مصر

د.أيمن نور: تحالف أوروبا وأمريكا تحكمه ضرورات المصلحة ولم يكن يوما مقدسا

قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة إن التحالف بين ‎واشنطن و‎أوروبا لم يكن يوما زواجًا مقدسًا بقدر ما كان عقدًا مصلحيًا محكومًا بالضرورات التاريخية.

وأوضح في تغريدة على صفحته بمنصة إكس أن منذ ولادة ‎الولايات المتحدة، كانت أوروبا هي الأب الذي أورثها القوة، لكنها ما إن اشتد ساعدها حتى أدارت ظهرها لمن أنجبها، لترسم عالمًا جديدًا يليق بطموحها الإمبراطوري.

وأضاف اليوم وبينما تتبدل موازين القوى، يبدو أن أوروبا العجوز قد أصبحت عبئًا ثقيلاً في حسابات القوة الأمريكية، ولم تعد شريكًا يُعتمد عليه بقدر ما غدت كيانًا يبحث عن نفسه وسط عالمٍ لا ينتظر المترددين.

وأشار إلى أنه حين جاء ‎دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم يكن انقلابًا على السياسة الأمريكية، بل كان مرآةً تعكس ما كان يُقال همسًا في أروقة ‎البنتاغون و ‎البيت الأبيض:

وتساءل: ماذا تدفع أمريكا تكلفة حماية أوروبا بينما تبحث الأخيرة عن استقلالها؟ ولماذا تلتزم واشنطن بميثاقٍ لم يعد يخدم مصالحها؟. مضيفا لم يكن ترامب سوى المُسرّع، الصاعق الذي فجّر تناقضاتٍ قديمة، وترك أوروبا وحيدةً في مواجهة قدرها.

وتساءل في تغريدته: هل يؤدي هذا الشرخ إلى انهيارٍ تام، أم إلى ولادة تحالفاتٍ جديدة على أنقاض عالمٍ يتداعى؟

وتابع في حديثه في هذا المخاض العسير، تتجه أنظار العالم العربي إلى المشهد الدولي، حيث تبحث القوى الإقليمية عن موطئ قدم في هذه الفوضى.

هل يستطيع ‎العالم العربي أن يستثمر هذه اللحظة التاريخية ليعيد تشكيل موقعه، بعيدًا عن ثنائية التبعية أو العداء؟ أم أنه سيظل رهينةً لصراعات لا يملك أدوات إدارتها؟ وفي هذه المعادلة المتغيرة، تبدو ‎إيران لاعبًا يجيد استغلال الثغرات، لكنها أيضًا مهددة بأن تجد نفسها في عزلةٍ أكبر، خاصة إذا دفعت الفوضى الأطلسية إلى إعادة ترتيب الأولويات الغربية بشكلٍ يضعها في خانة المواجهة المباشرة.

وقال إن التاريخ علّمنا أن الإمبراطوريات لا تنهار بضربةٍ واحدة، بل تتآكل ببطء، حتى تسقط بآخر هزةٍ غير محسوبة، ولفت إلى أن ما نشهده اليوم ليس مجرد تصدعٍ في ‎التحالف الغربي، بل بداية مرحلةٍ جديدة قد تنهي عقودًا من الهيمنة الأمريكية المطلقة.

وختم بسؤال: هل يكون ‎ترامب هو من يضع آخر سهمٍ في نعش التحالف الأطلسي، أم أن ما نراه ليس إلا فصلاً جديدًا في دورة الانحلال الطبيعي للإمبراطوريات؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى