مقالات ورأى

سامح مسلم يكتب: مصر في مفترق الطرق..خطة عبقرية لتحويل التهديد إلى فرصة والانتصار على المخطط الأمريكي الإسرائيلي

مقدمة: الشرق الأوسط على صفيح ساخن،
ومصر أمام لحظة الحقيقة

يواجه الشرق الأوسط تحولات خطيرة تهدد الأمن القومي المصري واستقرار المنطقة بأسرها. في قلب هذه التحولات، تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى فرض واقع جديد يخدم مصالحهما فقط، بينما تُدفع مصر لتكون طرفًا في مخطط استعماري يُعيد تشكيل المنطقة بالقوة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العائد بقوة إلى المشهد السياسي، يدفع بخطة تهجير سكان غزة إلى سيناء، وتحويل القطاع إلى “منطقة سياحية” تحت الإدارة الأمريكية،

تتضمن خطط الرئيس ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وتحويلها إلى ما يُعرف بـ”يهودا والسامرة”، مما يهدد بحل الدولتين ويزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.

تصريحات بيت هيجسيث حول بناء الهيكل الثالث:

أدلى وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، بتصريحات مثيرة للجدل، حيث أشار إلى إمكانية بناء الهيكل الثالث في القدس، معتبرًا ذلك “معجزة” مشابهة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي، نظرًا لما تحمله من تهديد للمسجد الأقصى وإمكانية إشعال صراع ديني في المنطقة قد تمتد لعقود.

لكن المخطط الحقيقي، الذي ظل خفيًا لعقود، هو مشروع “إسرائيل الكبرى”، والذي كشف عنه ترامب عندما قال إن مساحة الوطن العربي مثل المكتب وإسرائيل مثل القلم، ولابد أن يزيد حجمها، في إشارة واضحة إلى نية توسيع الحدود الإسرائيلية على حساب الدول العربية.

مصر اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما أن تكون ضحية لمخططات التقسيم والتهجير، وتتحول إلى دولة تابعة تأتمر بأوامر واشنطن وتل أبيب.
أو أن تقلب الطاولة، وتعيد رسم قواعد اللعبة لصالحها، وتحول هذا التهديد إلى فرصة تصنع بها مستقبلها كقوة إقليمية عظمى.

هذا ليس وقت الحياد أو المهادنة، بل هو وقت القرار الجريء والخطة العبقرية التي تضع مصر في قلب الأحداث، لا كطرف مستهدف، بل كقوة تفرض إرادتها بقوة السلاح والسياسة والاقتصاد.

  1. الوضع الراهن: تحليل استراتيجي للمشهد السياسي والعسكري

أ. اتفاق حماس – إسرائيل: وقف إطلاق النار الهش

بعد 15 شهرًا من الحرب الطاحنة، تم التوصل إلى اتفاق هدنة بوساطة قطرية، شمل تبادل الأسرى، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من غزة. لكن كعادتها، خرقت إسرائيل الاتفاق مرارًا، مما دفع حماس إلى تعليق بعض بنوده، وسط تهديدات بتصعيد جديد.

ب. الزيارات الدبلوماسية الأخيرة: اتفاقات خلف الأبواب المغلقة؟

  • زيارة نتنياهو إلى واشنطن: هدفها تأمين دعم أمريكي غير مشروط لضم الضفة الغربية، واستمرار عمليات الاستيطان والتهويد، ومناقشة التطبيع مع السعودية.
  • زيارة الملك عبد الله إلى الولايات المتحدة: جاءت كمحاولة لمنع تمرير مشروع التهجير القسري إلى الأردن وسيناء، لكنه واجه ضغوطًا أمريكية هائلة ورضخ.

ج. المخطط الإسرائيلي: تحقيق إسرائيل الكبرى عبر التهجير والاحتلال التدريجي

  • تهجير سكان غزة إلى سيناء كمرحلة أولى.
  • اختراق إسرائيلي مدبر: يتم زرع عملاء “مستعربين” بين المهجرين، ليقوموا بضرب إسرائيل من سيناء بصواريخ لإعطاء ذريعة للاحتلال بحجة هجوم “حماس” على إسرائيل من سيناء • بليها احتلال اسرائيل لسيناء بحجة حماية حدودها وتهجير الفلسطينيين إلى الصحراء الشرقية، بحجة أنها أصبحت “تهديدًا أمنيًا خطيرًا”.
  • تكرار السيناريو في الصحراء الشرقية، وتهجير الفلسطينيين إلى غرب النيل، ومن ثم احتلال الصحراء الشرقية بالكامل.
  • تصعيد الأزمة نحو السعودية، وتهجير الفلسطينيين إلى شمال السعودية، ومن ثم إشعال صراع في المنطقة، يؤدي إلى احتلال إسرائيل لشمال السعودية ضمن مخطط إسرائيل الكبرى.
  1. مصر في قلب العاصفة: كيف تواجه مصر هذا التحدي؟

في ظل تصاعد الضغوط الدولية ومحاولات فرض التهجير القسري لسكان غزة إلى سيناء، نقترح إلاتي:

اولا:
الرئيس عبد الفتاح السيسي تنحيه عن السلطة لصالح المجلس العسكري لإدارة الأزمة بمنطق عسكري صارم.

السيسي يُصدر بيانًا للشعب المصري يوضح فيه أن قراره يأتي لحماية الأمن القومي، وضمان استقرار البلاد في مواجهة المؤامرات الخارجية.

المجلس العسكري يتسلم السلطة، مع تعهده بإدارة البلاد وفق خطط دفاعية لحماية السيادة الوطنية.

ب. تشكيل “مجلس حرب مصغر” داخل المجلس العسكري

يتم تشكيل “مجلس حرب” يتألف من كبار القادة العسكريين المصريين، يترأسه وزير الدفاع، ويضم رؤساء الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والمخابرات الحربية.

يتم عقد اجتماع طارئ في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، لوضع الخطوط العريضة لاستراتيجية المواجهة.

مجلس الحرب يتعهد بالتصرف وفق المصلحة العليا لمصر، ويؤكد أن أي تهديد لحدود البلاد سيُقابل برد عسكري حاسم.

ج. إصدار سلسلة من البيانات العسكرية الحاسمة من داخل مجلس الحرب

مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية وخطط تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى سيناء، يتحرك الجيش المصري ليكون القائد الفعلي للمواجهة، من خلال تشكيل مجلس حرب استراتيجي يتولى إدارة الصراع بحنكة عسكرية وسياسية.

البيان الأول: إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة

إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء مصر، وخاصة في المحافظات الحدودية.
وضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى، وتعزيز القدرات الدفاعية في سيناء وعلى الحدود مع غزة.
دعوة الشعب لدعم الجيش المصري بالمال والموارد، وتأسيس “صندوق الدفاع الوطني”.

البيان الثاني: تحذير إسرائيل من أي اعتداء على الأراضي المصرية

اعتبار أي اختراق إسرائيلي للحدود المصرية “إعلان حرب” سيُواجه برد شامل.
تحريك الفرق المدرعة إلى الحدود الشرقية، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي المصرية لحماية الأجواء المصرية بالكامل.

البيان الثالث: رفض مصر القاطع لمخطط تهجير سكان غزة

تقديم ملف رسمي إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، يطالب بإدانة أي عمليات تهجير قسري للفلسطينيين.
تحذير المجتمع الدولي من أن السماح بهذا التهجير سيؤدي إلى إشعال المنطقة بأكملها.

البيان الرابع: تعزيز التحالفات العسكرية مع روسيا والصين وتركيا

طلب دعم روسي عبر مقاتلات Su-35 وأنظمة S-400 للدفاع الجوي.
الحصول على دعم صيني في مجال الحرب الإلكترونية، لتعطيل البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية.
تعزيز العلاقات العسكرية مع تركيا لضمان وجود قوة إقليمية تدعم مصر في أي مواجهة مفتوحة.

البيان الخامس: إعلان “منطقة عسكرية مغلقة” في سيناء

تحويل سيناء إلى قاعدة عسكرية مغلقة، تمنع أي تحركات غير مصرية داخلها.
نشر بطاريات صواريخ دفاعية في عمق سيناء لمواجهة أي هجمات إسرائيلية محتملة.

البيان السادس: إعلان دعم مصر للمقاومة الفلسطينية عسكريًا

إذا تم استهداف أي جندي مصري، سيتم تزويد المقاومة الفلسطينية بأسلحة متطورة قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي.
تزويد الفصائل الفلسطينية بأنظمة تشويش إلكتروني لتعطيل العمليات الإسرائيلية في غزة.

ثانيًا: تفعيل اللوبي المصري ENABLE داخل الكونجرس الأمريكي

دور اللوبي المصري ENABLE في دعم مصر خلال المواجهة مع إسرائيل

في ظل التصعيد العسكري المحتمل بين مصر وإسرائيل، لن تقتصر المعركة على الميدان العسكري فحسب، بل ستشمل حربًا دبلوماسية وإعلامية داخل واشنطن، حيث تلعب اللوبيات السياسية دورًا رئيسيًا في التأثير على صناعة القرار الأمريكي.

يمثل اللوبي المصري ENABLE أحد الأدوات الاستراتيجية التي يمكن استخدامها كوسيط فعال داخل الكونجرس الأمريكي، لتغيير التوجهات السياسية تجاه الحرب، وكسب دعم سياسي ودبلوماسي لصالح مصر.

لكن، كيف يمكن لمصر الاستفادة القصوى من هذا اللوبي؟ وما الدور الذي يمكن أن يلعبه لمنع الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل؟

أولًا: لماذا قد يكون اللوبي المصري ENABLE مفتاحًا استراتيجيًا لمصر في واشنطن؟

  1. التأثير على قرارات الكونجرس الأمريكي لمنع دعم إضافي لإسرائيل
    • إسرائيل تعتمد بشكل رئيسي على دعم الكونجرس الأمريكي في تلقي المساعدات العسكرية الضخمة، والتي تمكنها من التفوق العسكري في المنطقة.
    • اللوبي المصري يمكنه العمل داخل الكونجرس لإبطاء أو عرقلة أي قرارات جديدة تدعم إسرائيل عسكريًا أثناء الحرب.
    • تعزيز التواصل مع أعضاء الكونجرس الذين يعارضون التورط الأمريكي في حروب جديدة، وإقناعهم بأن استمرار دعم إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي غير محسوب.
  2. تغيير الخطاب الإعلامي الأمريكي حول الحرب المصرية – الإسرائيلية
    • إسرائيل تستخدم نفوذها الإعلامي في الولايات المتحدة لكسب التعاطف والدعم العسكري، ولذلك فإن اللوبي المصري يمكنه مواجهة هذا التأثير عبر وسائل الإعلام الأمريكية.
    • الترويج للرواية المصرية في مراكز الفكر والأبحاث (Think Tanks) داخل واشنطن، لإقناع صناع القرار بأن إسرائيل هي من تُصعد التوتر، وليس مصر.
    • تنظيم حملات ضغط على وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى مثل CNN وFOX NEWS، لتسليط الضوء على السياسات الإسرائيلية العدوانية التي تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
  3. حماية مصر من العقوبات الاقتصادية الأمريكية المحتملة
    • في حال اندلاع الحرب، قد تحاول الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على مصر للضغط عليها لوقف أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل.
    • اللوبي المصري يمكنه العمل على تعطيل أي تشريعات تستهدف الاقتصاد المصري، عبر حشد دعم شركات أمريكية كبرى لها استثمارات في مصر.
    • إقناع بعض أعضاء الكونجرس بأن فرض عقوبات على مصر سيؤدي إلى تقوية النفوذ الروسي والصيني في القاهرة، مما قد يضر بالمصالح الأمريكية على المدى الطويل.

ثانيًا: ما الأدوات التي يمكن أن يستخدمها اللوبي المصري داخل واشنطن؟

  1. التأثير على المشرعين وأعضاء الكونجرس الأمريكي

توسيع قاعدة الدعم داخل الكونجرس، عبر بناء تحالفات مع المشرعين الأمريكيين الذين يعارضون السياسات الإسرائيلية العدوانية.
الضغط على أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لإجراء جلسات استماع حول انتهاكات إسرائيل للقوانين الدولية.
دعم مشاريع قرارات تحد من المساعدات الأمريكية العسكرية غير المشروطة لإسرائيل.

  1. إطلاق حملات ضغط شعبية داخل أمريكا

تنظيم حملات تبرعات لدعم المشرعين الأمريكيين الذين يتبنون مواقف متوازنة تجاه القضية المصرية.
إطلاق حملات إعلامية موجهة للمجتمع الأمريكي، تُظهر الجانب الحقيقي من الصراع وتكشف الوجه الحقيقي لسياسات إسرائيل العدوانية.
العمل مع الجاليات العربية والمسلمة في أمريكا لزيادة التأثير على صناع القرار من خلال الاحتجاجات والتواصل مع ممثلي الكونجرس.

  1. التعاون مع المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني الأمريكي

تقديم ملفات وثائقية حول الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وإبراز أن دعم واشنطن لإسرائيل يعزز هذه الجرائم.
الاستفادة من علاقات اللوبي المصري مع المنظمات الحقوقية الأمريكية لكشف الانتهاكات الإسرائيلية داخل الكونغرس والأمم المتحدة.
دعم مبادرات تدعو إلى وقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، استنادًا إلى انتهاكات حقوق الإنسان.

ثالثًا: التحديات التي قد يواجهها اللوبي المصري في واشنطن

  1. النفوذ القوي للوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة
    • اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة (AIPAC) تُعتبر من أقوى جماعات الضغط في واشنطن، وتمتلك نفوذًا سياسيًا هائلًا داخل الكونجرس.
    • أي تحرك للضغط ضد إسرائيل سيواجه مقاومة شديدة من AIPAC وجماعات الضغط الصهيونية الأخرى، مما يتطلب تحركات ذكية واستراتيجية من اللوبي المصري.
  2. الضغوط الأمريكية على مصر لعدم التصعيد العسكري
    • قد تستخدم الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لمصر كورقة ضغط لمنعها من اتخاذ موقف قوي ضد إسرائيل.
    • اللوبي المصري يجب أن يعمل على تقليل تأثير هذه الضغوط، عبر بناء تحالفات مع جهات أمريكية أخرى لها مصالح في استقرار العلاقات مع مصر.
  3. التغطية الإعلامية المتحيزة في الولايات المتحدة
    • الإعلام الأمريكي يميل عادة إلى دعم إسرائيل، مما يجعل من الصعب نقل الرواية المصرية إلى الرأي العام الأمريكي.
    • يجب على اللوبي المصري استغلال كل الوسائل الإعلامية الممكنة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والمنظمات الحقوقية، للوصول إلى الجمهور الأمريكي والتأثير في رأيه.

رابعًا: السيناريوهات المحتملة لدور اللوبي المصري في حالة اندلاع الحرب

✔ إذا نجح اللوبي المصري في تعطيل تمرير قرارات دعم إسرائيل في الكونجرس، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف الموقف الإسرائيلي عسكريًا وسياسيًا.
✔ في حال استخدام اللوبي المصري وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بفعالية، قد يؤدي ذلك إلى خلق موجة ضغط داخل المجتمع الأمريكي ضد السياسات الإسرائيلية.
✔ إذا استطاع اللوبي المصري تشكيل تحالفات مع لوبيات أخرى، مثل اللوبي العربي والإسلامي في واشنطن، فقد يصبح قوة فاعلة قادرة على مواجهة النفوذ الإسرائيلي.

الخلاصة: هل يمكن للّوبي المصري أن يكون لاعبًا رئيسيًا في المواجهة؟

✔ اللوبي المصري يمكنه لعب دور محوري في التأثير على الكونجرس الأمريكي لمنع أي دعم إضافي لإسرائيل.
✔ باستخدام استراتيجيات الضغط السياسي والإعلامي، يمكن لمصر أن تقلل من تأثير اللوبي الصهيوني داخل واشنطن.
✔ اللوبي المصري قد يكون عاملًا حاسمًا في حماية مصر من أي عقوبات اقتصادية أمريكية محتملة إذا اندلعت الحرب.

إذا تحرك اللوبي المصري بذكاء واستراتيجية، فقد يتمكن من قلب الطاولة على إسرائيل داخل واشنطن، ومنعها من الحصول على دعم غير مشروط في أي مواجهة عسكرية مع مصر.

ثالثًا: طلب دعم الدول العربية ماليًا وعسكريًا

موقف الدول العربية من الحرب المصرية – الإسرائيلية: دعم مشروط أم تحالف استراتيجي؟

في حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل، سيكون للدول العربية دورٌ حاسم في تحديد مسار الصراع، سواء من خلال الدعم المالي، العسكري، أو الدبلوماسي. تمتلك الدول العربية إمكانيات هائلة لدعم مصر، لكنها في الوقت نفسه تواجه قيودًا استراتيجية وسياسية تجعل مواقفها متباينة. فما هي احتمالات دعم الدول العربية لمصر؟ وما العوامل التي قد تؤثر على قرارها بالتدخل أو الحياد؟

أولًا: لماذا قد تدعم الدول العربية الجيش المصري؟

  1. الحفاظ على الأمن القومي العربي ومنع التوسع الإسرائيلي
    • أي توسع إسرائيلي جديد على حساب مصر أو الأراضي العربية الأخرى سيكون تهديدًا مباشرًا للدول العربية، خاصة الخليجية منها.
    • الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات، تدرك أن توسع إسرائيل في المنطقة سيجعلها القوة المهيمنة، مما سيضعف الدور العربي في الشرق الأوسط.
    • إذا سيطرت إسرائيل على سيناء أو توسعت في الأردن، فقد يؤدي ذلك إلى تهديد مباشر للأنظمة الحاكمة في دول الخليج، مما سيدفعهم لدعم مصر لضمان توازن القوى في المنطقة.
  2. منع تحول مصر إلى دولة فاشلة بسبب الضغوط الاقتصادية
    • الحرب بين مصر وإسرائيل قد تستنزف الاقتصاد المصري، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، وهذا سيناريو لن تقبل به الدول العربية، خاصة الخليجية، التي تعتمد على استقرار مصر في حفظ التوازن الإقليمي.
    • دعم مصر ماليًا واقتصاديًا قد يكون أحد أدوات الدول الخليجية لمنع انهيار الاقتصاد المصري، وبالتالي تجنب خلق فراغ سياسي تستغله قوى أجنبية أو متطرفة.
  3. تعزيز النفوذ العربي ضد التحالف الإسرائيلي – الأمريكي
    • السعودية، قطر، والإمارات ترغب في لعب دور محوري في السياسة الدولية، ودعم مصر في مواجهة إسرائيل قد يكون فرصة لتعزيز مكانتها كقوى إقليمية مستقلة عن الولايات المتحدة.
    • إذا نجحت مصر في فرض معادلة ردع ضد إسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة توازن القوى في الشرق الأوسط لصالح الدول العربية.

ثانيًا: ما نوع الدعم الذي قد تقدمه الدول العربية لمصر؟

  1. الدعم المالي والاقتصادي

✔ قطر والسعودية قد تقدمان دعمًا ماليًا ضخمًا لمصر، يشمل تمويل عمليات التسليح، وتأمين احتياجات مصر اللوجستية أثناء الحرب.
✔ الإمارات والكويت قد تساعدان في تأمين إمدادات الطاقة لمصر، خاصة إذا حاولت إسرائيل فرض حصار اقتصادي عليها.
✔ مصر قد تطلب دعمًا اقتصاديًا مباشرًا لضمان استمرار تشغيل صناعتها الحربية والاقتصاد المدني أثناء الحرب.

  1. الدعم العسكري المباشر وغير المباشر

✔ قطر قد تمول شراء الأسلحة لمصر من دول مثل تركيا، روسيا، والصين.
✔ السعودية قد تقدم دعمًا عسكريًا غير مباشر من خلال تزويد مصر بالذخائر، والمعدات الدفاعية، أو فتح قواعدها الجوية للطائرات المصرية.
✔ الإمارات قد تساهم في تمويل تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية المصرية لمواجهة القدرات السيبرانية الإسرائيلية.

  1. الدعم الدبلوماسي والسياسي

✔ الضغط داخل الجامعة العربية والأمم المتحدة لوقف أي تصعيد إسرائيلي ضد مصر.
✔ تشكيل تحالف عربي يمنع إسرائيل من كسب أي دعم دبلوماسي دولي ضد مصر.
✔ تجميد اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل كإجراء ردعي ضد تل أبيب.

ثالثًا: العوامل التي قد تمنع الدول العربية من دعم مصر عسكريًا

  1. الضغوط الأمريكية
    • الولايات المتحدة قد تمارس ضغوطًا قوية على الدول الخليجية لمنع أي دعم عسكري لمصر، خاصة أن أمريكا ترى في إسرائيل حليفًا استراتيجيًا.
    • السعودية والإمارات قد تتعرضان لضغوط أمريكية بعدم تزويد مصر بأي دعم عسكري، أو قد تواجهان تهديدات بعقوبات اقتصادية إذا دعمتا مصر ضد إسرائيل.
  2. التأثير الإسرائيلي في الخليج
    • إسرائيل لديها علاقات تجارية قوية مع بعض الدول العربية، مثل الإمارات والبحرين، وقد تستخدم هذه العلاقات للضغط على تلك الدول لعدم دعم مصر.
    • بعض دول الخليج، مثل الإمارات، قد تفضل الحفاظ على علاقتها مع إسرائيل وعدم المخاطرة بها من خلال تقديم دعم عسكري لمصر.
  3. المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة
    • إذا تحولت الحرب بين مصر وإسرائيل إلى نزاع إقليمي يشمل إيران وحزب الله، فقد تجد الدول العربية نفسها أمام صراع معقد قد لا ترغب في التورط فيه.
    • السعودية قد تتردد في تقديم دعم عسكري مباشر لمصر إذا لم تحصل على ضمانات بعدم تحول الحرب إلى مواجهة شاملة تشمل مناطقها الشمالية.

رابعًا: السيناريوهات المحتملة للدعم العربي لمصر

✔ الدول العربية قد تقدم دعمًا ماليًا واسعًا لمصر، ولكنها قد تتجنب التدخل العسكري المباشر.
✔ إذا تصاعدت الحرب، فقد تتجه بعض الدول العربية إلى تقديم مساعدات عسكرية سرية لمصر دون إعلان رسمي.
✔ في حال تحولت الحرب إلى نزاع إقليمي، فقد تجد الدول العربية نفسها مضطرة للانحياز إلى مصر لدعم موقفها ضد التوسع الإسرائيلي.
✔ قد تستخدم مصر الدعم العربي كورقة ضغط دبلوماسية ضد إسرائيل، لإجبارها على التراجع دون الحاجة إلى تصعيد عسكري شامل.

الخلاصة: كيف سيتعامل العالم العربي مع الحرب المصرية – الإسرائيلية؟

✔ قطر والسعودية والإمارات قد تقدم دعمًا ماليًا ولوجستيًا لمصر، ولكن دون تدخل عسكري مباشر.
✔ الدعم العسكري قد يكون محدودًا بسبب الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، ولكنه قد يشمل التمويل والمعدات الدفاعية.
✔ الدول العربية قد تستخدم نفوذها الدبلوماسي في الأمم المتحدة والجامعة العربية للضغط على إسرائيل ومنع التصعيد.
✔ إذا لعبت مصر أوراقها بذكاء، فقد تحصل على دعم غير مباشر من الدول العربية يعزز موقفها الاستراتيجي في الحرب.

🚀 إذا استطاعت مصر تأمين دعم عربي مالي وعسكري قوي، فقد يكون ذلك عاملاً حاسمًا في إجبار إسرائيل على التراجع ومنع تنفيذ مخططاتها التوسعية.

رابعًا: التعاون العسكري مع تركيا

موقف تركيا والصين المحتمل من الحرب المصرية – الإسرائيلية: دعم مشروط أم تحالف استراتيجي؟

في ظل التصعيد العسكري المحتمل بين مصر وإسرائيل، تبقى كل من تركيا والصين لاعبين رئيسيين في المعادلة الجيوسياسية للمنطقة، حيث تمتلكان علاقات متشابكة مع كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة. فكيف سيكون موقف أنقرة وبكين؟ وما مدى احتمالية دعمهما لمصر عسكريًا؟

أولًا: موقف تركيا المحتمل من الحرب المصرية – الإسرائيلية

لماذا قد تدعم تركيا الجيش المصري؟

  1. منع الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة
    • تركيا تسعى إلى توازن القوى في الشرق الأوسط، ولن تقبل بتوسع نفوذ إسرائيل على حساب دولة عربية محورية مثل مصر.
    • إذا نجحت إسرائيل في تنفيذ مخطط “إسرائيل الكبرى”، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض دور تركيا كقوة إقليمية، خاصة إذا وصلت التوسعات إلى الحدود الشمالية للسعودية.
  2. تعزيز العلاقات مع مصر لمواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي
    • شهدت العلاقات المصرية – التركية تحسنًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وهناك دوافع استراتيجية تدفع أنقرة لدعم القاهرة في أي صراع مع إسرائيل.
    • تركيا تدرك أن التحالف مع مصر سيخلق محورًا إسلاميًا قويًا في مواجهة التحالف الإسرائيلي – الأمريكي – الأوروبي.
  3. تقليل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط
    • تركيا تسعى إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في الأمن الإقليمي، وقد يكون دعم مصر جزءًا من استراتيجيتها لكسر الاحتكار الأمريكي للقرارات العسكرية في الشرق الأوسط.
    • أي مواجهة مباشرة بين مصر وإسرائيل قد تضع واشنطن في موقف محرج، خاصة إذا وجدت نفسها مجبرة على التدخل العسكري لدعم إسرائيل ضد مصر.

ما نوع الدعم العسكري الذي قد تقدمه تركيا لمصر؟

  1. الطائرات المسيرة المتطورة
    • تركيا تمتلك واحدة من أقوى صناعات الطائرات المسيرة في العالم، مثل بيرقدار TB2 وأكينجي، والتي أثبتت فاعليتها في النزاعات الأخيرة في ليبيا وسوريا وأذربيجان.
    • تزويد مصر بهذه الطائرات قد يمنح الجيش المصري تفوقًا في الهجمات بعيدة المدى ضد المنشآت العسكرية الإسرائيلية.
  2. أنظمة الدفاع الجوي والرادارات المتقدمة
    • تركيا يمكن أن تقدم لمصر أنظمة رادار متطورة قادرة على كشف التحركات الجوية الإسرائيلية، وتعزيز قدرة مصر على صد أي هجمات جوية إسرائيلية.
    • نقل تكنولوجيا الحرب الإلكترونية التركية قد يساعد مصر في تعطيل أنظمة الاتصالات الإسرائيلية، مما يؤدي إلى شل عملياتها العسكرية في ساحة المعركة.
  3. الدعم اللوجستي وتبادل المعلومات الاستخباراتية
    • تركيا تمتلك شبكة استخبارات قوية داخل إسرائيل بسبب علاقاتها التجارية والأمنية القديمة مع تل أبيب، ويمكنها تزويد مصر بمعلومات استخباراتية دقيقة حول التحركات الإسرائيلية.
    • فتح المجال الجوي التركي للطائرات المصرية لنقل المعدات العسكرية أو القوات، مما قد يسرع من قدرة مصر على حشد قواتها في المناطق الاستراتيجية.
  4. التعاون البحري في البحر المتوسط
    • تركيا يمكن أن تساعد مصر في تأمين الممرات البحرية ضد أي حصار بحري إسرائيلي.
    • إرسال قطع بحرية تركية لدعم الأسطول المصري في شرق المتوسط قد يعزز قدرة مصر على حماية سواحلها ضد أي اعتداء إسرائيلي محتمل.

ما الذي قد يمنع تركيا من دعم مصر عسكريًا؟

  1. العلاقات التجارية مع إسرائيل
    • تركيا لديها علاقات تجارية كبيرة مع إسرائيل، وخاصة في قطاع التكنولوجيا والدفاع، مما قد يدفعها إلى تجنب تقديم دعم عسكري مباشر لمصر.
    • أي دعم تركي صريح لمصر قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أمريكية أو إسرائيلية على تركيا، وهو ما قد تتجنبه أنقرة في ظل وضعها الاقتصادي الحالي.
  2. الضغوط الأمريكية
    • واشنطن قد تضغط على تركيا لمنع أي تعاون عسكري مع مصر، خاصة إذا تدخلت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل بشكل مباشر.
    • تركيا لا تزال تعتمد على بعض الأنظمة الدفاعية الغربية، مما قد يحد من حريتها في اتخاذ قرارات تتعارض مع السياسات الأمريكية.
  3. المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة
    • إذا تحولت الحرب بين مصر وإسرائيل إلى نزاع إقليمي، فقد تجد تركيا نفسها مضطرة إلى مواجهة أطراف أخرى مثل اليونان أو الولايات المتحدة، مما قد يعيق قدرتها على دعم مصر عسكريًا.
    • تركيا لن ترغب في التصعيد المباشر ضد إسرائيل إذا لم يكن هناك تهديد مباشر لمصالحها الوطنية.

خامسًا: كسب الدعم الأوروبي عبر ورقة اللاجئين والتجارة

موقف أوروبا وروسيا المحتمل من الحرب المصرية – الإسرائيلية: دعم مشروط أم تحالف استراتيجي؟

في ظل تصاعد الأزمة بين مصر وإسرائيل، تلعب أوروبا وروسيا دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الحرب، حيث تمتلك كل منهما مصالح سياسية واقتصادية تجعل موقفهما متشابكًا بين دعم مصر أو البقاء على الحياد. فكيف سيكون موقف الاتحاد الأوروبي وموسكو؟ وما مدى احتمالية تقديم الدعم لمصر عسكريًا واقتصاديًا؟

أولًا: موقف أوروبا المحتمل من الحرب المصرية – الإسرائيلية

لماذا قد تدعم أوروبا مصر؟

  1. تجنب تدفق اللاجئين من غزة إلى أوروبا
    • اندلاع حرب واسعة النطاق قد يؤدي إلى تهجير آلاف الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية نحو أوروبا، عبر البحر الأبيض المتوسط.
    • الدول الأوروبية، خاصة إيطاليا، اليونان، فرنسا، وألمانيا، تعاني بالفعل من ضغوط الهجرة غير الشرعية، ولن ترغب في تحمل موجة نزوح جديدة.
    • مصر تلعب دورًا كحاجز استراتيجي يمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ولذلك قد تسعى أوروبا إلى دعم استقرار مصر عسكريًا واقتصاديًا لمنع أي فوضى على حدودها.
  2. مصر كدولة مضيفة للاجئين بدلاً من أوروبا
    • في حال حدوث نزوح جماعي من غزة، قد يتم توجيه اللاجئين إلى شمال سيناء بدلاً من أوروبا.
    • أوروبا قد تمول مصر لمنع وصول هؤلاء اللاجئين إلى شواطئها، كما فعلت سابقًا مع تركيا عندما مولت أنقرة لمنع تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا.
    • مصر قد تستخدم ورقة اللاجئين الفلسطينيين كوسيلة ضغط دبلوماسية للحصول على مساعدات عسكرية واقتصادية مقابل ضبط حركة اللاجئين.
  3. موقف أوروبا من استمرار الحرب وتأثيرها على استقرار المنطقة
    • الحرب المستمرة في غزة تؤثر على استقرار الشرق الأوسط، مما ينعكس على أسواق الطاقة والتجارة العالمية.
    • أي حرب مباشرة بين مصر وإسرائيل قد تعطل الملاحة في قناة السويس، وهو أمر سيؤثر سلبًا على التجارة الأوروبية.
    • لهذا، قد تسعى بعض الدول الأوروبية إلى تقوية مصر عسكريًا لإجبار إسرائيل على التراجع وعدم التصعيد.
  4. التحالفات الأوروبية – المصرية
    • فرنسا هي أحد أكبر مزودي مصر بالأسلحة، وقد تستغل أي مواجهة لدعم مصر وتقوية نفوذها الإقليمي.
    • ألمانيا لديها تعاون أمني مع مصر لمنع الهجرة غير الشرعية، مما قد يدفعها لدعم القاهرة لضمان استقرارها.
    • إيطاليا أيضًا لديها علاقات اقتصادية قوية مع مصر في قطاعي الطاقة والغاز، ولن ترغب في زعزعة استقرار البلاد.

ما نوع الدعم الأوروبي المحتمل لمصر؟

✔ دعم مالي ولوجستي لمصر مقابل احتواء اللاجئين وعدم السماح لهم بالهجرة إلى أوروبا.
✔ إمدادات عسكرية غير مباشرة، مثل الذخائر أو قطع الغيار للمعدات العسكرية المصرية.
✔ ضغط سياسي على إسرائيل لمنع التصعيد وإيقاف أي تهجير قسري للفلسطينيين.
✔ تجميد بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في حال ثبت أنها تمارس سياسات تؤدي إلى تهجير السكان.

عوامل قد تمنع أوروبا من دعم مصر عسكريًا

  1. الضغط الأمريكي
    • الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، وقد تمارس ضغوطًا على الدول الأوروبية لعدم تقديم أي دعم عسكري مباشر لمصر.
  2. التأثير الإسرائيلي في أوروبا
    • بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا، لديها التزام تاريخي بدعم إسرائيل بسبب المحرقة النازية، مما يجعلها أقل ميلاً لدعم مصر عسكريًا ضد إسرائيل.
  3. الخوف من تصعيد كبير
    • أوروبا تخشى أن تتحول أي مواجهة مصرية-إسرائيلية إلى حرب إقليمية واسعة النطاق تشمل إيران وحزب الله، مما قد يؤدي إلى كارثة أكبر.

✔ نعم، أوروبا قد تدعم مصر بشكل غير مباشر إذا كانت الحرب تؤدي إلى موجات هجرة ضخمة تهدد استقرارها الداخلي.
✔ الدعم سيكون اقتصاديًا ولوجستيًا أكثر من كونه عسكريًا مباشراً.
✔ أوروبا قد تستخدم نفوذها الدبلوماسي للضغط على إسرائيل لمنع أي تهجير قسري للفلسطينيين، مما قد يخفف من احتمالات تصعيد الحرب.

سادسا: موقف روسيا المحتمل من الحرب المصرية – الإسرائيلية

هل يمكن أن تدعم روسيا الجيش المصري ردًا على دعم أمريكا لإسرائيل؟

في ظل الدعم الأمريكي المكثف لأوكرانيا ودعمها المتواصل لإسرائيل، قد تسعى روسيا إلى الرد على واشنطن من خلال تعزيز علاقاتها مع خصوم إسرائيل أو حلفاء محتملين، مثل الجيش المصري.

لماذا قد تدعم روسيا مصر عسكريًا؟

  1. ردًا على دعم أمريكا لأوكرانيا وإسرائيل
    • الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بالأسلحة المتطورة وتدعمها في مواجهة روسيا، مما يجعل موسكو تبحث عن طرق للضغط على واشنطن.
    • دعم مصر عسكريًا قد يكون خطوة انتقامية غير مباشرة ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
  2. تعزيز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط
    • روسيا تريد زيادة نفوذها الإقليمي عبر تعزيز علاقتها مع القاهرة، والتي تعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة.
    • وجود مصر كحليف عسكري قوي لروسيا سيجعل موسكو لاعبًا رئيسيًا في الصراع العربي-الإسرائيلي.
  3. استفادة روسيا من قناة السويس والموانئ المصرية
    • إذا زادت التوترات مع الغرب، روسيا قد تحتاج إلى تحالفات قوية في البحر المتوسط.
    • مصر تسيطر على قناة السويس، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، وروسيا قد تستفيد من علاقات قوية مع مصر لتسهيل مرور سفنها العسكرية والتجارية.

ما نوع الدعم العسكري الذي قد تقدمه روسيا لمصر؟

✔ أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل S-400 لتعزيز قدرات مصر الدفاعية.
✔ مقاتلات روسية متطورة مثل Su-35 لتعويض الضغوط الأمريكية على مصر.
✔ تعاون استخباراتي وأمني لتقديم معلومات حول التحركات الإسرائيلية.
✔ تعزيز التعاون في مجال الحرب الإلكترونية لتعطيل الأنظمة الإسرائيلية.
✔ إبرام اتفاقيات عسكرية جديدة تضمن استمرار تدفق الأسلحة الروسية إلى مصر رغم الضغوط الغربية.

ما الذي قد يمنع روسيا من دعم مصر؟

✔ مصر لديها علاقات عسكرية قوية مع الولايات المتحدة وأوروبا، وقد لا ترغب في المخاطرة بفقدان الدعم الغربي.
✔ روسيا تواجه ضغوطًا اقتصادية بسبب الحرب في أوكرانيا، مما قد يجعلها غير قادرة على تقديم دعم عسكري كبير دون مقابل اقتصادي قوي.
✔ إسرائيل تمتلك علاقات دبلوماسية مع روسيا، وقد تحاول الضغط على موسكو لعدم دعم مصر ضدها.

الخلاصة: كيف سيتعامل الحلفاء مع الحرب المصرية – الإسرائيلية؟

✔ أوروبا قد تدعم مصر بشكل غير مباشر عبر المساعدات الاقتصادية، ولكنها لن تتدخل عسكريًا بسبب الضغوط الأمريكية.
✔ روسيا قد تقدم دعمًا عسكريًا لمصر، ولكن بحذر شديد حتى لا تتأثر علاقتها مع إسرائيل وأمريكا.
✔ مصر قد تستغل هذا التوازن بين القوى العالمية لتعزيز موقفها العسكري والاقتصادي، وجعل إسرائيل تواجه مأزقًا استراتيجيًا غير مسبوق.

سابعا: الاستفادة من الدعم الصيني في التكنولوجيا والدفاع الجوي

ثانيًا: موقف الصين المحتمل من الحرب المصرية – الإسرائيلية

لماذا قد تدعم الصين الجيش المصري؟

  1. تعزيز النفوذ الصيني في الشرق الأوسط
    • الصين تسعى إلى توسيع نفوذها عالميًا، وخاصة في الشرق الأوسط، كجزء من مبادرة الحزام والطريق.
    • مصر تعتبر مركزًا استراتيجيًا لهذه المبادرة بسبب موقعها الجغرافي وقناة السويس، مما يجعلها شريكًا مهمًا لبكين.
    • أي تحالف عسكري مع مصر سيعزز النفوذ الصيني ويحد من الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
  2. الرد على التحالفات العسكرية الأمريكية في آسيا
    • الولايات المتحدة تدعم تايوان، اليابان، وكوريا الجنوبية عسكريًا، مما يضغط على الصين.
    • دعم الصين للجيش المصري قد يكون بمثابة رد غير مباشر على هذه السياسات.
  3. استغلال العلاقات المصرية-الأمريكية المتوترة
    • أمريكا تتحكم في صفقات الأسلحة لمصر، وسبق أن جمدت مساعدات عسكرية بسبب مخاوف حقوق الإنسان.
    • إذا استمرت الضغوط الأمريكية، قد تلجأ مصر إلى الصين كبديل عسكري واقتصادي.

ما نوع الدعم العسكري الذي قد تقدمه الصين لمصر؟

  1. الطائرات المقاتلة والمسيرات
    • الصين تمتلك مقاتلات متقدمة مثل J-10C، والتي قد تكون بديلًا أرخص للمقاتلات الغربية.
    • الطائرات المسيرة الصينية مثل Wing Loong II وCH-4 تعتبر منافسًا قويًا للطائرات المسيرة الأمريكية والتركية.
  2. أنظمة الدفاع الجوي
    • الصين قد تزود مصر بأنظمة HQ-9 المضادة للطائرات، المشابهة لـ S-300 الروسية.
    • هذه الأنظمة قد تكون بديلاً عن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية التي قد يتم فرض قيود على تصديرها لمصر.
  3. التكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي
    • الصين متقدمة في تقنيات المراقبة العسكرية، والتشويش الإلكتروني، والذكاء الاصطناعي، وقد توفر لمصر معدات حديثة لمكافحة الإرهاب والتجسس.
  4. التعاون في التصنيع العسكري
    • الصين قد تساعد مصر في إنتاج أسلحة متطورة محليًا، مثل المسيرات، والذخائر الذكية، وأنظمة الحرب الإلكترونية.

🔹 العقبات المحتملة:
✔ الصين لن ترغب في تعريض علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل للخطر، مما قد يجعل دعمها لمصر محدودًا في البداية.
✔ بكين قد تتجنب تقديم أسلحة هجومية لمصر حتى لا تستفز الولايات المتحدة.

🔹 العقبات المحتملة:
✔ الضغوط الأمريكية على مصر لمنعها من التعاون مع روسيا في مجال الدفاع.
✔ إسرائيل تمتلك علاقات دبلوماسية مع روسيا، وقد تحاول الضغط على موسكو للحد من دعمها لمصر.

الخلاصة النهائية: مصر تعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط

إن المواجهة العسكرية بين مصر وإسرائيل ليست مجرد حرب على غزة أو على الحدود، بل هي معركة وجودية تهدف إلى كسر الهيمنة الإسرائيلية وإعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط. لقد أثبتت مصر عبر تاريخها أنها ليست دولة يمكن كسرها بالضغوط، بل إنها قوة عظمى في المنطقة قادرة على فرض إرادتها متى امتلكت الإرادة السياسية والعسكرية الكافية.

النتيجة المحتملة لهذا السيناريو

✔ إسرائيل ستجد نفسها في موقف ضعيف جدًا دوليًا، حيث ستُتهم بالتخطيط لتطهير عرقي في غزة، مما قد يؤدي إلى عقوبات دولية وضغوط سياسية غير مسبوقة.
✔ مصر ستكسب دعمًا عربيًا وأوروبيًا، وربما حتى دعمًا غير مباشر من روسيا والصين، مما سيمنحها قوة تفاوضية غير مسبوقة.
✔ إذا حصل اشتباك عسكري، فإن الجيش المصري قد ينجح في إجبار إسرائيل على تغيير استراتيجيتها في غزة، وربما حتى إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة.
✔ قد يتم فرض اتفاق دولي يُلزم إسرائيل بإعادة إعمار غزة، ومنع أي تهجير قسري، وهو ما سيعد انتصارًا استراتيجيًا لمصر وللقضية الفلسطينية.

لكن هناك مخاطر كبيرة يجب أخذها في الاعتبار:
• أمريكا قد تفرض عقوبات اقتصادية قاسية على مصر إذا رأت أن الجيش المصري يُشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.

  • إسرائيل قد تلجأ إلى تنفيذ عمليات استباقية تستهدف القيادات العسكرية المصرية، أو حتى تحاول زعزعة الاستقرار الداخلي من خلال حرب استخباراتية قذرة.
  • قد يحدث ضغط داخلي داخل مصر من بعض القوى الرافضة للحرب المفتوحة، وهو ما قد يستغله الغرب لمحاولة تقويض القيادة العسكرية المصرية.

الخلاصة: هل هذا السيناريو ممكن؟

نعم، ولكنه يتطلب ذكاءً استراتيجيًا وتنسيقًا دقيقًا مع الحلفاء الدوليين لمنع أي تصعيد غير محسوب.
إذا لعبت مصر أوراقها بذكاء، فقد تتمكن من فرض شروطها على إسرائيل دون الدخول في حرب شاملة، مما سيشكل انتصارًا سياسياً وعسكرياً غير مسبوق.
نجاح هذا السيناريو يعتمد على وحدة الجبهة الداخلية المصرية، واستغلال نقاط الضعف الإسرائيلية، ودعم الحلفاء الإقليميين والدوليين لمصر.

المكاسب الاستراتيجية المتوقعة لمصر

إعادة رسم العلاقة مع الولايات المتحدة

مصر ستفرض معادلة جديدة في العلاقات المصرية – الأمريكية، حيث لن تعامل واشنطن القاهرة كدولة تابعة، بل كقوة إقليمية تفرض شروطها.
تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة عبر تقوية العلاقات مع الصين وروسيا، مما سيدفع واشنطن إلى إعادة حساباتها فيما يتعلق بدعمها المطلق لإسرائيل.

تطوير الصناعات العسكرية المصرية

تقليل الاعتماد على التسليح الأمريكي، عبر تعزيز التعاون مع روسيا والصين وتركيا، لتصبح مصر أكثر استقلالية في قراراتها العسكرية.
إطلاق برنامج وطني لتصنيع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة محليًا، مما سيحول الجيش المصري إلى قوة مكتفية ذاتيًا من الناحية التسليحية.

تعزيز التحالفات الدولية لصالح مصر

تعزيز التحالف مع أوروبا من خلال تقديم مصر نفسها كحاجز استراتيجي يمنع تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى أوروبا، مما قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى دعمها دبلوماسيًا وعسكريًا.
تعميق التعاون مع الصين وروسيا في المجالات الدفاعية والاقتصادية، مما سيمنح مصر تفوقًا تكنولوجيًا واستراتيجيًا على إسرائيل.
تحويل تركيا إلى حليف إقليمي استراتيجي، مما سيحد من قدرة إسرائيل على التصعيد ضد مصر.

تعزيز الديمقراطية كقوة داخلية لمصر

استخدام الأزمة لحشد الشعب المصري نحو تحول ديمقراطي حقيقي، يضمن استقرار مصر على المدى البعيد، ويعزز مناعتها ضد أي محاولات غربية لزعزعة استقرارها الداخلي.
تأسيس نظام عسكري-مدني متكامل، حيث يكون الجيش ضامنًا للأمن القومي، بينما يتم نقل السلطة تدريجيًا إلى حكومة وطنية قوية قادرة على حماية المصالح الاستراتيجية للبلاد.

الاستنتاج النهائي: مصر على أعتاب مرحلة جديدة من القيادة والزعامة الإقليمية

إن مصر اليوم ليست كما كانت في الماضي، فبامتلاكها لأحد أقوى الجيوش في المنطقة، وتحالفاتها الدولية المتنامية، ووعيها العميق بالمخططات الإسرائيلية والأمريكية، باتت القاهرة قادرة على تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.

إذا تحركت مصر بحكمة، فإنها لن تحمي فقط أمنها القومي، بل ستعيد تشكيل ميزان القوى الإقليمي لصالح العرب، وستجعل من نفسها قوة يحسب لها ألف حساب.

إذا لعبت مصر أوراقها بذكاء، فإنها لن تحمي غزة فقط، بل ستعيد رسم خريطة القوة في الشرق الأوسط بالكامل، وستنتقل من موقع الدفاع إلى موقع القيادة والزعامة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى