د. حسين الديك لـ”أخبار الغد”: ترامب يقضي على موظفي الوكالات الفدرالية

صرّح د. حسين الديك، الخبير في الشأن الأمريكي، لموقع أخبار الغد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه السلطة في البيت الأبيض في 20 يناير 2025، بدأ بتنفيذ حملة إقالات جماعية في صفوف موظفي الوكالات الفدرالية ضمن ما يُعرف بـ إدارة الكفاءة الحكومية.
تطهير إداري واستبدال بالمُوالين
شملت الإقالات وزارات ومؤسسات رئيسية، أبرزها:
- وزارة الدفاع
- وزارة الخارجية
- وزارة النقل
- شؤون قدامى المحاربين
- وزارة الإسكان والتنمية الحضرية
- وزارة الداخلية
- وزارة الطاقة
وبحسب الديك، فإن الهدف الأساسي من هذه الإقالات هو تمهيد الطريق أمام ترامب لتعيين موالين له في منصب المفتش العام داخل هذه الوكالات، مما يمنحه نفوذًا أوسع داخل الإدارة الفدرالية.
إقالات غير مسبوقة في تاريخ أمريكا
أشار الديك إلى أن عدد الموظفين الذين تم إقالتهم حتى الآن تجاوز 75,000 موظف، فيما ينتظر حوالي 220,000 موظف آخر قرارات إقالتهم قريبًا.
وأكد أن هذه الأرقام غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، مما دفع العديد من الكتّاب والمحللين إلى الاعتقاد بأن البلاد تشهد تحولات بنيوية في النظام السياسي، من الديمقراطية إلى نظام سلطوي زبائني مشابه للأنظمة التسلطية حول العالم.
أوامر تنفيذية غير مسبوقة في اليوم الأول
أضاف الديك أن اللافت للنظر هو عدد الأوامر التنفيذية التي وقّعها ترامب في أول يوم من ولايته الثانية، حيث ركّزت هذه الأوامر على إصلاح (أو تفكيك) الخدمة المدنية الفدرالية، عبر:
- تبسيط إجراءات فصل الموظفين الفدراليين
- تقليل الضمانات الوظيفية
- إلغاء إمكانية العمل عن بُعد
- إغلاق جميع برامج الإدماج والتنوع في الوكالات الفدرالية
إيلون ماسك يقود “إدارة الكفاءة الحكومية”
ذكر الديك أن إدارة الكفاءة الحكومية يديرها إيلون ماسك، وهو كيان يتمتع بسلطة واسعة على كل القطاعات الفدرالية، وأصبح أداة رئيسية في حملة خفض الإنفاق الحكومي.
وقوبلت هذه الحملة بمعارضة شديدة، حيث أصدرت المحاكم الفدرالية أحكامًا قضائية مضادة، فيما رفض بعض القضاة دعوى نقابية تطالب بوقف عمليات الطرد الجماعي.
ماسك يُمهل الموظفين أسبوعًا لتقديم “إنجازاتهم”
وفي تصعيد جديد، أصدر إيلون ماسك قرارًا يلزم الموظفين الفدراليين بتقديم تقرير عن إنجازاتهم خلال أسبوع واحد فقط، وإلا سيتم اعتبار عدم الاستجابة طلب استقالة ضمنية.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال ماسك:
“جميع الموظفين الفدراليين سيتلقون قريبًا بريدًا إلكترونيًا يطلب منهم توضيح إنجازاتهم.”
وجاء هذا القرار بعد توجيه مباشر من الرئيس ترامب، الذي طالب إدارة الكفاءة الحكومية بأن تكون أكثر شراسة في تقليص القوى العاملة الفدرالية، والتي تضم 2.3 مليون موظف.
أثار هذا القرار غضبًا واسعًا بين الموظفين الفدراليين، وسط جدل حول الأسس القانونية له، وما إذا كان سيتم تطبيقه على الجميع بشكل عادل.
نقابات الموظفين تتعهد بمواجهة الإقالات
تعهّد الاتحاد الأمريكي للموظفين الحكوميين بمقاومة هذه الإقالات، حيث أصدر رئيسه إيفريت كيلي بيانًا شديد اللهجة ضد ترامب وماسك، قال فيه:
“هذه الخطوة تعكس ازدراءً مطلقًا للموظفين الفدراليين، وللخدمات الأساسية التي يقدمونها للشعب الأمريكي.”
كما انتقد كيلي إيلون ماسك، قائلاً:
“من القسوة والإهانة أن يُجبر مئات الآلاف من قدامى المحاربين الذين يخدمون في الوظائف المدنية، على تبرير مهامهم لماسك، الذي لم يقضِ ساعة واحدة في الخدمة المدنية الصادقة.”
البيت الأبيض يرد: “لسنا قلقين”
من جانبه، أكّد الرئيس ترامب أنه “غير قلق على الإطلاق” بشأن عمليات الفصل الجماعي، حتى بعد إقالة أكثر من 300 موظف في الإدارة الوطنية للأمن النووي، قبل أن تتراجع إدارته وتعيد توظيف العديد منهم.
وفي ردّه على الانتقادات حول تأثير هذه الإقالات على الأمن القومي، قال ترامب خلال مؤتمر صحفي في ولاية فلوريدا:
“لست قلقًا على الإطلاق. علينا فقط أن نفعل ما يجب علينا فعله، وما يتم اكتشافه الآن مذهل.”
معركة ترامب مع “الدولة العميقة”
اختتم الديك تحليله بالإشارة إلى أن هذه الإجراءات ليست عشوائية، بل تشكل جزءًا من “حرب طاحنة” يخوضها ترامب ضد موظفي الوكالات الفدرالية، الذين يصفهم بأنهم يمثلون “الدولة العميقة” في واشنطن.
يعتقد ترامب أن هذه المؤسسات كانت مسؤولة عن إقصائه في انتخابات 2020، ويبدو أن سياسته الجديدة تهدف إلى تفكيك نفوذها بالكامل.