محكمة طنطا تقضي بحبس 4 متهمين في قضية وفاة مهند قنديل أثناء احتجازه

بدأت القضية في يوليو 2024 عندما قام المستشار حازم شبل، رئيس المكتب الفني بمحكمة طنطا الاقتصادية، بتقديم بلاغ ضد مهند قنديل، وهو سائق ميكروباص يبلغ من العمر 23 عامًا.
في ذلك اليوم، قام قنديل بالتوقف في تقاطع شارع البحر مع شارع عمر بن عبد العزيز في مدينة طنطا، مما أعاق مسار سيارة المستشار، الأمر الذي أدى إلى وقوع مشادة بينهما.
لاحقًا، كتب المستشار مذكرة حول الواقعة وقدّم بلاغًا في قسم ثان طنطا، حيث تم اتهام قنديل بالسب والشروع في القتل.
قامت السلطات بالقبض على قنديل وحبسه احتياطيًا على ذمة القضية 16362 لسنة 2024. قضى قنديل ما يقارب الشهر في قسم ثان طنطا حتى وفاته في 4 أغسطس 2024.
تشير التقارير إلى أنه تعرض للضرب المبرح من قبل أربعة من المحتجزين معه قبل ساعات من أولى جلسات محاكمته.
القصة بدأت بموقف بسيط تطور إلى مأساة عندما حاول قنديل احتواء الوضع واعتذر للمستشار شبل، لكن الأمر انتهى بإحالته إلى النيابة العامة وحبسه في قسم الشرطة.
قضت المحكمة بحبس المتهمين الأربعة بعد وفاته، وهم: عمرو حمدي السيد، سامي محمد البيومي، مؤمن حلمي عطية، وسامي البيومي الحداد.
وفقًا للتحقيقات، قام المتهمون بالاعتداء على قنديل بالأيدي والأرجل بسبب اعتراضهم على كثرة دخوله دورة المياه وتسببه في رائحة كريهة في الزنزانة. استمر الاعتداء عليه منذ الواحدة صباحًا حتى موعد خروجه لحضور جلسة محاكمته في الصباح الباكر.
استمعت النيابة إلى الشهود الذين أكدوا أن قنديل كان يعاني من حالة إعياء شديدة يوم وفاته، مما دفعه للتردد المتكرر على دورة المياه.
تسببت هذه الحالة في احتكاك غير مقصود بينه وبين باقي السجناء، وهو ما أدى إلى وقوع الاشتباك الذي أودى بحياته.
التحريات كشفت عن تفاصيل إضافية، حيث أشارت إلى أن المتهمين قاموا بتكتيف قنديل وضربه بشكل مستمر لعدة ساعات، حتى وافته المنية.
خلال التحقيقات، أكد المتهمون أنهم بدأوا ضرب قنديل بعد أن داس على أحدهم دون قصد. حاولوا إيقافه بعد أن تبول وتقيأ في الزنزانة، حسب قولهم. اعترفوا جميعًا في التحقيقات بأنهم استمروا في ضربه من منتصف الليل وحتى وقت الصباح.
استمر التحقيق في الواقعة بعد وفاته، حيث طالبت أسرته بالكشف عن حقيقة ما حدث داخل الزنزانة خلال الساعات الأخيرة من حياته.
تم التحقيق مع المتهمين وشهود الواقعة، إضافة إلى الأطباء الشرعيين الذين أعدوا تقريرًا عن حالته الصحية وإصاباته، وانتظرت الأسرة نتائج تقرير الطب الشرعي لتحديد السبب الدقيق للوفاة.
في نهاية المحاكمة، قضت المحكمة بإدانة المتهمين الأربعة بتهمة ضرب قنديل، واستبعاد التهم الأصلية المتعلقة بالشروع في قتل المستشار شبل.