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في أول زيارة رسمية له منذ الإطاحة بنظام الأسد. واستقبله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مقر الوزارة، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين ومناقشة الملفات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

تشكل هذه الزيارة محطة مهمة في إطار العلاقات التي حافظت عليها بغداد مع دمشق رغم الظروف الأمنية والسياسية المعقّدة التي واجهتها سوريا منذ عام 2011. كما تأتي في أعقاب جهود سابقة بذلتها الحكومة العراقية لاستضافة لقاءات موسعة تناولت الأوضاع في المنطقة، مثل الاجتماع الذي عقدته بغداد في ديسمبر/ كانون الأول 2024 بحضور وزيري خارجية إيران والنظام السوري المخلوع آنذاك.

على الرغم من أن سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر قد ولّد بعض الحذر في التعامل الإقليمي، إلا أن الحكومة العراقية أكّدت بوضوح التزامها بتنسيق الجهود مع القيادة السورية الجديدة، تحديدًا في ملفات تأمين الحدود وإعادة اللاجئين، بما يضمن الاستقرار ويُبعد المنطقة عن دوامة الصراعات الخارجية.

في هذا السياق، عبّر الجانبان العراقي والسوري عن تطلعهما لعودة العمل الدبلوماسي بينهما إلى مساره الطبيعي، آملين في تحقيق تقدم ينعكس إيجابًا على سلامة المنطقة وتحسين الظروف الإنسانية للشعب السوري.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:
“نُنسّق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين، ومستعدون لتقديم كل أشكال الدعم. لا نريد لسوريا أن تكون محطة للصراعات الأجنبية، بل جزءًا من منظومة إقليمية مستقرة.”

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين:
“العراق ليس لديه تحفظات أو شروط للتعامل مع القيادة السورية الجديدة. نؤمن بأن القرارات المتعلقة بمستقبل سوريا ينبغي أن تكون بيد شعبها، ونحن على استعداد لتبادل الرؤى وتقديم الخبرات في سبيل عودة الحياة الطبيعية إلى ربوع البلاد.”