مصر

عمار علي حسن يناقش “سياسة ترامب تجاه العرب” في معهد القاهرة الدولي بحضور دبلوماسيين إنجليز.

ألقى الكاتب والباحث الأستاذ عمار علي حسن محاضرة متميزة بعنوان “سياسة ترامب حيال العرب” أمام مجموعة من الدبلوماسيين الإنجليز، وذلك ضمن برنامج نظمه “معهد القاهرة الدولي”. تناول اللقاء التحليلات والتحديات المرتبطة بسياسات الإدارة الأمريكية السابقة تجاه المنطقة العربية، وسط حضور لافت من الدبلوماسيين الإنجليز العاملين في مختلف المواقع حول العالم.

نقاشات متعمقة حول توترات السياسة الدولية

خلال اللقاء، استعرض الأستاذ عمار علي حسن السياسة الأمريكية خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب مع تقديم رؤى شاملة حول تأثيراتها على العالم العربي وعلاقاتها الدولية. وأشار عمار إلى أسباب تحديد هذا الموضوع للنقاش بناءً على متطلبات الجهة المنظمة. كما أفاد بأنه كان قد ألقى محاضرات أمام نفس المجموعة قبل عامين، مما يؤكد استمرار الاهتمام المتبادل بالتحليل السياسي العميق والبحث الأكاديمي المتخصص.

الجلسة كانت فرصة لطرح العديد من الأسئلة والمداخلات من الحضور الدبلوماسي، الذين شملوا ممثلين عن مقر وزارة الخارجية الإنجليزية بلندن، وسفارة إنجلترا في الولايات المتحدة، إضافة إلى سفارات أخرى بالعواصم العربية والإسلامية.

وعبر الأستاذ عمار علي حسن عن اعتزازه بفرصة تقديم رؤاه أمام هذه المجموعة قائلاً: “إن تقديم رؤية مستندة إلى تحليل علمي في موضوع بهذا التعقيد هو تحدٍ كبير وفرصة للتفاهم الثقافي والدبلوماسي”. كما أضاف: “النقاشات التي جرت خلال الجلسة أكدت حاجة العالم الآن إلى المزيد من التفاهم بين الثقافات والشعوب لتحليل الأزمات المتلاحقة”.

استعرض تاريخ علاقة أمريكا بالعالم العربي والإسلامي التي مرت بثمانية مراحل، ثم محددات السياسة الأمريكية حيالنا ومنها: أمن إس×رائيل، وضمان تدفق النفط، وبيع السلاح لنا وإقامة قواعد عسكرية على أرضنا، والنظر إلينا كسوق استهلاكية كبرى، وضمان وجود أنظمة حكم تدور في الفلك الأمريكي، ومواجهة إيـــران.

تحدث أيضًا عن سياسة ترامب التي تقوم على تصورات خاطئة مثل: المال مقابل الحراسة، والتهديد بوقف المعونات، والعمل على توسيع مساحة إسرائيل، ومحاولة تصفية القضية الفلـــسطينية، والسيطرة على الجماعات السياسية الإٍسلامية، وتوظيف ورقة الأقليات، وإهمال إرادة الشعوب.

تناول خسائر الغرب كله، وليس أمريكا فقط، من سياسة ترامب، ومنها: صناعة عقبات أمام تسويق النموذج السياسي الغربي الذي يقوم على الديمقراطية، وتعميق كراهية أمريكا ومعها كل حلفائها في أوروبا ما قد يتطور إلى مهاجمة مصالح هذه البلاد أو تنفيذ مقاطعة اقتصادية لها، ودفع العالم العربي للبحث عن بدائل في النظام الدولي ومنها الصين وروسيا، وإعطاء حجية أكبر للمـقاومـة المسلحة إثر رفض إسرائيل لمسار السلام وإصرارها على عدم قيام دولة للفلســطينيين، وفتح الباب أمام تعزيز نفوذ التنظيمات السياسية الإسلامية الراديكالية المناهضة للغرب حيث سيجد خطابها قبولا، وتجد خططها أنصارا، بل ما هو أكبر من هذا، حيث يعيد ترامب برفضه الامتثال للقانون الدولي، ولو من الناحية الظاهرية، إلى إعادة العالم إلى الغابة.

في ختام المحاضرة سألة أحد الدبلوماسيين عن نصائحة، فقال له: يجب أن تأخذ إنجلترا مسافة عن ترامب، ويسمع لكم العالم صوتا في المساعي الرامية لإيجاد حل عادل وشامل لقضية فلسطين خاصة أنكم سبب المشكلة من الأساس، وأن تعودوا إلى الاتحاد الأوروبي، وأن تدركوا أن كثيرين يفهمون أنكم بخبرتكم الاستعمارية وأرشيفكم العامر بالمعلومات تمثلون مرجعية في كثير من الأحيان للسياسة الأمريكية حيال العالم، وعليكم ألا تضعوا هذا في خدمة تاجر مقامر مثل ترامب، عليكم أيضا أن تفعلوا كل ما ينجيكم من الكراهية التي تلاحق ترامب، وستجلب ضررًا بالغًا لأمريكا، وعليكم ألا تمتثلوا لسرديات إسرائيل، وللصور النمطية المغلوطة عن العرب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى