رفض الشركات المحلية تخفيض أسعار الزيوت رغم تراجع الأسعار العالمية بشكل ملحوظ
سجلت أسعار الزيوت العالمية تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة إلا أن الشركات المحلية رفضت تخفيض الأسعار بشكل ملحوظ، رغم انخفاض سعر الطن إلى حوالي 1050 دولارًا مقابل 1300 دولار في الربع الأخير من العام الماضي،
مما يعني انخفاضًا بنسبة 20%. يثير هذا الرفض تساؤلات حول أسباب عدم الاستفادة من التراجع العالمي في الأسعار لصالح المستهلك.
رفع الأسعار في نوفمبر الماضي
قامت الشركات المحلية في نوفمبر الماضي برفع أسعار زيوت الطعام بشكل ملحوظ، حيث تم زيادة سعر العبوة اللتر بنسبة 18.5% ليصل إلى 77 جنيهاً مقابل 65 جنيهاً في أكتوبر من نفس العام.
جاءت هذه الزيادة في الوقت الذي كانت فيه الأسعار العالمية للزيوت عند مستويات قياسية، وفقًا لمؤشر أسعار الزيوت النباتية الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الذي أشار إلى زيادة بنسبة 7.3% في أكتوبر الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له في عامين.
تأثير الأسعار العالمية على السوق المحلي
تأثرت أسعار الزيوت في السوق المحلي بشكل كبير من الارتفاعات العالمية التي شهدتها الأسواق في الأشهر الماضية.
كشف مؤشر الفاو عن ارتفاع كبير في أسعار زيت النخيل وفول الصويا وعباد الشمس وبذور اللفت، وهو ما دفع الشركات المحلية لرفع أسعارها بسرعة بمجرد زيادة الأسعار العالمية.
وفي الوقت نفسه، أعلن تقرير الفاو في يناير الجاري عن تراجع طفيف في الأسعار العالمية للزيوت النباتية، حيث هبط المؤشر بمقدار 0.9 نقطة في ديسمبر الماضي، بما يعادل انخفاضًا بنسبة 0.5% مقارنة بالشهر الذي قبله.
التوقعات المستقبلية للأسعار
رغم التراجع الأخير في أسعار الزيوت عالمياً، تشير التوقعات إلى أن أسعار زيت الصويا وزيوت بذور اللفت وعباد الشمس ستظل منخفضة بشكل معتدل بسبب توقعات بتوفر إمدادات عالمية كبيرة، مما يقلل من الحاجة إلى زيادة الأسعار على المستوى الدولي.
هذا التراجع في الأسعار قد يكون دافعًا لتخفيض أسعار الزيوت محلياً، إلا أن الشركات المحلية لا تزال متمسكة بأسعارها المرتفعة.
رد فعل الشركات الكبرى تجاه تراجع الأسعار
أكدت مصادر رفيعة المستوي إلى أن رد فعل الشركات الكبرى على زيادة أسعار الزيوت العالمية في أكتوبر ونوفمبر الماضيين كان سريعاً جداً.
فقد قامت هذه الشركات بزيادة الأسعار بنسبة تتجاوز الـ18% بمجرد أن ارتفعت أسعار الزيوت العالمية، مما جعل المستهلكين يشعرون بزيادة غير مبررة في الأسعار المحلية.
التأثير على المستهلكين
واشارت المصادر إلي أن سعر الطن العالمي لزيت الطعام بلغ حالياً حوالي 55 ألف جنيه، مما يعني أنه كان يجب أن يكون سعر الزجاجة اللتر للمستهلك النهائي 65 جنيهاً على الأكثر، بينما يباع حاليا بسعر 77 جنيهاً، ما يعكس فارقاً كبيراً بين السعر الفعلي والسعر الذي يفرضه التجار.
هذا الارتفاع في الأسعار دفع المستهلكين للبحث عن بدائل من الشركات الصغيرة التي تقدم منتجات بأسعار أقل مقارنة بالشركات الكبرى.
نمو الشركات الصغيرة في السوق
ونوهت المصادر إلي أن الشركات الصغيرة أصبحت تحظى بقبول كبير من قبل المستهلكين في الفترة الأخيرة بسبب الأسعار التنافسية التي تقدمها مقارنة بالشركات الكبرى.
كما أشارت إلى أن هذه الشركات الصغيرة استطاعت تلبية جزء كبير من احتياجات السوق، وبدأت تغطي نسبة كبيرة من إجمالي حجم الطلب على الزيوت في السوق المحلي.
القرار الحكومي بشأن الأسعار
يعد تحديد أسعار الزيوت من الأمور التي تعتمد بشكل رئيسي على السياسة التجارية التي تنتهجها الشركات المحلية، حيث لا توجد رقابة حكومية مباشرة على الأسعار.
وعلى الرغم من ذلك، هناك دعوات متزايدة للرقابة على الأسعار ومنع زيادة الأسعار غير المبررة التي تثقل كاهل المواطنين.
يتساءل الكثيرون عن إمكانية تدخل الحكومة في مراقبة الأسعار المحلية للزيوت من أجل الحفاظ على مصلحة المستهلكين.
الآفاق المستقبلية لسوق الزيوت المحلي
يتوقع الخبراء أن يشهد السوق المحلي مزيداً من التغيرات في الأسعار خلال الأشهر المقبلة. يعتمد ذلك بشكل أساسي على تغيرات الأسعار العالمية، بالإضافة إلى استراتيجيات الشركات الكبرى والشركات الصغيرة في مواجهة تقلبات السوق.
في الوقت نفسه، يُتوقع أن تؤثر المستويات المختلفة للطلب المحلي والإمدادات العالمية على الأسعار بشكل كبير.
تحديات أمام المستهلكين
تظل أسعار الزيوت محط اهتمام الكثير من المستهلكين، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي يواجهها الكثير من الأسر.
مع ارتفاع تكاليف الحياة، يصبح من الصعب على العديد من الأسر تلبية احتياجاتهم اليومية من الزيوت بأسعار مرتفعة.
يشير البعض إلى أن الخيارات المتاحة أمامهم أصبحت محدودة، خصوصاً مع غياب الدعم الحكومي الكافي للحفاظ على استقرار الأسعار.
الاختيارات المتاحة للمستهلكين
أصبح لدى المستهلكين خيارات عديدة، تتراوح بين الشركات الكبرى التي تقدم منتجات بأسعار مرتفعة، والشركات الصغيرة التي تحاول تقديم نفس المنتجات بأسعار معقولة.
هذه الخيارات تعكس التنوع في السوق، إلا أن المستهلكين يظلوا في حيرة من أمرهم بشأن اختيار الأفضل والأرخص.