كانت ضغوطات بعثة الأمم المتحدة ( أونمها ) في الحديدة قد ساهمت في توقيع إتفاقية ستوكهولم والتي كانت من أبرز بنودها إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين وتحاشي وقوع مجاعة وإيقاف العمليات العسكرية وتبادل الأسرى ودفع أطراف الصراع نحو محادثات سلام على المستوى الوطني، وفي ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ تم توقيع الإتفاقية بين الحكومة اليمنية والحوثيين .
وبعد أكثر من خمس سنوات منذ توقيع الإتفاقية وفي ظل إستمرار مراوغة الحوثيين وعدم التزامهم بأي بند من بنود الاتفاق وتنصلهم منها، أتضح للجميع أن المجتمع الدولي ساهم وبشكل كبير في إنقاذ الحوثي وزيادة نفوذه في المنطقة وذلك لأن الحديدة هي الرئة التي يتنفس منها الحوثي والشريان الرئيسي الذي يوفر له إيرادات مالية ضخمة ومنافذ للحصول على شحنات الأسلحة الإيرانية.
أن المجتمع الدولي يجني اليوم ثمار إتفاقية ستوكهولم التي بدورها منعت القوات الشرعية ممثلة بألوية المقاومة التهامية و المقاومة الجنوبية من السيطرة على الحديدة والإنسحاب من المناطق التي تم تحريرها، وذلك تحت ذريعة شماعة الوضع الإنساني.
أتضح جلياً بعد أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، حيث قام الحوثي بإستغلال موانئ الحديدة كمنصة لإطلاق الصواريخ والمسيرات الإيرانية وإستهداف السفن التجارية التي تعبر مضيق باب المندب أو الإستيلاء عليها على طريقة القرصنة في القرن الأفريقي وذلك تحت شماعة الحرب ضد إسرائيل ودول العدوان الأمريكي البريطاني.
أصبح البحر الأحمر من أكثر المناطق الخطرة في حركة التجارة البحرية الدولية وذلك عقب هجمات وتهديدات الحوثيين ، حيث شكلت الولايات المتحدة الامريكية قوة ردع بحرية مشتركة متعددة الجنسيات لحماية خط الملاحة البحرية من أي هجمات أو تهديدات محتملة من الحوثي في البحر الاحمر و خليج عدن.
صرح مؤخراً عبدالملك الحوثي في كلمة بثّت عبر قناة المسيرة الناطقة بإسم الحوثيين إنّه “تمّ استهداف ثماني سفن مرتبطة بالأعداء، ليصل إجمالي السفن المستهدفة إلى 98 سفينة” وذلك في إطار دعم الفلسطنيين في قطاع غزة والضغط بإتجاه وقف الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.
أن جماعة الحوثي الانقلابية تسعى جاهدةً إلى تلميع صورتها أمام الشعب اليمني والرأي العام وإستغلال أحداث غزة الأخيرة لكسب تعاطف وتأييد لدى دول المنطقة وإضافة طابع الشرعية على عمليتها الإرهابية. فكيف لجماعة أتت الى السلطة عن طريق الانقلاب والقتل والسحل والتعذيب والتفجير والاختطاف والاخفاء القسري وزرع الالغام البرية والبحرية أن تساند فلسطين!
كانت آخر جرائم الحوثيين ضد أبناء الشعب اليمني هي جريمة تفجير منزل في مدينة رداع بمحافظة البيضاء حيث راح ضحيتها ثمانية عشر مدني بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال.
صرح السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فايجن «إن هذا العمل الوحشي يذكرنا بالمعاناة وعدم الاستقرار المستمرين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون».
وأضاف “يستحق الشعب اليمني العيش في بيئة آمنة، خالية من العنف والقمع، وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بدعم السلام في اليمن”
وهنا نجد أن المجتمع الدولي ساند وبشكل غير مباشر الحوثيين في عرقلة جهود التحالف العربي والحكومة اليمنية في العديد من الأحداث والتي من ضمنها إتفاقية ستوكهولم التي مكّنت الحوثي من السيطرة على الحديدة وموانئها، وأتضح جلياً ان تحرير الحديدة وسائر المناطق اليمنية من الحوثي أصبحت ضرورة من اجل إنهاء هجمات البحر الاحمر وأيضاً إنهاء الحصار والقتل والتدمير ضد الشعب اليمني.
أن المجتمع الدولي اليوم مطالب بمحاربة الحوثي وملزم بدعم الشرعية اليمنية للسيطرة على كافة الاراضي اليمنية وعدم الانحياز للحوثيين وتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، حيث إن في إستقرار اليمن إستقراراً لدول المنطقة.