كوريا الشمالية تطلق صواريخ كروز استراتيجية وتتوعد بإجراءات صارمة تجاه الولايات المتحدة
أشرفت كوريا الشمالية يوم السبت على تجربة إطلاق صواريخ كروز استراتيجية من البحر حيث استهدفت أهدافها بدقة وفقاً لما أعلنته وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية. تعهدت كوريا الشمالية باتخاذ أشد الإجراءات المضادة تجاه الولايات المتحدة، معتبرة أنها تتعامل مع تصرفات تتناقض مع سيادتها.
نفذت الصواريخ الكورية الشمالية الموجهة من البحر إلى السطح مسافة 1500 كيلومتر، حيث قطعت هذه المسافة خلال زمن يتراوح بين 7507 و7511 ثانية قبل الوصول إلى أهدافها. لم تؤثر هذه التجربة على أمن الدول المجاورة كما أكدت السلطات الكورية. وصفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية هذه العملية بأنها اختبار لمنظومة أسلحة مهمة، مع التركيز على تحسين وتطوير قدرات الردع الحربية للبلاد.
واصلت كوريا الشمالية تعزيز قدراتها الدفاعية، حيث أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده تطور وسائل الردع الخاصة بها بشكل مستمر وشامل. تعهد كيم بتعزيز قدرات الجيش بشكل أكبر، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في بناء قدرات الدفاع الوطني. تأتي هذه التجارب في سياق سعي كوريا الشمالية لمواجهة الأعداء المحتملين في ظل الظروف المتغيرة في المنطقة.
أدانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، واعتبرتها السبب الرئيسي وراء تزايد التوترات في المنطقة. وصفت الوزارة هذه المناورات بأنها استعدادات لغزو محتمل، مما يثير بانتظام غضب بيونغ يانغ المسلحة نووياً. تعهدت كوريا الشمالية بالتصدي لهذه التحركات من خلال اتخاذ إجراءات صارمة، معتبرة أن هذه هي أفضل طريقة لمواجهة السياسات الأمريكية.
شهدت العلاقات بين الكوريتين تصاعدًا في التوترات، حيث لا تزال كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في حالة حرب من الناحية الفنية منذ انتهاء النزاع المسلح بينهما في خمسينيات القرن الماضي. أشارت تقارير استخباراتية إلى إرسال كوريا الشمالية لآلاف الجنود لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، مما زاد من تعقيد الوضع الجيوسياسي في المنطقة.
استغلت كوريا الشمالية التوترات المتزايدة لتحقيق مكاسب استراتيجية، في الوقت الذي عادت فيه الولايات المتحدة إلى دائرة الضوء السياسي بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكان ترامب قد أعرب عن رغبته في إعادة الاتصال بالزعيم الكوري الشمالي، مشيراً إلى أن علاقتهما كانت جيدة خلال فترته الرئاسية الأولى.
أعرب ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عن إعجابه بالزعيم الكوري الشمالي، مؤكداً أنه يحبه ويتوافق معه بشكل جيد. أشار ترامب إلى أنه مستعد لإعادة التواصل مع كيم جونغ أون في المستقبل القريب، مما يفتح المجال أمام احتمالات جديدة في العلاقات بين البلدين.
تأتي هذه التصريحات بعد إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية قصيرة المدى قبيل حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، مما أثار تساؤلات حول توجهات السياسة الخارجية الكورية الشمالية تجاه الولايات المتحدة.