الولايات المتحدة تقترح تسوية النزاع الأوكراني الروسي وسط انتقادات دولية متزايدة

اقترحت الولايات المتحدة، الجمعة، مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف إلى إنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، دون أن يتضمن أي إشارة إلى وحدة أراضي أوكرانيا. أثار هذا المقترح تباينًا في ردود الفعل بين الأطراف الدولية.
أعدت الولايات المتحدة نص القرار الذي يدعو إلى إنهاء النزاع بسرعة وتحقيق سلام مستدام بين البلدين، وتجنب أي إشارة إلى دعم وحدة أراضي أوكرانيا.
اختلفت هذه الصياغة عن القرارات السابقة التي كانت تدعم أوكرانيا صراحة، مما جعل بعض الجهات الدبلوماسية تعتبرها تغييرًا في السياسة الأميركية.
انتقد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا النص الأميركي، معتبرًا أنه “فكرة سديدة” ولكنه أشار إلى أن النص لم يتطرق إلى جذور النزاع، وهو ما اعتبره نقصًا أساسيًا. واعتبرت جهات دبلوماسية أخرى أن هذا التعديل يعكس تغيرًا في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الصراع.
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإثنين، اجتماعًا بمناسبة الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث قدمت أوكرانيا ودول أوروبية مشروع قرار يدعو إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب هذا العام.
أكد المشروع ضرورة انسحاب القوات الروسية بشكل فوري وغير مشروط ووقف الهجمات على الأراضي الأوكرانية، كما حظي المشروع بدعم من أكثر من 140 دولة في القرارات السابقة.
تسبب اقتراح الولايات المتحدة الأخير في حالة من التوتر بين الأوروبيين والولايات المتحدة، خاصة مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ورفض السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير التعليق على النص الأميركي، بينما اعتبر بعض الخبراء مثل ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية أن هذا المقترح يمثل “خيانة لكييف” و”صفعة للاتحاد الأوروبي”، مؤكدًا أن النص لم يدن العدوان الروسي بشكل كافٍ.
واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاده للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأعلن ترامب، خلال حديث في البيت الأبيض، أن أوكرانيا “ليست لديها أي أوراق” في المفاوضات مع روسيا، واتهم زيلينسكي بتقديم مظهر قوة زائف. واعتبر ترامب أن زيلينسكي يعوق المحادثات الرامية إلى إنهاء النزاع.
أعلن زيلينسكي، الجمعة، عن أمله في التوصل إلى اتفاق “عادل” مع الولايات المتحدة حول استغلال الشركات الأميركية للموارد الأوكرانية الاستراتيجية مقابل دعم واشنطن في الحرب ضد روسيا.
وكان زيلينسكي قد رفض في السابق بعض العروض الأميركية، لكنه أعرب عن ثقته في التوصل إلى حل يرضي الطرفين.
أكد ترامب في تصريحات أخرى أن وجود زيلينسكي في محادثات السلام مع روسيا ليس ذا أهمية كبيرة، وزادت التوترات بين الطرفين. نصح مقربون من ترامب الرئيس الأوكراني بالرحيل فورًا إلى فرنسا للحفاظ على استقرار البلاد.
واعتبرت مصادر مقربة من البيت الأبيض، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك بوست”، أن رحيل زيلينسكي سيكون الخيار الأفضل لأوكرانيا والعالم. نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” تصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية الذين عبروا عن انتقادهم لزيلينسكي واعتبروه يعوق الحل السلمي.
تدهورت العلاقات بشكل ملحوظ بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في الأيام الأخيرة، حيث وصف ترامب زيلينسكي بـ”ديكتاتور” واتهمه بتعطيل الصفقة المتعلقة باستغلال الثروات المعدنية الأوكرانية.