محمد ناصف يكرّم الفاسدين ويحوّل الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى حصن للفساد المستشري
أكّد العديد من العاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة أن محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والمعروف بين الموظفين بلقب “عم شكشك”، مصرّ على تكريم الأشخاص الذين تحيط بهم الشبهات والفضائح، متجاهلًا جميع الأصوات التي تحذّر من تفشي الفساد داخل الهيئة.
أشار العاملون إلى أن هذا التكريم الذي يمنحه ناصف للفاسدين والحرامية هو رسالة واضحة للجميع بأن الفساد ليس عقبة بل بوابة للترقيات والتكريمات داخل الهيئة.
أوضح موظفون غاضبون أن التكريمات التي وزعها ناصف لا تعتمد على الكفاءة أو العمل الجاد، بل تستند إلى شبكة علاقات من الفساد والمحسوبية التي تنخر في جسد الهيئة.
أكدوا أن الشخصيات التي تم تكريمها كشفت مخالفاتها على مدار أشهر، وتم توثيق فسادها ماليًا وإداريًا، ولكنها لم تُحاسب، بل كُرمت كأمثلة يُحتذى بها.
أشار العاملون إلى أن محمد ناصف بتكريمه لهذه الشخصيات يبعث برسالة مشؤومة إلى كل العاملين، مفادها: “كن فاسدًا وضعيفًا تكن مكرمًا ومقربًا“.
هذه الرسالة الخطيرة تؤكد أن الهيئة أصبحت بيئة خصبة للفساد، وتعدى الأمر مجرد تجاهل للفساد إلى دعمه والاحتفاء به.
أكد العاملون أن أحد أبرز الشخصيات التي تم تكريمها هي لميس الشرنوبي، الشهيرة بلقب “ماهيطاز“، التي تشغل منصب استشاري إدارة عامة في إدارة ثقافة الطفل.
أوضحوا أنها أهدرت المال العام في مشاريع مشبوهة، مثل مشروع “أهل مصر” للأطفال، حيث كانت تستخدم نفوذها لمحاباة أفراد عائلتها.
أشاروا إلى أن التكريم جاء خوفًا من تسريب زوجها، إيهاب شام، الشهير بلقب “دلدول الست“، لمزيد من فضائح الهيئة التي كان شريكًا فيها على مدار سنوات.
أضاف العاملون أن عبدالحليم سعيد، مدير عام التفتيش المالي والإداري سابقًا ومدير المراجعة الداخلية والحوكمة حاليًا، ساهم بشكل كبير في تدهور حالة الهيئة، حيث تسبب فساده في ضعف القيادات وتراجع الدور الثقافي للهيئة بشكل لافت.
أوضحوا العاملون أن اختيار عبدالحليم للتكريم جاء نتيجة “إنجازاته” في تلفيق التهم والقضايا ضد العديد من قيادات الهيئة والعاملين بالمواقع الثقافية المختلفة، مثل أحمد درويش ومحمد نبيل وعمرو فرج ونجلاء محمد إسماعيل وغريب عبدالعزيز وتغريد كامل وغيرهم، بهدف تصفية الحسابات وإقصاء من يقف في وجه الفساد.
أشاروا العاملون إلى أن عبدالحليم سعيد، رغم كل هذه الفضائح، تم تكريمه بصفته “الموظف المثالي”، رغم أن تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات كشف أن ضعفه في الرقابة الداخلية أدى إلى إهدار المال العام في عملية تطوير قصر ثقافة روض الفرج، حيث تجاوزت تكلفتها الأصلية من 10 ملايين جنيه إلى أكثر من 67 مليون جنيه كما هو مذكور في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات مؤخراً.
وأضافوا أن تقرير كفايته، الذي منحه المستشار مساعد وزير العدل، صنف بدرجة “متوسط”. تساءل العاملون بدهشة: كيف لشخص كهذا، ساهم في تفاقم الفساد وإهدار المال العام، أن يتم اختياره “المدير المثالي”؟
أشار العاملون إلى أن حسان حسن، رئيس اللجنة النقابية، هو الآخر لم يكن بعيدًا عن دائرة الفساد. أكّدوا أنه لم يقدم أي شيء يُذكر منذ توليه منصبه، مشيرين إلى أنه مشغول بالسفر والتنزه،
بينما يعاني العاملون من مشكلات لا حصر لها، دون أي تدخل منه لحلها. أوضحوا أنه فشل تمامًا في إدارة القضايا التي تولّاها، ما جعل الهيئة تخسر العديد من الدعاوى القضائية واهمها قضية مقر المخازن العمومية وقضية قصر السينما وقضية قصر دمياط.
أوضح العاملون أن تغريد كامل، التي تشغل منصب مدير التسويق والمبيعات، تم اختيارها وتكريمها رغم تعرضها لعقوبة التنبيه من النيابة الإدارية بسبب إهمالها في مراجعة قيمة الكتب المباعة والمرتجعة من المعارض الدولية وهي من أقصي العقوبات التي يتعرض عليها شاغلي المناصب القيادية،
حيث تُباع الكتب بالعملات الأجنبية، وليس بالجنيه المصري، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة لم تتم معالجتها أو التحقيق فيها بالشكل المطلوب.
وأكدت مصادر مطلعة داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة أن وفاء حسن، مدير عام شؤون العاملين، تقف عائقاً أمام تلبية طلبات العاملين مثل النقل والندب، متعمدة تعطيل كل المواضيع التي تخص الموظفين.
وأوضحت المصادر أن وفاء حسن كانت السبب الرئيسي في هروب العديد من الكفاءات من الإدارة، وآخرهم محمد عامر، مدير شؤون الأفراد، الذي كان أحق منها بهذا المنصب نظرًا لخبرته وكفاءته التي يشهد بها الجميع.
لكن وفاء حسن، المدعومة من المحاسب عمرو البسيوني، تمسكت بمنصبها. وأشارت المصادر إلى أن وفاء لم تتوقف عند ذلك،
بل كلفت صديقتها رشا الحضري بمنصب مدير شؤون الأفراد، رغم صدور عقوبة مشددة بحقها لتلاعبها في ملفات العاملين بعقود مؤقتة، وهو ما كان يستوجب فصلها، لكن الحماية التي تحظى بها من عمرو البسيوني حالت دون ذلك.
أكد العاملون أن مصطفى قناوي، المحامي بالشؤون القانونية، كان من أبرز المستفيدين من تكريمات محمد ناصف. أوضحوا أن قناوي متورط في العديد من الفضائح، أبرزها قضية تأجير الفراشة والكراسي في الاحتفالية التي نُظمت بالعاصمة، والتي استولى فيها على مبلغ 55 ألف جنيه بالتزوير.
أشاروا إلى أن قناوي يستغل منصبه لمراجعة جميع العقود الاستثمارية والصيانة بالهيئة، وهو ما اعتبره الجهاز المركزي للمحاسبات مخالفًا للقانون.
أشار العاملون إلى أن أحمد يسري، مدير عام الشباب، هو الآخر تم تكريمه رغم أنه أهمل جزءًا كبيرًا من مهامه، وركّز فقط على السفريات والمهرجانات، مصطحبًا أفراد عائلته للاستفادة من المكافآت المخصصة لتلك الأنشطة.
وأكدوا أن إدارة الشباب كانت في السابق تقوم بأنشطة حقيقية داخل المصانع والشركات، ولكنها تحولت في عهده إلى مجرد نزهات وسفريات ترفيهية.
أوضح العاملون أن ابتسام عبدالمريد، مدير عام الوادي الجديد، لم تقدم أي نشاط يُذكر منذ إقامة مؤتمر الأدباء العام قبل عامين، مكتفية بإثارة المشكلات مع الموظفين، متسائلين عن المعايير التي تم على أساسها تكريمها في ظل هذا الأداء الهزيل.
أشارت المصادر إلى اشتباك ابتسام عبدالمريد، مع داليا إبراهيم من التفتيش المالي والإداري، التي أرسلها عبدالحليم سعيد للتدخل وحل الخلاف بينها وبين المفتش في فرع ثقافة الوادي الجديد. بخلاف هذه المشاحنات، لم تُسجل عبدالمريد أي إنجاز يُذكر، ولا يعلم أحد عن دورها أو دور الفرع في الوادي الجديد.
وأكد العاملون أن محمد ناصف بتكريمه لهؤلاء الأشخاص يساهم بشكل مباشر في تعميق أزمة الفساد داخل الهيئة، مشيرين إلى أن الهيئة بحاجة ماسة لإصلاح جذري يبدأ بمحاسبة الفاسدين، وليس الاحتفاء بهم.
وأوضحوا أن هذا التكريم لا يبعث سوى برسالة واحدة: “الفساد طريقك إلى النجاح في الهيئة العامة لقصور الثقافة”.