مصر تهدد بتحرك عسكري وترفض خطة ترامب لترحيل الفلسطينيين إلى سيناء
![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/مصر-تهدد-بتحرك-عسكري-وترفض-خطة-ترامب-لترحيل-الفلسطينيين-إلى-سيناء.jpg)
حذر الكاتب ديفيد إغناتيوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست من خطة ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا إياها خطوة متهورة تشبه تصرفات “مطور عقارات في متجر صيني”، ما يعكس الطابع العشوائي الذي قد يتسبب في فوضى سياسية وأمنية.
استنفرت مصر منذ مايو الماضي لتعزيز وجودها العسكري في سيناء، حيث كشفت مصادر استخباراتية مقربة أن مصر لن تتهاون مع أي نزوح قسري للفلسطينيين إلى أراضيها وسترد على هذه الخطط بتحركات عسكرية، مما يؤكد جدية القاهرة في حماية أمنها القومي. هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد الحديث عن خطة ترحيل قسرية قد تمس أمن واستقرار المنطقة برمتها.
واجه ترامب رفضًا عربيًا واسعًا بعدما طرح فكرة نقل الفلسطينيين خلال اجتماع مع زعيم خليجي في سبتمبر الماضي، وفق ما نقله إغناتيوس عن مصدر عربي مطلع.
وفي حين حاول الأردن، بدوره، الحصول على توضيحات حول الاقتراح، لم تتمكن وزارة الخارجية الأمريكية ولا مجلس الأمن القومي من تقديم أي معلومات واضحة، مما يعكس حالة من التخبط داخل الإدارة الأمريكية نفسها، وعدم التنسيق حتى مع حلفائها في المنطقة.
اتخذت السعودية والإمارات خطوات فورية لإدانة الخطة، إذ سارعتا إلى إصدار بيانات رسمية تعلن الرفض القاطع لهذا المقترح، مما أظهر مدى الاضطراب الذي أحدثته في العواصم الخليجية.
هذا الرفض الخليجي العلني يشير إلى الخوف من تداعيات هذه الخطة التي قد تثير توترات أمنية في المنطقة. بالتوازي مع هذا، أظهرت المعلومات أن زعماء مصر والأردن يخططون للقاء ترامب في واشنطن خلال الأسبوع المقبل للتعبير عن قلقهم من المقترحات الأمريكية التي وصفها البعض بالخطيرة.
من جانب آخر، أشار إغناتيوس إلى أن مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الخارج لم يحصلوا على أي تحذير مسبق بشأن هذه الخطة،
مما يعكس ارتباكًا كبيرًا داخل الإدارة الأمريكية، التي تبدو غير متوافقة على خطط ترامب بشأن المنطقة. هذا التخبط الداخلي يزيد من تعقيد الأمور، خاصة في ظل الحساسية السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة.
وفي سياق موازٍ، تصاعدت التحذيرات من مخاطر أمنية عالمية على خلفية إعلان ترامب. نقل إغناتيوس عن مسؤول في مجموعة تراقب النشاط المتطرف عبر الإنترنت، أن منظمة تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية السيبرانية” بدأت بالفعل في الدعوة إلى شن هجمات إلكترونية على البنوك الأمريكية، احتجاجًا على الخطة الأمريكية المقترحة. هذه التحركات تشير إلى احتمالات خطيرة لانتشار الهجمات الإلكترونية كنتيجة مباشرة لسياسات ترامب.
على صعيد آخر، يشعر زعماء المنطقة بالخوف من تداعيات الخطة ليس فقط على العلاقات الخارجية، بل أيضًا على الداخل.
حيث أشار إغناتيوس إلى أن القلق الرئيسي يتعلق بخطر تفجر اضطرابات داخلية، قد تنجم عن محاولات طرد الفلسطينيين من أراضيهم، وهو ما قد يعزز من حالة التوتر الشعبي والسياسي داخل دول المنطقة.