أطلق مؤخراً تطبيق “ديب سيك” الصيني ليحقق شهرة كبيرة ويصبح الأكثر تحميلاً في متجر تطبيقات “آبل” في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية. تفوق التطبيق على “تشات جي بي تي” الذي طورته شركة “أوبن أيه آي” ليظهر مدى تطور الذكاء الاصطناعي في الصين.
ساهمت النسخة الأخيرة من التطبيق “آر1” في لفت الأنظار لكونها تقدم نموذجاً منخفض التكلفة مقارنة بالتكاليف الضخمة التي تتحملها الشركات الكبرى مثل “نفيديا” في تطوير التكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي. عكست هذه المفاجأة حجم التقدم الصيني في هذا المجال، وطرحت تساؤلات حول جدوى استمرار كبرى شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة في إنفاق مليارات الدولارات على هذا القطاع.
أحدثت هذه التطورات ضجة في قطاع التكنولوجيا الأمريكي، حيث سلطت الضوء على قدرة الصين على إنتاج نماذج منافسة بكلفة أقل بكثير مما تتطلبه الشركات الأمريكية. طرح هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل الصراع التكنولوجي بين البلدين ومدى قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على تفوقها في الذكاء الاصطناعي.
صرح الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بأن التطبيق الصيني يشكل تهديداً حقيقياً للصناعات الأمريكية. وصف إطلاق “ديب سيك” كـ “جرس إنذار” لقطاع التكنولوجيا في “سيليكون فالي”، مشيراً إلى أن هذا النموذج المبتكر قد يحفز الشركات الأمريكية على إعادة النظر في استثماراتها وتحسين قدرتها التنافسية.
رأى ترامب في هذا التحدي فرصة إيجابية، مؤكداً أن الشركات الأمريكية قد تتمكن من تحقيق نفس الإنجاز بتكاليف أقل بدلاً من الاستمرار في الإنفاق الضخم. تعهد الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن أيه آي” سام ألتمان بمتابعة المنافسة عن كثب، مشيداً بنجاح “آر1” معتبراً إياه إنجازاً رائعاً رغم تكلفته المنخفضة، مؤكداً أن “أوبن أيه آي” ستعمل على تسريع عمليات تطوير النماذج الجديدة.
تجري هذه التطورات في وقت حساس، حيث تسعى الحكومة الأمريكية لحظر تطبيق “تيك توك” الصيني أو إجبار الشركة على بيعه. في هذا السياق، ذكر ترامب أن مايكروسوفت تواصل مفاوضاتها لشراء التطبيق. كما أشار مستشار ترامب في الذكاء الاصطناعي ديفيد ساكس إلى أن نجاح “ديب سيك” يبرر قرار البيت الأبيض بإلغاء بعض الأوامر التنفيذية التي كانت تحد من تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
عبر المسؤولون في قطاع التكنولوجيا عن قلقهم من هذا التحدي، حيث أكد آدم كوفاسيفتش، الرئيس التنفيذي لاتحاد “تشيمبر أوف بروغرس”، ضرورة أن تحافظ الولايات المتحدة على مكانتها الريادية في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن الفترة القادمة ستشهد منافسة شديدة بين القوى التكنولوجية الكبرى.