اللواء عوديد بسيوك يتقدم بطلب التقاعد من رئاسة شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي في صيف 2025

قدم اللواء عوديد بسيوك، رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، طلبًا للتقاعد من منصبه بعد أربع سنوات من الخدمة، وفقًا لتقارير إعلامية عبرية. هذا القرار يأتي في وقت حساس يتزامن مع تغييرات في القيادة العليا للجيش.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن بسيوك، الذي يعتبر ثالث أهم شخصية في الهيكل القيادي للجيش الإسرائيلي، قرر طلب التقاعد من منصبه، وهو الخطوة التي كانت متوقعة ومطلوبة بالنظر إلى التغيرات التي يشهدها الجيش. جاء هذا الطلب في الوقت الذي يستعد فيه الجيش لاستبدال رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي برئيس الأركان الجديد إيال زامير.
وقال مصدر مقرب من سيكو: “القرار لم يكن سهلاً، لكن اللواء بسيوك يشعر بأن الوقت قد حان لتسليم الراية لقيادة جديدة. لقد حظي بالتقدير من قبل زملائه وكان له دور بارز في العمليات العسكرية”.
وأعلن بسيوك عن نيته التقاعد من الجيش في اجتماع عقده مع رئيس الأركان الجديد، الذي قبل طلبه، “لكن الأخير طلب منه الاستمرار في منصبه في الأشهر المقبلة في ضوء التحديات العملياتية”، وفق المصدر ذاته.
وبحسب الصحيفة، “لم يجد التحقيق في أداء شعبة العمليات أي إهمال أو تقصير كبير فيما يتصل بالهجوم في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، لكن كان من المتوقع أن يتحمل مسؤولياته كقائد للشعبة”.
وفي 7 أكتوبر 2023، هاجمت “حماس” 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وقالت إنه “من المتوقع أن يتقاعد بسيوك فعليا مع بداية صيف 2025”.
وأضافت الصحيفة: “يحمل تقاعد بسيوك أوجه تشابه مع تقاعد قادة آخرين من الجيش الإسرائيلي بسبب إخفاقات السابع من أكتوبر، قرب نهاية ولايتهم المتوقعة – مثل تقاعد قائد فرقة غزة السابق، العميد آفي رونزفيلد”.
ووفقا لتحقيقات نشرها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، كان بسيوك واحدا من 3 أعضاء في منتدى هيئة الأركان العامة الذين شاركوا في المشاورات الليلية التي سبقت السابع من أكتوبر، وكان معه رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد القيادة الجنوبية السابق اللواء يارون فينكلمان.
وفي تلك الليلة، ظهرت في إسرائيل “مؤشرات دالّة” على أن حماس قد تشن هجوما، بما في ذلك تفعيل عشرات من شرائح الهواتف المحمولة الإسرائيلية في غزة، وحركة مشبوهة في منظومة الصواريخ”.
وتتابع التحقيقات: “رغم ذلك، فقد وجد مسؤولو الاستخبارات العسكرية تفسيرا مرضيا لكل منها، وكان التفسير الرئيسي هو تكرار مثل هذه الحالات في الأسابيع والأشهر والسنوات التي سبقت الحرب”، وفق المصدر ذاته.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن هاليفي استقالته من منصبه رئيسا للأركان، مؤكدا تحمّله مسؤولية فشل الجيش في منع هجوم حماس والتصدي له.
ووقتها، قال هاليفي في كلمة متلفزة “أستطيع أن أقول بكل ثقة، لم يخف أحد معلومات. لم يكن أحد يعرف ما سيحدث ولم يساعد أحد العدو على تنفيذ هجومه”.
وأقرّ بذلك قائلا: “فشلنا في 7 أكتوبر في المنع والدفاع، وسأحمل نتائج ذلك اليوم الرهيب معي لبقية حياتي”.
وفي نفس يوم إعلان هاليفي استقالته، أعلن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان استقالته من منصبه.
ويقع قطاع غزة في نطاق مسؤولية المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي.
وسبق أن أعلن مسؤولون إسرائيليون مسؤوليتهم عن الفشل الاستخباراتي والعسكري في مواجهة “حماس”، وقدّم رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش أهارون حاليفا استقالته في أبريل/نيسان 2024.
واعتبر مسؤولون إسرائيليون هذا الهجوم “إخفاقا سياسيا وأمنيا وعسكريا واستخباريا”، وأجبر مسؤولين عسكريين واستخباراتيين على الاستقالة لفشلهم في توقعه ومواجهته.