عربي ودولى

جامعة هارفارد تتبنى تعريفًا مثيرًا للجدل لمعاداة السامية وسط انتقادات واسعة

لقد قررت جامعة هارفارد تبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست المثير للجدل لمصطلح معاداة السامية، وذلك بعد تسوية دعوى قضائية رفعها طلاب يهود اتهموا طلاباً آخرين بالتحرش خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعي عام 2024.

يذكر أن المجموعة الطلابية المذكورة، طلاب ضد معاداة السامية، كانت قد قدمت شكوى في يناير عام 2024 أمام محكمة في بوسطن، مدعية أن جامعة هارفارد فشلت في حمايتهم بموجب الباب السادس من قانون الحقوق المدنية لعام 1964، وهو القانون الذي يحظر على أي مؤسسة تعليمية تتلقى دعماً فيدرالياً من التمييز ضد أي شخص على أساس العرق أو اللون أو الأصل.

يؤكد النقاد أن بعض الأمثلة الواردة في التعريف تخلط بين معاداة السامية وانتقاد السياسات التاريخية التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل عام 1948

تجدر الإشارة إلى الشكوى استندت إلى اعتبار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ضد الحرب الإسرائيلية على غزة مصدراً للخطاب المعادي للسامية من الطلاب الآخرين.

كجزء من تسوية جامعة هارفارد للقضية المرفوعة من قبل طلاب ضد معاداة السامية، فقد وافقت الجامعة على استخدام تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية عند تطبيق سياسات عدم التمييز ومكافحة البلطجة.

جاء في بيان أصدره مستشار الطلاب ضد معاداة السامية، مارك كاسويتز: “يتضمن هذا القرار إجراءات محددة وذات مغزى لمكافحة معاداة السامية والكراهية والتحيز في الحرم الجامعي والتي توضح التزام الجامعة القوي بمواصلة حماية المجتمع اليهودي والإسرائيلي داخل الجامعة”.

لقد تمت صياغة تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست عام 2004 ونشره عام 2005 من قبل خبير معاداة السامية كينيث ستيرن بالتعاون مع أكاديميين آخرين من اللجنة اليهودية الأمريكية، وهي منظمة مناصرة مؤيدة لإسرائيل تأسست في بداية القرن العشرين ومقرها نيويورك.

ويؤكد النقاد أن بعض الأمثلة الواردة في التعريف تخلط بين معاداة السامية وانتقاد السياسات التاريخية التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، فخلال النكبة، تم طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين الأصليين من منازلهم على يد القوات شبه العسكرية الصهيونية، كما يرى النقاد أن التعريف يخلط بين معاداة السامية وانتقاد السياسات الإسرائيلية الحالية ضد الفلسطينيين.

تجدر الإشارة إلى أنه تم اعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست من قبل إدارة ترامب الأولى عام 2019، ثم أعادت إدارة بايدن التأكيد عليه.

أشارت جامعة هارفارد أيضاً في قرارها إلى أنها سوف توفر التدريب على “مكافحة معاداة السامية” وأن مكتب السلوك المجتمعي التابع لها سيأخذ تعريف التحالف في عين الاعتبار في حال مراجعة شكاوى التمييز.

وتأتي خطوة جامعة هارفارد في أعقاب إجراءات مماثلة أخرى نفذتها جامعات أمريكية لمنع أي انتقاد للصهيونية، ففي أغسطس عام 2024، أعلنت جامعة نيويورك بأن الصهاينة “طبقة محمية”.

رداً على حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر عام 2023، بدأ الآلاف من طلاب الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة في تنظيم احتجاجات ضد الحرب، حيث تطورت تلك الاحتجاجات إلى جهود منسقة لدعوة الجامعات إلى وقف تمويل أي حصص مالية في الشركات المستفيدة من الحرب الإسرائيلية.

في كثير من الحالات، قوبلت الاحتجاجات بردود قاسية من قبل إدارات الجامعات حتى تم استدعاء الشرطة في بعض الحالات لإبعاد المتظاهرين بالقوة، كما اعتمدت الجامعات إجراءات أكثر قوة تهدف إلى كبح أي احتجاجات ضد إسرائيل، بما في ذلك إصدار مبادئ توجيهية جديدة للتعبير وتعزيز أساليب المراقبة ضد منظمي الحركات الطلابية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى