شيخ الأزهر يسلّط الضوء على معاني اسم الله «الجليل» ويدعو للتمييز بين الدلالات اللغوية

في حلقة جديدة من برنامج «الإمام الطيب»، تناول فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الحديث حول اسم الله «الجليل» ومعانيه في ضوء النصوص الشرعية واللغوية، مركّزًا على ضرورة تنزيه الخالق سبحانه وتعالى عن الصفات البشرية أو المعاني التي لا تليق بجلاله.
سلّط فضيلة الإمام الأكبر الضوء على أنّ هذا الاسم الكريم لم يرد في القرآن العظيم بصيغة «الجليل»، إنما جاء بصيغة «ذو الجلال»، موضحًا أنّ هذه الصيغة تفيد المعنى ذاته، سواء من حيث الدلالة الشرعية أو اللغوية. وأشار إلى أنّ الكلمات المشتقة من نفس الأصل في اللغة العربية قد تتساوى في معناها العام، مثلما يحدث في ألفاظ مثل «ذو العلم» و«العالم»، و«ذو الكرم» و«الكريم».
وخلال حديثه، أوضح الإمام الطيب أنّ الأصل اللغوي للفعل «جلَّ» يحمل ثلاث دلالات هي: العطاء، وكِبَر السن، والعَظَمة. وأكد على أنّ الدلالة المتعلقة بكِبَر السن لا تليق بالله تعالى؛ لأنه من صفات المخلوقين، بينما هما مناسبان لله هما: العطاء والعظمة. كما نبّه إلى الحذر من الخلط بين الدلالة البشرية لكلمة «جليل» بمعنى «كبير السن»، وبين اسم الله أو صفته «الجليل» التي تعكس العظمة والكمال.
واستشهد فضيلته بقصة اجتماع كفار قريش في دار الندوة حينما تمثّل لهم إبليس في صورة «شيخ جليل»، مبينًا أنّ هذا المعنى خاص بالبشر ولا يمكن وصف الذات الإلهية به، لأن الله تعالى قديم بلا بداية وباقٍ بلا نهاية، ولا يخضع لأي صفة منقوصة.
وفي ختام الحديث، شدّد الإمام الطيب على أنّ الله سبحانه وتعالى لا يقاس بالمقاييس البشرية، فصفاته كلّها تليق بكماله وتنزّهه، ولا تحمل أي نقص أو عيب من صفات المخلوقين.
وقال فضيلته:
«ذو الجلال تعني صاحب الجلال والعظمة، وإذا ثبت له تعالى الجلال، فهو جليل بالمعنى الكامل الوقور، المنبثق عن صفات الكمال الإلهي».
كما أكّد:
«الله تعالى مُنزّه عن كل ما هو نقص أو سمة بشرية، ووجوده سبحانه واجب لذاته، بلا بداية ولا نهاية، وهذا أصل في عقيدة التنزيه التي يتبنّاها أهل الحق».