الأمم المتحدة تؤكد نجاح إدخال المساعدات إلى غزة دون حوادث نهب خلال الهدنة الأخيرة
في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أكدت الأمم المتحدة عدم تلقي أي تقارير عن نهب قوافل الإغاثة في قطاع غزة منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع جهود مكثفة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
تشمل بنود الاتفاق السماح بدخول 600 شاحنة يوميًا عبر معبر رفح، بعد التفتيش في معبر كرم أبو سالم، مع تخصيص 300 منها لشمال قطاع غزة. وقد دخلت أكثر من 900 شاحنة مساعدات إلى القطاع يوم الاثنين، بينما سجل الأحد، اليوم الأول للهدنة، دخول 630 شاحنة.
تقدم في المساعدات وسط كارثة إنسانية
أكد ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، للصحفيين في جنيف: “لم نتلق أي تقارير عن عمليات نهب أو هجمات ضد العاملين في مجال الإغاثة في أول يومين من تنفيذ الاتفاق”. وأضاف: “بعد 15 شهرًا من الحرب وما حملته من مآسٍ وأزمات إنسانية، يمثل هذا بداية مشجعة”.
وشدد لايركه على خطورة الوضع الإنساني قائلاً: “الجوع منتشر على نطاق واسع، والناس بلا مأوى. منظمات الإغاثة تسابق الوقت لتسليم أكبر كمية ممكنة من المساعدات خلال الهدنة”. كما لفت الانتباه إلى ضرورة تحليل أسباب ظاهرة النهب قائلاً: “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف التي دفعت لنشاط العصابات في الماضي”.
اتفاق تاريخي يضع حدًا لأطول حرب على القطاع
توصلت الجهود الدبلوماسية بقيادة قطر ومصر والولايات المتحدة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي. ويشكل الاتفاق خطوة نحو إنهاء 471 يومًا من الصراع الذي أسفر عن أكثر من 158 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين وكارثة إنسانية من مأساة الجوع والتشريد.
الاتفاق، الذي يمتد لثلاث مراحل، يتضمن وقفًا للعمليات العسكرية، انسحابًا تدريجيًا لجيش الاحتلال، وتدفقًا أكبر للمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، بالإضافة إلى ترتيبات لتبادل الأسرى. وتعهدت الأمم المتحدة بمواصلة مراقبة تنفيذ هذه البنود لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المحاصرين.
تصريحات مهمة بشأن تأثير الهدنة
قال المتحدث باسم (أوتشا): “الماضي القريب علّمنا أن التدفقات غير المستقرة للمساعدات كانت أسوأ الكوارث الإنسانية، ونحن مصممون على تجاوز تلك التحديات الآن”. وأضاف: “هذا الاتفاق يمثل نافذة أمل، ليس فقط للحد من الجوع والدمار، ولكن أيضًا لوقف عواقب العنف المأساوي على الأجيال القادمة”.