تقاريرصحافة دولية

البيت الأبيض يواصل تهديداته لإيران في ظل رفضها الضغوط الأمريكية

بدأ البيت الأبيض في تجديد تهديداته تجاه طهران بعد التصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أعلن السبت أن إيران لن تدخل في أي مفاوضات تحت ضغوط “البلطجة”.

تأتي هذه التصريحات في إطار رد خامنئي على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي حملت تهديدات مباشرة.

أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برايان هيوز أن التعامل مع طهران سيكون إما عسكريًا أو عبر إبرام اتفاق دبلوماسي.

جاءت تصريحات هيوز في بيان صحفي بعد أن صرح ترامب بنفس العبارة خلال مقابلة سابقة مع قناة “فوكس بيزنس”.

أوضح هيوز أن البيت الأبيض يأمل في أن يقوم النظام الإيراني بتقديم مصالح شعبه فوق أي أعمال إرهابية أو نشاطات مشبوهة.

واصلت الإدارة الأميركية سياسة الضغوط القصوى تجاه إيران، إذ أكد الرئيس ترامب أنه أرسل رسالة شخصية إلى المرشد الإيراني تضمنت خيارين

إما التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني أو مواجهة عمل عسكري محتمل من قبل الولايات المتحدة. تعكس هذه الرسالة استمرار سياسة البيت الأبيض في الضغط على طهران للتخلي عن طموحاتها النووية.

نقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تصريحات خامنئي التي أطلقها خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الإيرانيين.

أوضح خامنئي أن العرض الذي تقدمت به واشنطن للمفاوضات ليس إلا وسيلة لفرض رغباتها على إيران، معتبراً أن الإصرار على التفاوض ليس حلاً للمشكلات بل محاولة لفرض شروط جديدة تهدف إلى تحقيق مصالح الدول التي تمارس “البلطجة”.

استمر المرشد في تأكيده أن إيران لن تقبل أي محاولات لفرض إرادات دول أخرى، خاصةً فيما يتعلق بالملف النووي الذي يعد مسألة سيادية ووطنية بالنسبة لطهران.

اعتبر الرئيس دونالد ترامب أن الحل الدبلوماسي مع إيران ممكن، ولكنه ظل متمسكاً بسياسة الضغط القصوى التي انتهجها خلال فترة رئاسته.

هذه السياسة تهدف إلى عزل إيران اقتصاديًا وتصفير صادراتها النفطية من خلال فرض عقوبات اقتصادية شديدة.

وقد أعاد ترامب تطبيق هذه السياسة بعد انسحابه في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والدول الكبرى.

انسحب ترامب من الاتفاق الذي كان يقيد الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، معللاً أن الاتفاق لم يكن كافيًا لمنع إيران من تطوير برامجها النووية.

كانت هذه الخطوة بداية سلسلة من التصعيدات بين واشنطن وطهران، خاصةً بعد أن استأنفت إيران بعض أنشطتها النووية ردًا على الانسحاب الأميركي.

شهدت العلاقات الأميركية الإيرانية تدهوراً كبيراً في عهد ترامب، حيث ركز البيت الأبيض على تطبيق أكبر قدر من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على النظام الإيراني لإجباره على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة أكثر صرامة.

ورغم تعهدات ترامب بتقديم حل سلمي ودبلوماسي، فإن لغة التصعيد العسكري لم تغب عن تصريحاته المتكررة، مما أثار مخاوف دولية من احتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى