تقاريرمصر

تصاعد العنف الطلابي في المدارس يحول الفصول إلى ساحات قتال يومية مقلقة

تحولت المشاجرات المدرسية من حوادث عابرة إلى مشهد يومي في ساحات المدارس وأصبح العنف بين الطلاب يعصف بالمدارس دون رادع فعلي من المؤسسات التعليمية أو الجهات المسؤولة التي تقف عاجزة عن احتواء تلك الظاهرة المؤلمة التي تهدد مستقبل التعليم وتزعزع أمن الأسر التي باتت تترقب أسوأ السيناريوهات في كل يوم يذهب فيه أبناؤها إلى المدارس.

تصاعدت وتيرة العنف حتى بلغت ذروتها مع حادثة وقعت في إحدى المدارس الدولية حيث تحولت مشادة بسيطة بين طالبتين إلى مشاجرة دموية في إحدى مدارس منطقة الزيتون أدت إلى إصابة طالبة إصابات بالغة إثر تعرضها لضربة بزجاجة مكسورة مما اضطر الفريق الطبي لإجراء جراحة عاجلة لها ووضع 40 غرزة في وجهها المنكوب وسط ذهول كل من حضر هذه الواقعة المفزعة.

تفاقم الوضع داخل المدرسة أدى إلى تزايد مخاوف أولياء الأمور الذين يتابعون تلك الكوارث المتتالية بحالة من القلق البالغ خصوصا بعد الحادثة التي وقعت في مدرسة دولية بالتجمع الخامس حيث أصيبت طالبة تدعى كارما في مشاجرة عنيفة انتشرت وقائعها بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت ردود فعل غاضبة بين رواد الإنترنت.

تكرر العنف المدرسي بشكل ملفت في الأيام الأخيرة جعل الجميع يتساءل عن جدوى التدابير المتخذة لمنع تلك الظاهرة التي باتت تهدد حياة الطلاب كما حدث في حادثة أخرى بالإسكندرية حيث قام طالب في الصف الثاني الثانوي بالاعتداء على ثلاثة من زملائه مستخدما آلة حادة مما أدى إلى نقل أحد المصابين إلى العناية المركزة لإنقاذ حياته بعد تعرضه لإصابات خطيرة.

تجاهلت الإدارات المدرسية التحذيرات السابقة التي صدرت عن مختصين في مجال التربية والتعليم من تصاعد هذه الظاهرة مما أدى إلى انتشار تلك المآسي دون رقابة كافية أو إجراءات وقائية حازمة لمعالجة الخلل في النظام التعليمي وضمان سلامة الطلاب داخل أسوار المدارس.

أهملت المؤسسات التعليمية الجانب التربوي لصالح التركيز على الجوانب الأكاديمية تاركة مساحة واسعة للعنف يتغلغل داخل المدارس دون توعية كافية للطلاب حول خطورة التصرفات العدوانية التي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بزملائهم كما تغافلت المدارس عن أهمية تعزيز القيم الأخلاقية والانضباط السلوكي.

انكشفت هشاشة النظام التعليمي أمام الأزمات التي تهدد مستقبل أجيال كاملة حيث فشلت المدارس في توفير بيئة آمنة للطلاب بينما تتحول المدارس من مؤسسات تعليمية إلى ساحات للصراع البدني بين الطلاب في ظل غياب الحلول الحقيقية من الجهات المختصة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى