ترامب يفرض رسومًا جمركية على الصلب والألمنيوم ويثير مخاوف الأسواق العالمية والمصرية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ خطوة جديدة في الحرب التجارية التي بدأها منذ بداية ولايته، حيث وقع أوامر تنفيذية لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم.
تهدف هذه الرسوم إلى حماية الصناعات المحلية داخل الولايات المتحدة وستطبق بدءًا من 12 مارس دون أي استثناءات أو إعفاءات لأي دولة. أكد ترامب خلال توقيعه الأوامر أن هذه الرسوم تفرض بوضوح وبدون لبس على جميع الدول بلا استثناء.
تثير هذه الرسوم الجمركية مخاوف وقلقًا كبيرًا بين مصدري الصلب في العديد من الدول، ومن بينها مصر التي تعد من الدول التي تعتمد على السوق الأميركية لتصدير الصلب.
تعتبر الولايات المتحدة سادس أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية من الصلب، مما يجعل تأثير هذه القرارات على المصدرين المصريين كبيرًا.
يشير تقرير حديث صادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر إلى أن صادرات الصلب المصرية للسوق الأميركية شهدت تراجعًا بنسبة 45% خلال عام 2024، حيث بلغت قيمتها 126.6 مليون دولار مقارنةً بـ230.8 مليون دولار في عام 2023.
عانت صادرات مصر من الحديد والصلب بشكل عام في العامين الأخيرين، إذ بلغت قيمتها 2.25 مليار دولار في عام 2024، مقارنةً بـ2.35 مليار دولار في 2023، بتراجع قدره 4%.
تتوقع السوق المصرية استمرار هذا التراجع مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيز التنفيذ، مما سيزيد من الضغط على المصدرين المصريين للبحث عن أسواق بديلة.
كشف سمير نعمان، وكيل المجلس التصدير لمواد البناء والصناعات المعدنية في مصر، أن ارتفاع تكلفة الشحن البحري لعب دورًا كبيرًا في تحجيم صادرات الصلب للسوق الأميركية خلال عام 2024.
كما أكد أن فرض رسوم جمركية إضافية على الصلب سيجعل من الصعب على المصدرين المصريين الاستمرار في التعامل مع السوق الأميركية. وأضاف أن فرض حتى 10% فقط من الرسوم كفيل بإجبار المصدرين على الخروج من هذا السوق تمامًا.
توقع محمد حنفي، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، أن تتأثر صادرات الصلب المصرية بشكل ملحوظ بالرسوم الجمركية الجديدة.
ومع ذلك، أشار إلى أن حدة التأثير قد تتفاوت بناءً على سرعة التحرك في البحث عن أسواق بديلة. يعتقد حنفي أن المصدرين المصريين بحاجة ماسة إلى استراتيجيات جديدة لتجاوز الأزمات الحالية وتجنب التراجع الكبير في الصادرات.
تؤكد هذه التطورات أن مصر، كغيرها من الدول التي تصدر الصلب إلى الولايات المتحدة، تقف أمام تحديات كبيرة في ظل هذه الحرب التجارية الجديدة.