اعتصام فلسطينيي سوريا: رفض التمثيل الفلسطيني ونداء لتشكيل هيئات مستقلة
اعتصم الآلاف من فلسطينيي سوريا في مخيماتهم خلال الأيام الماضية احتجاجا على تمثيل السلطة الفلسطينية في رام الله لهم.
ويرى عدد من الناشطين والمحللين والمراقبين الفلسطينيين أن هذا الموقف الشعبي جاء نتيجة سياسات السلطة التي وصفوها بأنها منحازة وغير مبالية بمعاناة الفلسطينيين خلال الحرب السورية، إضافة للحصار الذي فرضته أجهزتها الأمنية على “جنين” في الضفة الغربية
المواقف المنحازة للنظام السوري المخلوع.
وأشار الكاتب والصحفي الفلسطيني ماهر حجازي إلى أن السلطة الفلسطينية تعاملت مع ملف فلسطينيي سوريا وفق مصالحها السياسية، حيث تنازلت عن حقوقهم لصالح النظام السوري مقابل استعادة ممتلكات ومقرات السلطة التي سيطر عليها النظام”.
وأضاف حجازي أن زيارة محمود عباس إلى دمشق خلال الثورة السورية، والتي كانت نادرة بين زيارات القادة العرب آنذاك، عززت من انحياز السلطة للنظام السوري. وألمح إلى أن هذا الانحياز كان سببًا رئيسيًا لرفض فلسطينيي سوريا تمثيل السلطة لهم.
وأكد حجازي أن السلطة الفلسطينية تسعى اليوم لاستغلال الظروف الحالية بعد سقوط النظام السوري لمحاولة إعادة بناء علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة، على حساب حقوق فلسطينيي سوريا.
وشدد على ضرورة تشكيل هيئات ومؤسسات شعبية فلسطينية مستقلة تعمل على خدمة مصالح الشعب الفلسطيني، وتتواصل مع الجهات السورية المعنية لتحقيق مطالبهم.
تفكيك منظمة التحرير
من جهته، قال الكاتب والباحث الفلسطيني ماهر جاويش إن “السلطة الفلسطينية همشت منظمة التحرير الفلسطينية، واستغلتها لتحقيق مصالحها الشخصية” وفق ما يرى.
وأشار في حديث مع إلى أن تحركات سفارة السلطة الفلسطينية في دمشق، “تهدف إلى تقديم نفسها كمرجعية لفلسطينيي سوريا أمام الإدارة السورية الجديدة، وهو أمر مرفوض من الشعب الفلسطيني”.
وذكّر جاويش بالبيان الذي وقع عليه عدة مؤسسات ومئات من الشخصيات والقوى الفلسطينية الفاعلة في أوساط فلسطينيي سوريا، ولاقى قبولاً ورواجاً واسعاً بينهم.
وأوضح جاويش أن “فلسطينيي سوريا طالبوا عبر بيانات ومواقف شعبية ببناء مرجعية تمثلهم وتنبثق منهم، بعيدًا عن السلطة الفلسطينية، بما يضمن تحقيق مطالبهم وحقوقهم في سوريا الحرة”.
وأضاف هناك حالة عدم ارتياح واستياء عام لدى فلسطينيي سوريا من سلوك السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تجاه ما يجري في جنين (حصار مخيم جنين)، وأصلاً سلوك السلطة المبني على التنسيق الأمني هو سلوك مرفوض ومدان من جميع شرفاء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج.
انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية
ورأى الناشط السياسي الفلسطيني، معاذ السعدي أن السلطة الفلسطينية “مختطفة لمنظمة التحرير الفلسطينية”، منتقدًا دورها في التآمر مع الاحتلال الإسرائيلي والتنسيق الأمني معه.
وقال إن “السلطة الفلسطينية لم تقدم شيئًا لفلسطينيي سوريا؛ لم تُخرج معتقلًا، ولم تُداوِ جريحًا، ولم تُساعد أسيرًا”.
واعتبر السعدي أن سفارة السلطة الفلسطينية “لم تقدم أي دعم حقيقي لفلسطينيي سوريا خلال محنتهم”، معتبرًا أن زيارات وفود السلطة إلى دمشق تهدف فقط لتحقيق مصالح شخصية ونقل معلومات لإسرائيل. وألمح إلى ضرورة الحذر من هذه التحركات، على حد تقديره.
البديل المقترح
وفيما يتعلق بالتمثيل البديل لفلسطينيي سوريا، شدد السعدي على أن “المقاومة الفلسطينية هي الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني”.
وأوضح “يجب أن تجتمع الفصائل الفلسطينية المقاومة لتشكيل إطار تمثيلي بديل، مثل مؤتمر فلسطينيي الخارج، لتوحيد الجهود والعمل على تحقيق حقوق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا” على حد ما يرى.
وأضاف “يتطلع فلسطينيو سوريا إلى تحقيق العديد من المطالب الملحة، أبرزها:
إعادة إعمار المخيمات التي دُمّرت خلال الحرب السورية. ومتابعة ملفات المعتقلين والمفقودين في سجون النظام السوري. وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين التي اكتسبوها تاريخيًا في سوريا. إضافة إلى تفعيل دور وكالة الأونروا لتحسين الخدمات المقدمة لهم”.
ويضمّ وفد السلطة الفلسطينية الذي سيتوجه إلى دمشق للقاء قيادة الإدارة السورية الجديدة، بحسب مصادر متقاطعة، شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية، بينهم محمد مصطفى، أحمد مجدلاني، محمود الهباش، وياسر عباس.