تقاريرفلسطين

اتفاق بين السلطة الفلسطينية ومجموعة جنين ينهي الحصار المفروض على مخيم اللاجئين

توصلت السلطة الفلسطينية ومجموعات المقاومة في جنين إلى اتفاق أنهى الحصار الذي فرضته السلطة على مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة لمدة تجاوزت الشهر والنصف.

جاء هذا الاتفاق بعد مبادرة أطلقتها لجنة مصالحة مركزية بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية المحلية في المخيم في 14 يناير تحت شعار “وحدة الدم والمصير”.

تضمن الاتفاق ثمانية بنود تهدف إلى تعزيز الأمن وتطبيق القانون، بالإضافة إلى دعوة القيادة الفلسطينية لإعادة النظر في الآليات الحالية لمعالجة الوضع في المخيم.

اتفق الطرفان على أن السلطة الفلسطينية ستقوم بإطلاق سراح المقاومين الذين اعتقلتهم خلال حملتها الأمنية واسعة النطاق في المخيم التي بدأت في ديسمبر الماضي.

كما نص الاتفاق على أن تتوقف قوات الأمن التابعة للسلطة عن ملاحقة مقاومي المخيم قانونياً. وبموجب الاتفاق، تم السماح لقوات الأمن الفلسطينية بالانتشار في الساحة الرئيسية للمخيم مع ضرورة متابعة لجنة المصالحة والجهات المعنية بتنفيذ بقية الترتيبات.

دخلت قوة مشتركة من قوات الأمن الفلسطينية والدفاع المدني الفلسطيني المخيم مساء الجمعة 17 يناير لتنظيم حركة المرور، وإعادة الكهرباء، وجمع القمامة. عند وصول القوة المشتركة، تجمع العديد من سكان المخيم وأطلقوا هتافات مؤيدة للمقاومة.

قوبل الهجوم الإسرائيلي على المخيم وشنه عملية “حماية الوطن” من قبل السلطة الفلسطينية بانتقادات واسعة، حيث اعتبر الكثيرون أن السلطة لم تتمكن من حماية الفلسطينيين من جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين. وأوضح المواطنون أن هذه العمليات لا تعدو كونها استعراضات لا تقدم أي حماية حقيقية للفلسطينيين.

في يوم الثلاثاء 14 يناير، استهدفت طائرات مسيرة إسرائيلية منزلًا في المخيم ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة اثنين آخرين إصابات بالغة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

وقع الهجوم الجوي في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن الفلسطينية تهاجم المخيم، مما أبرز فشل السلطة في حماية مواطنيها، حيث كانت أسلحتها موجهة فقط ضد المقاومين.

قتل في الهجوم ثلاثة إخوة وهم مؤمن أبو الهيجا (28 سنة)، أمير أبو الهيجا (27 سنة)، وبهاء أبو الهيجا (33 سنة)، بالإضافة إلى محمود غربيه (15 سنة)، حسام قنوة (34 سنة)، وإبراهيم قنييري (23 سنة).

قال شهود عيان إن الهجوم تم بواسطة ثلاث صواريخ أُطلقت من طائرة مسيرة نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك”.

أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية الهجوم الجوي بعد أن ضيقت السلطة الفلسطينية الحصار على المخيم في إطار حملتها الأمنية، التي قوبلت بإدانة واسعة من قبل مختلف الأوساط الفلسطينية، إذ أسفرت عن استشهاد العديد من الأطفال والصحفية الفلسطينية، فضلاً عن تدمير الممتلكات والمنازل.

كما تم قطع الكهرباء والمياه عن المخيم لأكثر من شهر، فيما منعت السلطة الفلسطينية مؤخراً دخول المواد الغذائية والدواء إلى السكان. وأفاد اللجنة الإعلامية في مخيم جنين بأن قوات الأمن الفلسطينية داهمت المستشفيات داخل المخيم وحولتها إلى ثكنات عسكرية، كما قامت باعتقال الجرحى من غرف العمليات في هذه المستشفيات.

تزامن الهجوم الإسرائيلي على المخيم مع إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم الأربعاء، وهو ما شكل ضربة أخرى للسلطة الفلسطينية، حيث بدا أن هذا الاتفاق قد تم التوصل إليه دون مشاركتها في المحادثات، خاصة المتعلقة بالمرحلة التي تلي الحرب في غزة.

يرى المحللون أن الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين كانت تهدف إلى ملاحقة المقاومة من جهة، وعرض قدرتها على تنفيذ ذلك أمام الولايات المتحدة وإسرائيل، حتى في قطاع غزة.

ورغم أنها تم استبعادها من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن جهود السلطة الفلسطينية في محاربة المقاومة في الضفة الغربية لم تحقق نجاحاً يذكر، بل على العكس، زادت الحملة من شعبيتها السلبية في الأوساط الفلسطينية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى