تقاريرصحافة عبرية

صحافة عبرية تهاجم صفقة تبادل الأسرى وتكشف عن إطلاق سراح 90 أسيرًا فلسطينيًا

تطلق هيئة سجون الاحتلال 90 أسيرًا فلسطينيًا في خطوة مفاجئة تنبئ بما هو أكثر تعقيدًا وأكثر إثارة للجدل، ويأتي هذا ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع مؤخرًا بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

لا يتعلق الأمر بإحساس الاحتلال بالرحمة أو التسامح بل هو في حقيقة الأمر جزء من صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية التي تسعى إلى تحقيق مكاسب على الأرض حتى وإن كانت تفرض على الاحتلال دفع ثمن غالٍ لهذه الصفقة.

تنقل الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر باتجاه الضفة الغربية وفقًا للقناة 14 العبرية، وتستمر العملية التي تفضح الانتهاكات الإسرائيلية في حق الأسرى الفلسطينيين.

تبدأ عملية النقل من سجن عوفر، حيث تُعد واحدة من أخطر وأكبر السجون الإسرائيلية، تلك التي تضم آلاف الأسرى الفلسطينيين. يسير الأسرى في طريق طويل ومرير، لكن لا شيء يسير كما كان متوقعًا.

ينتبه مكتب الأسرى التابع لحركة حماس إلى أمرٍ بالغ الأهمية عندما تظهر نتائج التدقيق في أسماء الأسرى داخل السجن. يكشف هذا التدقيق عن وجود نقص في قائمة الأسيرات التي كان من المفترض أن تشملها الصفقة، ويظهر أن هناك أسيرة فلسطينية لم يتم تضمين اسمها في القوائم المتفق عليها.

تحركت حماس فورًا، مشيرة إلى أن الأمر ليس مجرد خطأ إداري بل يعد تلاعبًا فاضحًا من الاحتلال الذي يسعى لإفشال الصفقة وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

على الفور يبدأ التواصل مع الوسطاء والصليب الأحمر الدولي لضمان احترام بنود الاتفاق وإلزام الاحتلال بالقائمة المتفق عليها. تصعد حماس من لهجتها وتعلن أن هذا التلاعب لن يمر مرور الكرام.

تُظهر الصحافة العبرية رد فعل غاضبًا تجاه مشهد تسليم الأسيرات الثلاث إلى الصليب الأحمر في وسط مدينة غزة. يتحول المشهد إلى أزمة كبيرة عندما يخرج مقاتلو كتائب القسام بأسلحتهم، مما يثير الفزع في الشارع الإسرائيلي ويسلط الضوء على فجوة الثقة بين الطرفين.

يتساءل الجميع: هل كان ظهور المسلحين في هذا الوقت موجهًا إلى الاحتلال أم مجرد استعراض للقوة أمام وسائل الإعلام؟ يرى الكثيرون في الصحافة العبرية أن هذا الحادث يعكس انتصارًا معنويًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية التي لا تكتفي بالتحرير بل تؤكد أنها صاحبة اليد العليا في التعامل مع الاحتلال.

يخرج القادة الإسرائيليون بتصريحات حادة، يؤكدون فيها أن هذا التصرف يعكس انعدام الاحترام للاتفاقات، ويدعون إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد أي تصرف قد يهدد استقرار الهدنة.

تثير ردود الفعل الإسرائيلية الكثير من الجدل على المستوى الداخلي. يصف الكثيرون من المحللين العسكريين الإسرائيليين المشهد بكونه تطورًا غير مسبوق في تاريخ الأزمات بين الاحتلال والمقاومة، إذ يصعب تجاهل الرسائل الواضحة التي حملها هذا الحدث.

تعلن الصحافة العبرية أن هذا العمل قد يفتح أبوابًا جديدة لتصعيد المواجهات إذا استمر الاحتلال في تجاوز الحدود ورفض تنفيذ الاتفاقات المبرمة. يتساءل المحللون في إسرائيل: هل أضاع الاحتلال فرصته في استعادة الثقة مع الفلسطينيين؟ وهل باتت المقاومة في موقف أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى؟

تستمر الأخبار القادمة من غزة في إثارة الأزمات داخل إسرائيل، ويشعر الاحتلال بالقلق بعد أن أصبح واضحًا أن أي تفاهمات مع المقاومة الفلسطينية لا يمكن الوثوق بها بسهولة.

كل خطوة يقوم بها الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين باتت تواجه بمزيد من التصعيد والاحتجاجات. ويبدو أن صفقة الأسرى أصبحت بمثابة ساحة معركة جديدة بين الاحتلال والمقاومة. يترقب الجميع تطورات هذه القضية التي ما زالت تتفاعل على الأرض وفي الإعلام.

يتابع العالم بكل اهتمام ما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يدرك الجميع أن صفقة الأسرى التي تم توقيعها ليست مجرد صفقة عابرة، بل هي علامة فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

يدرك كل طرف من أطراف المعركة أن هذه الصفقة تشكل نقطة تحول في مسار المواجهات الطويلة. لا تقتصر تبعاتها على الأسرى والمعتقلين بل تتعداها لتكون مؤشرًا على مرحلة جديدة من التوترات التي قد تفضي إلى تصعيد أكبر على مختلف الأصعدة.

من المؤكد أن المقاومة الفلسطينية قد عززت مكانتها في هذا السياق، وتواصل إثبات قدرتها على التأثير على موازين القوى في المنطقة.

ينبغي على الاحتلال أن يعيد حساباته في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، وأن يعي أن كل خطوة تخرج عن السياق المتفق عليه لا تمر بلا ثمن.

تتزايد الاحتجاجات في الصحافة العبرية على سوء إدارة هذه الصفقة وعلى الطريقة التي تعامل بها الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان المزيد من النفوذ داخل الساحة الدولية.

يظهر في الأفق أن هذه القضية لن تنتهي قريبًا وأن الصراع بين الاحتلال والمقاومة سيظل مستمرًا إلى حين فرض تسوية جادة أو حتى انتصار واضح لأحد الأطراف.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى